ص1     الفهرس    31-40

 

حاجتنا إلى نقد عروضي

قراءة عروضية في كتاب

مقدمة القصيدة العربية في الشعر الجاهلي لحسين عطوان

إدريس الكريوي

قد يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم سؤال هام، هو لماذا قراءة كتاب مقدمة القصيدة العربية في الشعر الجاهلي بالذات؟ وقد مر على نشره قرابة ثلاثة عقود من الزمن، وهو سؤال منطقي، لأن هناك كتبا من هذا الحجم النقدي والثقافي ما زالت في حاجة إلى مثل هذه القراءة والتصحيح بدافع الغيرة على تنقيح شعرنا العربي القديم، والحفاظ على نغمه وإيقاعه.

إن كتاب حسين عطوان هذا، كتاب قيم في مضمونه ومحتواه ومنهجه العلمي وكمه الشعري الزاخر، ولأنه قد أتاح للكثير من النقاد والمصنفين بعده أن ينهجوا نهجه أو يباركوه فقط لأنهم لن يستطيعوا الإتيان بمثله على المستوى الإبستمولوجي والعلمي أو المنهجي، وقد أشرنا إلى ما يقاربه في دراسة سابقة عن حسين بكار[1].

والهدف من هذه المقالة -كسابقتها(*)- هو تقريب المؤلف في حجمه العلمي وقيمته الأدبية وأدبيته وشعريته Poétique من القارئ الذي يتوفر على حظ أوفى من التقنية العروضية والإيقاعية، وكذا بالأساس من القارئ العادي الذي يهتم بالمعرفة والمضمون، وربما بالتسلسل التاريخي للقضية المطروحة للناقش في الكتاب (مقدمة القصيدة العربية) خاصة وأن عنوان الكتاب كما هو مبين أعلاه يهتم ببنية القصيدة العربية، فلا بد أن يكون العنوان مطابقا للفنية والمعمارية والهيكل المتراص للقصيدة العربية، والمقدمة أساس لا بد منه خاصة في العصر الجاهلي، فإذا كانت القصيدة جيدة ومبنية على أسس خاضعة لدستور النقاد والشعراء القدامى، فلا شك أن الكتاب سيكون متضمنا لذلك حاميا له.. وللدكتور كتب لا تقل أهمية عن هذا الكتاب منها ما يتحدث أيضا عن مقدمة القصيدة، ومنها ما هو تحقيق لدواوين شعرية قديمة اعتمدت كمراجع أساسية لمحققين بلغوا شأوا كبيرا في ميدان التحقيق[2].

إن موضوع دراسة مقدمة القصيدة العربية ليس جديدا، فقد سنه الناقد العربي القديم والمصنف البارع والجامع الذواقة ابن قتيبة وأرسى من خلاله هيكلة القصيدة العربية عامة، وقصيدة المدح على الخصوص، وميز بين مجموعة من المقدمات والقصائد وصنفها كما صنف ابن سلام وابن المعتز وأبو زيد القرشي الشعراء وفق هذه المقدمات والأغراض، وجاءت مجموعة من النقاد بعدهم وكتبوا في هذا المجال، وازدهرت في عصر عطوان كتابات أكاديمية ومتخصصة ككتابات شوقي ضيف ويوسف خليف والشايب والحوفي وزايد على العشري ومحمد فتوح أحمد(*)، وكذا بعض النقاد الذين حاولوا تطبيق العمل على مقدمات القصيدة في الشعر الأندلسي من زاوية دراسة الطبيعة فيها أو المرأة أو الطلل والخيال والطيف كالشكعة وهيكل ومقدسي وحسين مؤنس والركابي..ولكن أحدا لم يبلغ شأو حسين عطوان الذي نهج نهجا لاحبا سايره كما أشرت يوسف حسين بكار كثيرا..

وإذا كان الباحث قد نجح في جهوده هذه وأصبحت مرجعا لا بد منه للباحث في الشعر الجاهلي عموما وبناء قصائده وتتبع أغراض مقدماته: من مقدمة طللية إلى غزلية إلى مقدمة في وصف الفرس والناقة والصيد والطرد، خصوصا، فإن الكم الهائل من المقطوعات الشعرية والأبيات المستقلة، رغم حسن انتقائها وتعبيرها عن الغرض بدقة قد مسها بعض الاضطراب في الإيقاع رغم إجهاد الباحث نفسه لتفادي هذه الاضطرابات وهي قليلة قياسا مع حجم الكتاب وعدد الأبيات المستشهد بها. وهي مع كل هذا اضطرابات قد تسببت فيها الأخطاء المطبعية من محو بعض الكلمات أو الحروف أو شكل حرف كان من الأفضل أن يظل مهملا حتى لا يغير قناعة القارئ النقدية أو التذوقية أو المعرفية: كتحريك الساكن أو تسكين المتحرك، أو كبتر كلمة أساسية أو حرف أو مجموعة من الحروف من أصل الكلمة، أو تشديد حرف مهمل أو إهمال الحرف المشدد، أو توزيع كلمة بين شطرين بدعوى التدوير مع أن البيت غير مدور أو العكس.. الخ.

وإذا كانت بعض الأخطاء على قلتها غير مطبعية يتحمل الباحث شيئا من المسؤولية في عدم ضبطها لأنها تكررت في مواضيع مختلفة دون أن تصحح، وهذا يعني أن بعض الأخطاء لا دخل للطبع فيها، وهي قد تعتبر سهلة ويسيرة ولا دور لها إذا كانت في ثنايا النص النثري أو في سياق الكلام التعليقي على النص الشعري، لكنها تصبح ذات خطورة إذا ارتبطت بنص شعري، وتكون الخطورة أعظم إذا كان النص الشعري المتحدث عنه يؤسس للقصيدة العربية أو لعنصر هيكلي من عناصرها المعمارية، لأن مهمة الباحث هنا مهمة تحقيقية تقتضي التروي والضبط، وأقل مجهود يجب أن ينهض به الباحث هو تصويب أخطاء الكتاب قبل الطبع، إما بتصويب يعتبر ملحقا بالكتاب، هذا إذا كانت الأخطاء  مطبعية محضة أما إذا كانت ذات أثر على تمثل البيت الشعري، وكانت تؤثر في الإيقاع فلا بد أن يكون التصويب أكثر دقة، وأكثر نفعا للقارئ وقد يكون أفضل من وروده محاطا بتوجيه لغوي أو نحوي أو اشتقاقي، لأن الغاية هنا بالذات تعليمية تفيد القارئ أكثر وتجنبه القراءة السطحية للمقطوعة أو القصيدة الشعرية، وتسمو به من درجة قارئ عادي إلى قارئ شاعر عالم بإيقاع القصيدة، لأن البيت الشعري وهو يخضع لتفاعيل البحر لا يقوى على إضافة حرف أو نقصان حرف إلا الإضافة والنقصان اللذان تسبب الزحاف والعلل فيهما، وهما معا من خصوصيات الشاعر. ومن شرطه كذلك إشراك القارئ في هذا الاختيار، وفي هذه الضرورة أو تلك، الشيء الذي يجعل القارئ أحيانا يرق ويلين للنحو ويتحسر له ومن أجله، لأنه يتوفر على هذه المرونة التي للضرورة الشعرية رغم حالات "جواز الوجهين" التي نجد اختلافات النحاة تقننها أحيانا وترمي بها جزافا أحيانا أخرى.

مزايا الكتاب:

وكما أشرت سابقا فإن الكتاب ممتاز في موضوعه ومضمونه وتخصصه، وله مزايا علمية عديدة منها:

ـ منهجيته الجيدة على مستوى التسلسل التاريخي، وتمحيص الخبر.

ـ تصنيفه المقطوعات والأبيات تصنيفا جيدا.

ـ التسلسل والتدرج المنهجي (منهجية البحث) حيث تم التعرض في البحث إلى:

*وصف الجزيرة العربية – الحياة الاجتماعية – المعيشة – المرأة..

*نشأة المقدمات.

*الاتجاهات (اتجاهات المقدمات ومقوماتها).

*دراسة فنية للمقدمات.

*تفسير ظاهرة المقدمات.

*آراء القدامى.

*آراء المحدثين.

*رأي الدكتور يوسف خليف.

*تعليقات وملاحظات.

*خاتمة.

*مصادر البحث ومراجعه (وهي متعددة ومتنوعة وهادفة تخدم المضمون).

ـ المضمون الجيد (تميز الكتاب عن اهتمامات القدماء والمحدثين).

ـ توسعه في دراسة المقدمات قياسا مع يوسف خليف –باعتباره- خير من تحدث عنها بشهادة عطوان نفسه – والسابقين كذلك.

ـ اعتماده تقنيات نقدية جيدة.

ـ اعتماده الموازنة والمقارنة بين الآراء.

ـ الإحالة الجيدة عند وصوله إلى نظرية معينة أو عند تبنيه فكرة مستقاة من مرجع أو مصدر.

ـ اهتمامه بالشروح المعجمية [عدم اهتمامه بآراء اللغويين واختلافاتهم في شرح ما].

ـ اهتمامه بالأعلام (انظر قصيدة الفرزدق التي تحدث فيها عن الشعراء الجاهليين والمخضرمين الذين ألهموه الشعر في قصيدته اللامية)(*) حيث ميز بين المتشابه منهم في الأسماء والألقاب والكنى، كالنوابغ: الذبياني والجعدي والشيباني، والأعشيين والمرقشين، وترجم للمغمور من الشعراء والمشهور منهم: أخو قضاعة: أبو الطمحان القيني. وأخو بني قيس: طرفة بن العبد. يزيد: المخبل السعدي. وجرول: الحطيئة. وابن الفريعة: حسان بن ثابت. والجعفري: لبيد بن ربيعة. وآل أوس: أوس بن حجر كواحد منهم. والحارثي: النجاشي…

وهذا المجهود الجبار في ضبط هذه الأعلام أفاد الكثير من النقاد والباحثين بعده لا يضاهيه –في رأيي- إلا مجهود محمد رضوان الداية في تحقيقه للحماسة المغربية، الذي ترجم لبعض هؤلاء حسب ورودهم في الأبيات المستشهد بها ولمجموعة أخرى.

ـ اهتمامه بأجود ما قيل من شعر في مضمون الكتاب (المقدمات): حسن انتقائه.

ـ تنويعه في المقدمات.

ـ حسن رصفه للأبيات.

ـ اهتمامه بالتدوير في كثير من القصائد وتقسيمه الأبيات تقسيما يحترم الكلمة/التفعيلية في كثير من الأحيان، حيث ضبط 25 بيتا وسنرى نسبة الأبيات المدورة في الكتاب.

ومن مزايا الكتاب أيضا تضمنه ثقافة نقدية تصنف المؤلف من حيث إيرادها والتشبع بها. وتذوقها في مصاف النقاد الجيدين، ولا حاجة إلى إيراد تلك المفاهيم النقدية التي أوردها عن دراية وعلم فسأحاول اصطياد نموذج واحد يبين احتكامه إلى الإيقاع وتغليب الدربة والدراية في تذوق الشعر سيرا على نهج كثير من النقاد القدامة كالجاحظ والبغدادي والجرجاني عبد القاهر والأصبهاني والمحدثين كشوقي ضيف وعبد المنعم خفاجة وإحسان عباس..

وهو رغم تشبعه بنظرياتهم المرفدة للصناعة الشعرية لم ينسه ذلك تحكيم الطبع والابتعاد عن التكلف المغالى فيه، وهذا النموذج هو الذي يصل فيه إلى "أن عملية الشعر ليست مسألة سهلة بسيطة وإنما هو مسألة صعبة معقدة تحتاج إلى الدربة والدراية والجهد والمكابدة"[3].

 

دفاعه عن فنية القصيدة العربية:

تتبع الباحث بواكير الشعر منذ المرحلة الأولى غير الناضجة إلى المرحلة الناضجة كما تتبع مسيرة الوزن والإيقاع في هذه القصائد، نابذا "سقطاتها العروضية" ومشيدا بالراقي منها، ولم يفته أن يشيد بجهد الشعراء في سبيل إخراج قصائدهم على الصورة الجميلة التي هي عليها. وقد دعا على لسان الناقد أبي عمر وبن العلاء أن يتعلم الناس الشعر إذا كان مثل قصيدة المثقف العبدي النونية:

[ أفاطم قبل بينك متعيني     ومنعك ما سألت كأن تبيني ]

لأنها قد راقته كما راقت الناقد العظيم قبله يقول: [ والأبيات تروقنا بعذوبتها وصفاء أسلوبها، ولعل ما جعل أبا عمرو بن العلاء يقول: "لو كان الشعر مثلها لوجب على الناس أن يتعلموه"][4].

وقد دافع كذلك عن موسيقى نونية الأعشى:

خالط القلب هموم وحزن     وادكار بعدما كان اطمأن

فكان يرى أن "الأبيات تتميز بسهولة ألفاظها وخفة موسيقاها، ورقة أسلوبها، وكان الأعشى يعرف كيف ينتخب ألفاظه وقوافيه بحيث يشيع فيها الجمال الصوتي البديع"[5].

ومن مزايا الكتاب المنهجية (التحقيقية) شكله بعض العبارات شكلا جيدا يجنب القارئ هفوات القراءة التذوقية –رغم ما جره عليه الشكل من تبعات تسبب فيها الطبع كما ذكرت آنفا- كعدم تشديد حرف كان من الممكن أن يعتبره القارئ مشددا أو تشديده بدل إهماله أو إظهار الفتحة على ياء المتكلم أو أية ياء مسهلة حتى تخضع للإيقاع وكانتباهه إلى ضرورة تسكين حرف وسط الكلمة درج القارئ في النثر على تحريكه.. الخ.

ومن جمالية الشكل هذه ما يلي: عدم تشديد نون النسوة في ميمية عبيد بن الأبرص تفاديا للاضطراب الإيقاعي الذي يحدثه تشديد الحرف. ص140 وهي من البسيط:

كأن أظعانهــن نخــل موسقــــة     سود ذوائبها بالخمل مكمومــه

وعدم تشديد نون التوكيد في دالية الأعشى ص153 من الكامل:

بل ليت شعري هل أعودن ناشئ     مثلي زمين أحل برقة أنقــــدا

وقد تنبه إلى خطر تشديد النون بحيث تصير عروض البيت (مفاعلن) = (نناشأن) بدل (مستفعلن) = (دن ناشأن). وهذا التعديل لا يلحق الكامل بحيث تضمر التفعيلة متفاعلن === مستفعلن ثم تخبن === متفعلن === مفاعلن. رغم أن البعض من المحدثين يرى –خطأ- ذلك(*) من خلال عدم تنوين كلمة (شف):

[حسناء شف مرطها    والنور لا يخفيه نور]

وكعدم تشديده كلمة (القوافي) وكذا إثباته الفتحة على الياء في بيت امرئ القيس ص177 بن بكر (الذائد)

[ أذود القوافي عني ذيادا     ذياد غلام غوي جرادا]

لأن التشديد أو إهمال الياء من الفتح يؤثر في تفعيلة (فعولن) من المتقارب.

وكانتباهه إلى ضرورة فتح كلمة (رأسي) وإظهار الفتح على الياء في قصيدة امرئ القيس صاحب المعلقة 84:

[ظللت ردائي فوق رأسي قاعدا     أعد الحصى ما تنقضي عبراتي ]

لأن الفتح ساعد على إيقاع عروض البيت (مفاعلن) من الطويل وعدم الفتح يصير العروض فاعلن وهو تغيير لا يلحق الطويل. وقد نجح الباحث في ذلك خاصة عندما تجاوز كلمة (ردائي) في نفس الشعر ولم يظهر الفتح على يائها مما يدل على هذا الاهتمام العروضي في ضبط البيت الشعري.

وانتبه إلى إمكانية فتح ياء كلمة (ليالي) في ميمية بشر بن أبي حازم، ص191 وهي من الوافر مع أن عدم إظهار الياء لا يؤثر في البحر ما دام الوافر يتضمن بين تفاعيله (مفاعيلن) و(فاعلتن):

[ليالي تستبيك بذي غروب     كأن رضابه وهنـا مـــدام]

ولكن الباحث يرى أن الأصل في البحر هو مفاعلتن، لا مفاعيلن التي لحقها زحاف (العصب)

كما انتبه إلى ضرورة تسكين ثاء (اثر) نتيجة الضرورة الشعرية لأن فتحه يؤثر على إيقاع الطويل، وذلك في قصيدة طفيل الغنوي ص125

ترى جل ما أبقى السواري كأنه     بعيد السواقي إثر سيف مفلل

والنماذج كثيرة في الكتاب.

وإذا كان الباحث قد جشم نفسه صعوبات ضبط النصوص بالشكل التام مراعيا الإيقاع والضرورات الشعرية المختلفة ليجنب القارئ القراءة العادية والاضطراب الإيقاعي الذي يترتب عنه اضطراب تذوقي، وليشارك القارئ نشوة إبداع الشاعر نصه وصورته الشعرية، وليدربه على نماذج أخرى.. فإن الشكل قد جر ويلات كثيرة على الكتاب وصاحبه، وربما كان الاهتمام بالشكل والضبط من الأخطار الكبيرة التي تفشي الخطأ وتقلل من شأن النص. وقد وقع فيه كثير من الباحثين على مستوى الكتب المتخصصة أو العامة أو المجلات التي تهتم بالشعر عند العظماء والناشئة، ومجلة الشعر التي يشرف عليها الدكتور عبده بدوي –وهو من الشعراء والنقاد الكبار- نموذج على ما قلت،وقد نبه كثير من القراء إلى ذلك ونبه المدير إلى ذلك في مقدماته النقدية لكثير من أعداد المجلة. والخطأ يرجع بالأساس إلى الطبع لا إلى الشعراء أو النقاد، وقلما يقع فيه الناقد، وقلما ينتبه المتتبع إلى صحة اقتراف الباحث ذلك أو عدم اقترافه له، والوسيلة الوحيدة إلى الحكم عليه بالخطأ هو تكرار الخطأ وتبريره بطرق خاصة..

وكتاب مقدمة القصيدة العربية لم ينج من الأخطاء المطبعية العادية ولا من المطبعية التي سها الباحث عن تصويبها وتتجاوز عشوائية الطبع. ومن الأولى ما يلي:

ضم الحرف بدل فتحه أو كسره: تسود بالضم والأصح بالفتح ص33، عاري بدون نقط على الياء والأصح بالياء ص43، مطرد، ومجرس بالكسر والأصح بالتنوين ص53.. الخ.

وهذه مجموعة من الصفحات ظهرت بها أخطاء مطبعية عادية من هذا النوع:

[18-33-33-43-43-44-44-47-57-61-61-74-78-79-82-82-83-84-86-87–88-89-92-96-102-105-106-106-120-124-125-126-132-133-135-139-140-140-141-144-146-147-150-152-160-160-164-174-190-203-234].

وأنت تلاحظ أن بعض الصفحات يتكرر فيها الخطأ أو يتعدد أكثر من مرة.

هذه أخطاء مطبعية عادية، رغم كثرتها فإن المؤلف بريء من إحداثها في مؤلفه لأنها بسيطة، وهناك أخطاء مطبعية تافهة وبسيطة يستغرب وقوعها لبساطتها والتفسير الوحيد لها أنها تافهة يقع فيها كل طبع فهي أقل شأنا من سابقتها كتبديل الياء بالباء أو العكس كـ(قضيا) بدل (قضبا)، ص206. وقد ترجع إلى نسيان الطابع حرفا من حروف الكلمة كـ(أمية) بدل (أميمة)صاحبة النابغة ص211 ونسيان اللام من قصيدة المرقش الأكبر:

[ هل بالديار أن تجيب صمم     لم كان رسم ناطقا [ كم ] والأصح (كلم)]

وقد تجتمع أخطاء مطبعية كثيرة في مقطوعة واحدة كما في ص62 و95. وقد تجتمع في بيت واحد كما في ص79. وقد تكون الأخطاء –رغم كونها مطبعية محضة- عبارة عن محو يلحق البيت بمحو كلمة أو أكثر أو حرف أو أكثر مما يحدث فراغا في الورقة ص53-63-129. أما الأخطاء المطبعية التي لها تأثير عروضي فهي كثيرة كذلك، ويشك الفرد في درجة مسؤولية المؤلف في حدوثها وعدم ثبوت هذه المسؤولية. وأوردتها فقط لأن لها تأثيرا على اضطراب الوزن، ولن أعلق عليها لضيق المجال إلا بالقدر الذي يسمح به هذا المجال: ص18-33-43-57-61-61-74-79-79-82-82-83-86-129-139. وهي أيضا تخضع لنفس التبريرات، تنوين ما لا يجب أن ينون أو العكس، وتشديد ما ينبغي ألا يشدد أو العكس، ووصل همزة قطع أو قطع همزة وصل، وكتسكين المتحرك أو العكس أو تقديم حرف عن موضعه أو تأخيره كدارس بدل دراس، وتحريك الياء بدل مدها وإشباعها وهي نماذج كثيرة، وتتابع الحركات بشكل يحدث اضطرابا في الكلمة وفي البيت وصيره إلى نثرية فجة ككلمة (أزجر) بضمات ثلاث ص79 من بيت المهلهل، أو كحذف حرف من كلمة أو نقصانه يحدث نفس الاضطراب كحذف التاء من غداة من بيت الحادرة 129.

التدوير:

وقبل الحديث عن الأخطاء العروضية ذات الصبغة الإيقاعية، لا بد من الإشارة إلى طريقة ضبطه الأبيات الشعرية من حيث التدوير أو عدمه.

فإذا كان حسين عطوان قد ضبط التدوير بشكل جيد لا يقل عن المحققين الجيدين الذين ذكرنا بعضا منهم، فقد ضبط 25 بيتا من أصل 27 بيتا مدورا في الكتاب وهي جميع الأبيات المدورة، كما ضبط 12 بيتا من قصيدة واحدة هي لامية الأعشى التي استشهد بـ16 بيتا منها، أي بسلامة ¾ من القصيدة التي وردت في ص186-187 وفي الصفحات الأخرى 56-103-134-135-137-138-157. لكن الباحث لم يضبط البيتين التاليين: فبيت المهلهل بن ربيعة اعتبر غير مدور والأصح أنه مدور:

[ طفلة ما ابنة المحلل بيضاء     لعوب لذيــذة فـي العنــاق ]

بحيث يجب أن تكون همزة (بيضاء) مستقلة بالشطر الثاني وباقي الكلمة في الشطر الأول ص92 وهذا البيت اعتبر مدورا في الصفحة 111، الشيء الذي يجعلنا نعتبره خطأ مطبعيا فقط. أما النموذج الثاني فهو من لامية الأعشى التي نجح الباحث في ضبط 12 بيتا من أصل 16 بيتا التي تتكون منها، فبدل انتهاء الشطر الأول بجزء الكلمة (الاس) وإرجاء الفاء والنون إلى بداية الشطر الثاني ليكون مع باقي الكلمة (فنط)، ألحقت الفاء والنون كذلك بالجزء الأكبر من الكلمة (الاسفن) والأصح سيكون هو:

وكأن الخمر العتيق من الأسـ    فنط ممزوجة بمــاء زلال.

تشديد الحرف أو إغفاله من الشدة:

من الأخطاء المطبعية وغير المطبعية الواردة في الكتاب عدم تشديد بعض الحروف التي يقتضي المقام النحوي أو الشعري تشديدها أو العكس، وهذا يحدث أيضا في أغلب الكتابات والتحقيقات ولكنها تستدعي من المؤلفين تصويبها بعد التأكد من صحة ذلك. وفي هذا الكتاب نماذج عديدة سأحاول التطرق إليها.

أ ـ عدم التشديد:

كعدم تشديده كلمة (الوسمي) في رائية النابغة من البسيط ص43 وقد أحدث ذلك اضطرابا في الشطر الثاني، فبدل (مستفعلن) صارت (مفعولن).

مجرس وحد جأب أطاع له     نبات غيث من الوسمي مبكار

فبدل: نباتغي / ثن منل/ وسميي مب / كاري

       مفاعلـن / فاعـلـن / مستفـعلـن / فعلن

                           / -°-°--° /

صيرها: نباتغي/تن منل/وسميمب/كاري

                         / مفعولن /

                          / -°-°-° /

وعدم تشديده كلمة (تبكي) في بيت من لامية المهلهل من الخفيف ص79

ازجر النفس أن تبكي الطلولا     إن في الصدر من كليب غليلا

لأن عدم التشديد يحدث اضطرابا في الشطر الأول، على خلاف الشطر الثاني السليم. وسيصبح الشطر الأول [ فاعلاتن فعولن فاعلاتن ] وهذا غريب عن الخفيف، بينما يكون الشطر الثاني سليما [ فاعلاتن مفاعلن فاعلاتن ] بخبن التفعيلة الثانية (مستفعلن) وعدم تشديده لام كلمة (ظلامة)، في مقطوعة النابغة الذبياني ص120، والأصح أن تشدد ليستقيم الوزن (بحر الوافر)، الذي لا تأتي فيه تفعيلة مفاعلتن على وزن (مفاعلن).

[ أمن ظلامة الدمن البوالي     بمرفض الحبي إلى وعال ]

وعدم تشديده كلمة (الليالي) في مقدمة البيت الثالث من قصيدة عبيد بن الأبرص ص147، وهي من البسيط. وعدم التشديد يجعل التفعيلة (فاعلن) في الحشو مقطوعة (فعلن    /-°-° ) وهي علة تلحق الأضرب لا الحشو. أما التشديد فيجعل التغيير زحافا بالخبن (فعلن   /---° ) لا علة بالقطع:

هل الليالي والأيام راجعة     أيام نحن وسلمى جيرة خلط

وعدم تشديد دال (يدني) في بيت حاتم الطائي على بحر البسيط ص159:

يسعى الفتى وحمام الموت يدركه     وكل يوم يدني للفتى الأجلا

لأن عدم التشديد يصير تفعيلة (فاعلن) التي في الحشو (فعلن /-°-°) مقطوعة، والأصح أنها تامة (فاعلن). والغريب أن الخطأ جاء كذلك في شرح ديوان حاتم الطائي[6] وعدم تشديده ياء كلمة (علوية) عروضة الشطر الأول من البيت الرابع من قصيدة لبيد بن ربيعة العامري من الكامل ص204:

أو مسلم عملت له علوية     رصنت ظهور رواجب وبنان

ب: التشديد

كتشديد المؤلف عين العبارة (لم يرعها) في ميمية النمر بن تولب ص47:

لم يرعها أحد واكتم روضته     فأو من الأرض محفوف بأعلام

والواضح أنه خطأ مطبعي ليس إلا،لأن الشد لا يعقب الساكن في العربية كما في اللاتينية. وتشديد الكلمة الأولى في البيت الثالث من حائية الأعشى على بحر الرمل ص61. فكلمة (وثنى) عندما شددت أحدثت اضطرابا إيقاعيا في الشطر الأول:

وثنى الكف على ذي عتب    يصل الصوت بذي زير أبح

والتشديد غير التفعيلة من (فعلاتن) التفعيلة الأصلية المخبونة إلى (مفاعيلن).

وتشديده ياء (اليماني) في بيت طرفة من الطويل ص89:

أتعرف رسم الدار قفرا منازله     كجفن اليماني زخرف الوشي ماثله

والذي يؤكد على أنه ليس خطأ مطبعيا تكرار مثيله في ص203 كما سنرى، في بيت من أبيات طفيل الغنوي شدد فيه كلمة (ومضى) في مقدمة البيت الثاني من قصيدة الأعشى الدالية على الكامل ص153 والأصح أنها بدون شدة على الضاد:

ومضى لحاجته وأصبح حبلها     خلقا وكان يظن أن لن ينكدا

ويبرر عدم التشديد –إضافة إلى الوزن والإيقاع- الاستعمال اللغوي، لأن مضى بالشدة لا تعني القضاء والمضي بل التوقيع، وكذلك قضى بالشدة وبدونها كل واحدة لها معنى. وتشديده الدال الأولى من كلمة (جددت) في مقدمة البيت الثالث من ميمية بشر بن أبي حازم، وهي من الوافر ص191، والأصح بتسهيل الدالين وتسكين الدال الثانية:

جددت بحبها وهزلت حتى     كبرت وقيل أنك مستهام

ويمكن تبرير عدم التشديد حتى لغويا قبل التبرير الإيقاعي، فكلمة (جددت) اتبعت بنقيضتها (هزلت) لأن جددت من جد يجد، أما جددت بالشدة تعني التجديد.

وتشديده لام العلياء بدل تسكينها وتسهيلها في معلقة زهير بن أبي سلمى من الطويل ص197:

[تبصر خليلي هل ترى من ظعائن    تحملن بالعلياء من فوق جرثم ]

وتشديد ياء (اليماني) في قصيدة طفيل الغنوي اللامية التي تأثر بها زهير بن أبي سلمى تلميذ طفيل ويمكن اعتبارها معارضة، عارض بها زهير أستاذه بقصيدة (صحا القلب على سلمى) وهما معا من الطويل ص203. وكان من الأفضل عدم تشديدها.

وكنت كما يعلمن والدهر صالح     كصدر اليماني أخلصته صياقله

والذي يؤكد عدم التشديد أيضا ما شرحه الأستاذ الباحث نفسه في الهامش يقول "كنت كما يعلمن شابا غضا أهتز كأني سيف يمان"[7]

ح – تقديم وتأخير الشدة عن موضعها:

وقد قدم الباحث موضع الشدة في كلمة (أمرت) من قصيدة عمرو بن كلثوم من الوافر ص171 حيث قدمها إلى الميم بدل إرجائها إلى الراء من (أمر) بتشديد الراء لا من (أمر) بتشديد الميم، وقد أثر على تفعيلة الوافر (فعولن) فصارت (فاعلن):

ترى اللحز الشحيح إذا أمرت      عليه لما له فيها مهينا

فالخمر أمرت عليه أي تساقوها واحدا عن واحد، أو إذا مرت من أمامه عنوة أفنى ما له للحصول عليها، وليس بمعنى أصبحت إمارة عليه وسلطة عليه.

وقد يعلم هذا القارئ العادي لمعلقة عمرو بن كلثوم لكثرة تداول المعلقة، الشيء الذي يغلب الخطأ المطبعي.

وقد أخر المؤلف الشدة التي جاءت في كلمة (نمقته) في عينية النابغة الذبياني من الطويل ص195، حيث جعل الشدة على القاف، والأصح أنها يجب أن تكون على الميم

كأن مجر الرامسات ذيوله      عليه حصير نمقته الصوانع

إغفال بعض الكلمات والحروف أو إقحامها:

ومن الأخطاء الإيقاعية في النصوص احتياج الشطر الشعري إلى كلمة أو حرف أو حروف، وقد كان الإغفال آتيا أحيانا من الطباعة حيث لحق المحو بعض الكلمات أو الحروف، وقد جاء الإغفال من سهو وعدم تثبت، وعلى كل حال فإن إيراده جاء لإصلاح البيت والنقدية. ومنه نماذج نادرة ولكن يجب التذكير بها.

فيبدو أن الباحث نقل البيت من عينية امرئ القيس ص63 وهو من الطويل مضطربا في شطره الأول، لأنه يحتاج إلى كلمة مركبة إيقاعيا من سببين خفيفين (-°-°). فبدل:

فمنهن للندامى ترفقوا     يداجون نشاجا من الخمر مترعا

كان الأصح بعد التحقيق المرجعي والإيقاعي والمعنوي كذلك:

 

فمـنـهـن [ قولــي ] للنـدامـى ترفقوا

--°-° / --°-°-° / --°-° / --°--°

 فعولن  / مفاعيلـن /  فعولـن / مفاعلـن

وقد أقحم المؤلف كلمة (لشيء) في الشطر الأول من البيت الأول من مقطوعة المثقف العبدي الميمية ص170 وهي من الرمل:

لا تقولن [ لشيء] إذا ما لم ترد     أن تتم الوعد في شيء نعم

وربما كانت كلمة (في شيء) في الشطر الثاني هي التي دعت المؤلف إلى إقحام (الشيء) الأولى في الشطر الأول.

وأقحم كلمة (لا) في الشطر الثاني من مطلع معلقة الحارث بن حلزة ص220 وهو من الخفيف:

آذنتنا ببينها أسماء     رب ثاو [ لا] يمل منه الثواء

والأصح أنه بدون (لا). والغريب أن تعليق الباحث على مضمون البيت ساهم في تكريس هذا الإقحام الخاطئ.

وأقحم حرف (من) في البيت الرابع من قصيدة لبيد بن ربيعة العامري الرائية ص161 وهي من الطويل:

وكم [من ] مشتر من ماله حسن صيته     لأيامه في كل مبدى ومحضر

فمن أين جاءه هذا الحرف (من) الذي أضفى على البيت مسحة النثرية.

وكزيادة ألف (اربيتاها) في البيت الرابع من مقطوعة الأعشى اللامية ص135:

إذا التمست اربياتاها تساندت     لها الكف في راب من الخلق منفصل

فبدل (اربياتاها) بمد الياء التي أثرت سلبا في إيقاع الطويل كان لا بد من حذف الألف وقد شرح الباحث (الأربية) بأنها أصل الفخذ بتشديد الياء وذلك في هامش الصفحة، لأن مفردة أربياتاها هي أربياتاة أو أربياتاء وهذا غريب.

أو كحذف حرف من أصل الكلمة أو الحرف الدال (حروف الجر – قد – بين – إذا…،)، كما فعل في البيت الثالث من مقطوعة الحارث بن كعب المذحجي ص120 حيث يحتاج الشطر الثاني إلى حرف الواو قبل كلمة (قد) ليصبح وقد. وهي من المتقارب:

قليل الطعام عسير القيام    قد ترك الدهر خطوي قصيرا

لأن تفعيلة (فعولن) في المتقارب لا يلحقها زحاف يصير التفعيلة كلها عبارة عن وتد مفروق، (-°-) = (فاع) وأن يصل الاختصار في المتقارب إلى سبب خفيف فقط (فع) ويسمى بترا بحذف وتد مجموع (--°) (فعو) ولكن في إطار العلة لا الزحاف.

وكحذفه ألف (إذا) واعتماد (إذا) بدلها، كما في الشطر الثاني من البيت الخامس من مقطوعة الشنفرى ص132:

أميمة لا يخزى نثالها حليلها      [ إذا] ذكر النسوان عفت وجلت

وكحذف الواو من الشطر الأول من مقطوعة سلامة بن جندل ص140، وكان من الأفضل إبرازه لأن حذفه يصير البحر الرسمي للمقطوعة الذي هو الطويل إلى البحر الكامل على الأقل في شطره الأول:

[و] لو كنت أبكي للحمول لشاقني     لليلى بأعلى الواديين حمول

1 ـ بالحذف: لوكنتأب / كيللحمو / للشاقني

               مستفعلن  / مستفعلن / متفاعلن

2 ـ بالإضافة: ولوكن / تأبكي لل/ حمول / لشاقني

                فعولن / مفاعيلـن / فعـول / مفاعلن

وكحذف واو (أو) للعطف أو التخيير من بيت الشاعر عبيد بن الأبرص ص147، من الوافر، فبدل (أو وسطو) جعلها (أوسطوا) والذي يبرر أن المحذوف هو واو (أو) وليس واو الفعل (وسطوا) شكل الواو بالنصب:

وعن أيمانها الأطواء مسعـــــدة     قد شارفوا فرج الأوتادأ[و] وسطوا

وكحذف الواو من الشطر الثاني من البيت السادس للأعشى من لاميته المشهورة ص187 وهي من الخفيف، والأصح إثباته كواو عطف لمجموعة من أنواع السير أو المشي (الإدلاج-التهجير) ومجموعة من الأماكن والمواضع (الوقف-السبسب-الرمال):

وإدلاج بعد المنــام وتهجيـ       ر[و] وقف وسبسب ورمال

وكحذف (لام ألف) من كلمة (تلاقي) في بيت من أبيات لبيد، والواضح أنه مجرد خطأ مطبعي (محو) لحق الكلمة ص207.

وأحيانا يقدم حرفا عن موضعه أو يؤخره عنه، كتأخيره ألف (أيامنها) إلى ما بعد الميم (أيمانها) وكان حريا به أن يقدمه عنه، وقد ورد الخطأ في البيت الحادي عشر من قصيدة عبيد بن الأبرص الطائية:

وعن أيمانها الأطواء مسعدة     قد شارفوا فرج الأوتاد أو وسطوا

وهذا التأخير غير الشطر الأول من البيت من بحره الأصلي البسيط إلى الوافر.

الحالة الأولى [الخطأ] الوافر

1

2

3

وعن أيما

مفاعيلن

نهلأطوا

مفاعيلن

أمسعدتن

مفاعلتن

 

الحالة الثانية [الصواب ] البسيط

1

2

3

4

وعن أي

مفاعلن

منهل

فعلن

أطواأمس

كستفعلن

عدتن

فعلن

 

فالاضطراب ناتج عن عدم تناغم الشطرين البسيط والوافر، أما على مستوى الشطر المختل فلكل قالبه ونغمته على أساس أن يتناغم مع عجزه:

وكتأخير الألف إلى ما بعد الراء بدل تقديمه عنها مباشرة في كلمة (دارس) فأصبحت (دراس) خطأ.. وقد جاء الخطأ في بيت من بيت لامية امرئ القيس المعلقة ص82:

وإن شفائي عبرة مهراقــــة     وهل عند رسم دارس معول

وأظنه مجرد خطأ مطبعي، لأن الكل يحفظ البيت سليما أي بكلمة (دارس) لا بكلمة (دارس)، كما أن المؤلف نقله سليما في الصفحة 180 من نفس الكتاب، وإيراده فقط لتجنيب القارئ القراءة المضطربة لأن "سيمترية" تفاعيل الطويل لها إيقاعها الخاص بالبحر وأي اضطراب–كهذا الاضطراب- يغير النغم، فبدل:    1       2       3       4

                                              [ فعولن  مفاعيلن  فعولن  مفاعلن ]

                                     1      2     3       4

 

تصبح التفعيلة الثانية بدل الثالثة والعكس:[ فعول  فعولن   مفاعيلن  مفاعلن ]

 

عدم إظهار حركة الضمير:

يمكن أن نعتبر هذا "الإهمال" من الضبط متروكا لتذوق القارئ ولا يحق لنا أن نقحم الباحث في ذلك –رغم أنه قد كلف نفسه مشقة ضبط كل الحروف في النصوص- فلماذا تهمل ميم الغائبين وهاء الغائبة والغائب؟ رغم الأثر الذي تتركه في القراءة، كما جاء في ص87 من أبيات عبيد بن الأبرص:

[ديارهم إذهم جميع فأصبحت     بسابس إلا الوحش في البلد الخالي ]

[ فإن تك غبراء الحبيبة أصبحت    خلت منهم واستبدلت غير إبدال ]

ويكون الخطر أعظم عندما يأتي الخطأ في عروض البيت أو الضرب حيث يقتضي ذلك إشباع الحرف الأخير كما في بيت عبيد أيضا:

[ إني اهتديت لركب طال سيرهم    في سبسب بين دكداك وأعقاد]

وكذلك عدم تسكين هاء ضمير الغائب أو تحريكه بدل تسكينه(*)

التنوين وعدم التنوين:

يشكل التنوين بدوره عقبة في وجه الباحث، إذا لم يتمكن من تمييز الكلمة المنونة من غير المنونة، والخطأ في ذلك يؤثر على الإيقاع، وقد تبين لي من خلال مجموعة من الدواوين والمصنفات أن الألقاب والكنى عندما تعقبها الأوصاف والنعوت المعرفة تستعصي على التلفظ السليم وحتى على التقطيع العروضي الصحيح وذلك لالتقاء الساكنين (ساكن التنوين أي الصوت الثاني بعد المتحرك أن وأن وإن بالضم والفتح والكسر) وساكن "ال" التعريف في الكلمة بعدها مثل قول أبي الشيص الخزاعي من الكامل[8]:

لأبي محمد المؤمل راحتا     ملك إلى أعلى العلا نهاض

وقول البحتري من الكامل أيضا[9]:

[ هل يشكر الحسن بن مخلد الذي    أولاه محمود الثنـاء الخالــــد]

وقول الشاعر من الوافر[10]:

[ محمد النبي أخـــي وصهــــري     وحمزة سيد الشهداء عمــــي]

[ وجعفر الذي يمشي ويضحـــــي     يطير مع الملائكة ابن أمــــي]

فإذا قطعت بعض النماذج تبينت صعوبة الخطأ في التنوين أو –على الأقل- عدم اعتباره في التلفظ:

لأبي محم / مدنلمؤم / ملراحتن

  متفاعلن / متفاعلن / متفاعلن

هل يشكرل/ حسنبنمخ / لدنل لذي

  مستفعلن / متفاعلن / متفاعلن

 محممدنل / نبييأخي / وصهري

وجعفرنل / لذيمشي / ويضحي

مفاعلتن / مفاعيلن / فعولن

ف [مخلد (منونة) + الذي (المبدوءة بسكون همزة الوصل) ]

و [محمد (منونة) + النبي (   "     "     "     "   ) ]

و [محمد (منونة) + المؤمل  (   "     "     "     "   ) ]

و [جعفر (منونة) + الذي  (   "     "     "     "   ) ]

فآخر حرف في مخلد ومحمد وهو الدال وآخر حرف في جعفر وهو الراء لا ينون بل يمد تنوينه كذلك فبدل (دن) بضم وسكون و(رن) بضم وسكون تصبح (دن) بضمتين و(رن) بضمتين ويرجأ التنوين إلى اللام في (أل) القمرية أو النون لعدم نطق (أل) الشمسية في النبي. وتصبح كالتالي:

        1 ـ [ دنللذي ]       [ دنننبي ]

            [--°--° ]   [--°--° ]

بدل:    2 ـ [ (دن) + (اللذي) ]  [ (دن) + (أننبي) ]

             [(-°) + (-°--°) ]   [ (-°) + (-°--°) ]

        3 ـ [ (د) + (للذي) ]   [ (ر) + (للذي) ]

             [ (-) + (-°--°)]   [ (-) + ( °--° )]

وهذه نماذج توضيحية لإظهار قيمة التنوين التلفظية والتقطيعية في الشعر خاصة. ولكن في مثل هذا الحجم من الخطورة لا نجد نماذج مماثلة، بل حالات من التنوين العادي غير المرتبط بالأسماء والألقاب.

أولا: فالباحث لم ينون كلمة (لذيذة) في بيت المهلهل في موضعين اثنين ص92 وص111:

طفلة ما ابنة المحلل بيضا     ء لعوب لذيذة في العناق

بضم (لذيذة) بحركة ضمة واحدة لا بضمتين.

وعدم تنوينه كلمة (فاحم) في عروض الشطر الأول من معلقة الأعشى ص95:

وفرع يغشى المتن أسود فاحم     أثيث كقنو النخلة المتعثكـــل

رغم أن الإشباع لا بد أن يوضع في حسبان القارئ، لأن وضع الفتح على ميم (فاحم) خطأ من زاويتين: أحدهما أن فاحم نعت لفرع فوجب أن يكون مجرورا بتنوين لا بكسرة واحدة، وثانيا لأن وضع الفتح على الميم لا يمكن إشباعه (فاحما) للسبب الإعرابي/النحوي السابق.

وعدم تنوين كلمة (خيال) في أول تفعيلة من أبيات عمرو بن قميئة على المتقارب ص104:

خيال يخيل لي نيلها    ولو قدرت لم تخيل نوالا

وربما كان هذا مجرد خطأ مطبعي لأن كلمة خيال لم تأت مضافة إلى كلمة أخرى الشيء الذي يبعد الباحث من الوقوع في هذا الخطأ.

وعدم تنوينه كلمة (لبس) في بيت الشاعر معاوية بن مالك معود الحكماء ص150 وهو من الوافر:

وشاب لداته وعدلن عنه     كما أنضيت من لبس ثيابا

وهو أيضا مجرد خطأ مطبعي، لأن عدم تنوينه عنوة يقتضي أن تكون كلمة (ثياب) مضافة إليه والإشباع إذاك يجب أن يكون حرف الباء فيه مكسورا لا مفتوحا وهو الذي جاء عليه روي القصيدة.

وعدم تنوينه كلمة (صدق) في آخر بيت من قصيدة الأعشى الميمية ص174 وهي من الطويل حيث يمكن اعتباره خطأ مطبعيا، لأن عدم تنوينه يحتاج بدوره إلى مضاف إليه يستند إليه:

[وفتيان صدق لا ضغائن بينهم    وقد جعلوني فيسحاها مكرما]

ومثلها كلمة (قانص) في قصيدة النابغة الرائية من البسيط ص43، فالمؤلف لم ينتبه إلى عدم التنوين الذي قد يحدث اضطرابا إيقاعيا يسببه تتابع الحركات:

أهوى له قانص يسعى بأكلبه     عاري إلا شاجع من قناص أنمار

ومثلها أيضا (سامر) في بيت حسان بن ثابت من المديد ص57، حيث أغفل الباحث تنوين راء (سامر) والأصح أنه بالتنوين:

فلوى الخربة إذا أهلنا    كل ممسى سامر لاعب

فلا شك أن عدم التنوين أحدث اضطرابا إيقاعيا سببه تلاحق الحركات وتعاقبها بين تفعيلتين متشابهتين [ فاعلن – فاعلن ]، ولأن تفعيلة (فاعلن) التي في حشو المديد لا يحذف آخر وتدها المجموع كما في الخبب في شعرنا المعاصر وفي شعر نزار قباني خاصة.

كما في هذا الشطر: [ضحكتها أنغام وورود ](*) --- ضحكة (-°--) = (فاعل)

وفي هذا الشطر:    [والشعر الغجري المجنون ](*) – الغج (--°--) = (فاعل)

وكعدم تنوينه (صيت) في لامية عبيد بن الأبرص من السريع ص86:

حتى عفاها صيت رعده        داني النواحي مسبل وابل

وقد أثر في إيقاع السريع.

ثانيا: وكما لعدم التنوين أثر في الإيقاع فإن التنوين الخاطئ له أثر مماثل كذلك. كتنوينه كلمة (مرارة) في رائية امرئ القيس الشاعر المعروف صاحب المعلقة في أحد أبياته:

عوجا على الطلل المحيل لعلنا     نبكي الديار كما بكى ابن حذام

يقول ابن حذام من البسيط ص74:

يذمم مرارة عيش كان أوله     حلوا وللدهر إحلاء وإمرار

والغالب أن الخطأ مطبعي صرف لأن المضاف لا يكون منونا، ولكن هذا التنوين أثر في الإيقاع فصير (فاعلن) الرسمية (فعولن) التي لا تنتمي إلى البسيط.

وتنوينه كلمة (نخيل) في الشطر الثاني للشاعر ابن أبي حازم ص144 وهو الوافر:

[ كأن حدوجهم لما استقلوا   نخيل محلهم فيها ينوع ]

وأظن أن التنوين بالضم جاء خطأ مطبعيا لأن كلمة (ملحم) بعدها جاءت منونة بكسرتين، الشيء الذي يبعد كونها نعتا لنخيل.

وتنوين كلمة (كطي) بدل كسرها بكسرة واحدة فقط، وهو مجرد خطأ مطبعي لأن المضاف لا ينون (كطي السابرية)، وهو لحاتم الطائي من الطويل ص124:

تهادى عليها حليها ذات بهجة    وكشحا كطي السابرية أهضما

وتنوينه كلمة (ثلاثة) في بيت للحارث بن كعب المذحجي ص102 من المتقارب بدل ضمه فقط:

ثلاثة أهلين صاحبتهم      فبادوا وأصبحت شيخا كبيرا

واعتماد التنوين يغير الشطر الأول –على الأقل- من المتقارب إلى السريع

1     /      2     /      3     /

 ثلاثتن  /  أهلينصا  /  حبتهم    /

مفاعلن /  مستفعلن /    فاعلن   /

أما عدم التنوين فيجعل الشطر محافظا على إيقاعه كالشطر الثاني

1     /      2     /      3     /      4     /

  ثلاث  /  تأهلي     /  نصاحب   /     تهم    /

  فعول  /  فعولن     /    فعولن   /     فعل    /

 

تحريك الساكن وتسكين المتحرك:

كتحريك عين (بالطعن) من رائية النابغة بدل تسكينه ص44 وهي من البسيط:

وأثبت الثالث الباقي بنافذة     من باسل عالم بالطعن كرار

وهذا أحدث اضطرابا سببه توالي الحركات أربع حركات (----°) وأغلب الظن أنه مجرد خطأ مطبعي لأن الطعن بكسر العين ليست مصدرا.

وكتحريك زاي (ازجر) بدل جزمها في لامية المهلهل، وهو مجرد خطأ مطبعي واضح

ازجر النفس أن تبكي الطلولا   إن في الصدر من كليب غليلا

وكتحريك هاء (وهنانة) في البيت الثاني للأعشى ص133 بدل تسكينها مما أثر على إيقاع الطويل تقول:

ألا أمســك عليــه فاننــــي     أرى المال عند الممسكين معبدا

ويظهر أنه خطأ مطبعي ليس إلا، لأن الكسرة لا مبرر لها، وليست دالة على المخاطب ولا على المخاطبة فالسكون هو الدال على المخاطب والكسرة المقرونة بياء المخاطبة هي الدالة على المؤنثة.

وتحريك فاء (أطوف) بالضم في بيت من قصيدة عروة بن الورد الرائية ص163 بدل تسكينه وهو الأصح وهي من الطويل:

ذريني أطوف في البلاد لعلني    أخليك أو أغني عن سوء محضري

والتحريك في الكلمة يغير تفعيلة الحشو (مفاعيلن) إلى (مفاعلتن) وهي تفعيلة تأتي في الوافر لا الطويل.

وتحريك الهاء الأخيرة في القافية بعد الروي في موضع واحد من قصيدة زهير اللامية وهي من الطويل ص203، أما باقي الأبيات فسليمة:

وأقصر عما تعلمين وسددت     علي سوى قصد السبيل معادله

مما يدل على أن الخطأ مطبعي ليس إلا.

أما التسكين فلا يقل خطورة عن التحريك ومنه هذا النموذج للممزق العبدي ص146 حيث سكن الباحث دال (لدن) بدل ضمه وهو من الطويل:

لدن شال أحداج القطين غدية     على جلهة الوادي مع الصبح توسق

وتسكين هاء (مهراقة) في بيت من لامية امرئ القيس (المعلقة) ص180، والأصح فتحها لا تسكينها:

وإن شفائي عبرة مهراقة     وهل عند رسم دارس من معول

وتسكينه الميم الأولى من الكلمة (بالجمومين) في بيت النابغة ص211 من الطويل:

كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا     وهمين هما مستكينا وظاهرا

ويبدو أنه مجرد خطأ مطبعي.

أخطاء مختلفة:

كعدم نصب كلمة (نصب) في قصيدة طرفة الرائية من الرمل:

كيف أرجو حبها بعدما    علق القلب بنصب مستسر

حيث عمد الباحث إلى فتح الصاد باعتبار (نصب) تعني التعب والعياء، وهي كذلك. وقد برر ذلك في شرح الكلمة في هامش الصفحة 96 دون أن يكلف نفسه عناء توجيه القارئ إلى أن الضرورة دعت إلى تسكين الصاد.

وجاءت كلمة (طعما) في البيت الثالث من ميمية عمرو بن براقة خطأ، حيث كان الأصح (طمعا) بتقديم الميم على العين، كما جاءت (طعما) أيضا مسكونة الحرف الثاني وهو العين في الكلمة الخطأ التي ستكون الميم في الكلمة الأصح قياسا، والقصيدة من الطويل ص164 فلا يمكن أن تكون التفعيلة الأولى (له طمعا) مفاعيلن، بل (له طمعا) بثلاث فتحات متتالية على الطاء والميم والعين مردوفة بمد، وعليه سيكون تقطيع الشطر الثاني:

غموض إذا عض الكريهة لم يدع    له طمعا طوع اليمين ملازم

                                 لهوط / معنطوعل / يمين / ملازمو/

                                   فعول / مفاعيلن / فعول / مفاعلن/

وأغلب الظن أن وراء هذا الخطأ (طعما) فعل (عض) في الشطر الأول الذي يوحي بأن الكريهة (الموت) لها مذاق مر. فالمذاق يساوي الطعم لا الطمع.. وقد تأكدت[11] بعد التقطيع بأن الكلمة فعلا هي (طمعا).

ومن الأخطاء عدم إظهار الحركة على ياء المنقوص أو ياء المتكلم رغم ضرورة ذلك. فمثلا في لامية امرئ القيس ص82:

ففاضت دموع العين مني صبابة   على النحر حتى بل دمعي محملي

ولم يظهره في أول كلمة من لاميته الأخرى ص83 وهي من الطويل أيضا:

ليالي سلمى إذ تريك منصبا    وجيدا كجيد الرئم ليس بمعطال

وقد أحدث ذلك اضطرابا في الشطر الأول سببه تعاقب الأسباب الخفيفة كما في المثال السابق كما أغفل إظهار الفتح على ياء كلمة (لعرضي) الأولى في البيت السادس من دالية حاتم الطائي ص160. وهي من الطويل، وكان من الأفضل إظهار الفتح عليها لا إهمالها كما أهمل (عرضي) في الشطر الثاني من نفس البيت:

ذريني يكن مالي لعرضي جنة    يقي المال عرضي قبل أن يتبددا

وأغفل حركة الياء في كلمة (دمعي) في الشطر الثاني من آخر بيت من مقطوعة امرئ القيس اللامية (المعلقة) ص180، وكان الأصح هو الفتح حتى نتلافى تتابع السببين الخفيفين:

ففاضت دموع العين مني صبابة   على النحر حتى بل دمعي محملي

وكان حريا بالباحث أن ينتبه إلى العلة إذا لحقت ضرب البسيط لزمت في باقي الأضرب، لهذا كان لا بد من خبن (ظعن) (---°  /فعلن) بدل قطعها (-°-° / فعلن) أي بتحريك عين الكلمة بدل تسكينها في بيت من نونية زهير بن أبي سلمى ص126:

لصاحبي وقد زال النهار بنا    هل تؤنسان ببطن الجو من ظعن

ومن الأخطاء المختلفة أيضا تحويل همزة الوصل إلى قطع، في حائية الأعشى ص61 على الرمل. فكلمة (واصطبح) همزتها وصلية لا قطعية:

ولقد أغدو على ندمانها     وغدا عندي عليها واصطبح

لأن همزة القطع تغير التفعيلة من (فاعلن) وهي تفعيلة البيت الرسمية إلى (مفاعلن) الغريبة عليه. وربما كان خطأ مطبعيا فقط. لأن المؤلف لن يعتبر المصطبح هو الشاعر بل الغلام أو المغني رغم نسبة الغدو للشاعر في الحاضر في الشطر الأول. ونسبة الغدو للغلام المغني في الماضي فهو الذي يغدو ويصطبح.

ومنها أيضا صرف مالا يصرف، كصرف (سمسم) وهي اسم موضع كما جاء في شرح المؤلف بدل عدم صرفه، وهو من الخفيف ص138 وهو للمرقش الأكبر:

عامدات لخل سمسم ما ينـ      ظرن صوتا لحاجة المحزون

خلاصة:

إن كتاب مقدمة القصيدة العربية في الشعر الجاهلي للدكتور حسين عطوان، كتاب قيم على كل المستويات وبكل المقاييس، ومضامينه ومنهجيته وثقافته النقدية والأدبية واللغوية والجمالية كذلك حاضرة، لا يستطيع القارئ العربي إلا أن يفتخر بها. وما أثرته من ملاحظات إيقاعية/عروضية/ ومطبعية لا يجب أن يغض منه أو يقلل من عظمته، بل على العكس يحفز على قراءته اهتداء بتلك الملاحظات التي حاولت أن أقدمها خدمة للقارئ المهتم، وهي رغم كونها في الغالب أخطاء مطبعية إلا أنه كان ينبغي على الباحث أن يصححها قبل الطبع أو أن يلحقها بقائمة تصويبية حتى يتوج عمله الكبير هذا الذي شهد له عظماء النقد والتصنيف بالعلمية والدقة المنهجية واعتمد في التحقيقات المختلفة وفي التنظير للمقدمة، قديما وحديثا، وعملي المتواضع هذا ليس سوى محاولة لإدخال علم العروض كحام للخلل الإيقاعي في النصوص الشعرية، وكضابط تحقيقي لا بد منه للمحقق حتى يعطي لعمله المصداقية والسيرورة وهو محاولة لإدخال العروض عنصرا في النقد لا يقل عن النقد البلاغي واللساني واللغوي والسميولوجي… في توجيه النص والقارئ والباحث.   

 

المراجع:

ـ مقدمة القصيدة العربية في الشعر الجاهلي، الدكتور حسين عطوان، دار المعارف بمصر، 1970.

ـ بناء القصيدة في النقد القديم في ضوء النقد الحديث. دار الأندلس، ط.2، 1982.

ـ شرح الحماسة المغربية "صفوة الأدب" لأبي العباس الجراوي، تحقيق رضوان الداية، ط. 1991.

ـ في الشعر المغربي المعاصر، محمد الميموني، سلسلة شراع، عدد 34.

ـ شرح ديوان حاتم الطائي، إبراهيم الجزيني، دار الكاتب العربي، بيروت-لبنان.

ـ فكر ونقد، مجلة، عدد 21.

ـ الأعمال الكاملة لنزار قباني، منشورات نزار قباني، الطبعة الثانية، 1973.

ـ الأمالي لأبي علي القالي، دار الآفاق الجديدة، ج2، بيروت.

 

 



[1] - يوسف حسين بكار: بناء القصيدة في النقد القديم في ضوء النقد الحديث، دار الأندلس، ط.2، 1982.

(*) مجلة فكر ونقد، عدد 21.

[2] - محمد رضوان: الداية شرح الحماسة المغربية (صفوة الأدب) لأبي العباس الجراوي، الطبعة الأولى سنة 1991.

(*) امتاز كتابا العشري (بناء القصيدة العربية الحديثة) وفتوح (واقع القصيدة العربية) عن بقية الكتب في دراسة المقدمات وهياكل القصائد.

(*) مقدمة القصيدة، ص12.

[3] - مقدمة القصيدة، ص178.

[4] - مقدمة القصيدة، ص190، نقلا عن الشعر والشعراء، ج. ص311.

[5] - مقدمة القصيدة،  ص192.

(*) محمد الميموني: في الشعر المعاصر، سلسلة شراع، عدد 34، ص34-39، قصيدة لعبد المالك البلغيثي، جاء فيها (شف) بتحريك الفاء والأصح بتنوين الفاء بمعنى شفاف.

[6] - شرح ديوان حاتم الطائي، إبراهيم الجزيني، دار الكتاب العربي، بيروت-لبنان، ص74.

[7] - مقدمة القصيدة العربية، ص203.

(*) انظر بعض النماذج في ص192-201.

[8] - الحماسة المغربية، ج1، ص391.

[9] - نفسه، ج1، ص422.

[10] - نفسه، ج1، ص560.

(*) أو (ضحكتها موسيقى وورود) كما جاء في الأعمال الكاملة، ص648.

(*) هذا التشطير ليس موجودا في الديوان لكنه يغنى.

[11] - الأمالي لأبي علي القالي، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ج2، ص122.