شعر
عبد السلام المساوي- أحمد العناني
لَمْ يَكُنْ هُنَاك
فَرَسَمُوا تِمْثَالاً
لِلْغَائِبِ
مِنْ جَدَائِلِ الذِّكْرَيَات
وَوَقَّعُوا أَسْفَلَ
الرُّخَام
بِالْكَلِمَات:
كَعَادَتَهِ
يَغِيبُ
حِينَ
تَروقُ الْكُؤُوسُ
وَتَرْتَطِمُ
بِبِعْضِهَا الأُمْسِيَات..
ثُم أَرْسَلُوا بَرِيداً
عَاجِلاً
بِأَنْ يَعُودَ كلُّ
الْمُسَافِرين
لَعَلَّ مَلاَمِحَ هذا
الْمَجْهُولِ
يَفْضَحُها تَعبُ الْمَسافَات
فَيُعَاد تَرْكيبُها عَلى
وَجْهِ التِّمْثَال..
الْبَحْر
ماءٌ فَسِيح
وَمَأْوى
الْغَرْقَى
وَسَطْحٌ
كَسِيح
فَلِمَ
يُمَجِّدُه الشُّعَرَاء
وَهُو
أَضْعَفُ مِنْ نَهْرٍ
حِينَ
يُعْتَدُّ بِالْخَطْوِ
فِي
سِبَاق الْمِيَاه!
لَمْ
أَرِثْ سِوَى:
مُزق
الأرْض الَّتِي
تَرك
أَبَي في فَمِ الشَّمْسِ
وَطَيْفٍ
مِنْ وجه أُمِّي
يَهُشُّ
لِي بالحَياة!
إذَا انْتَصَف
الَّليْل يا صديقي
بعثرتُ الْوَقتَ
وَأَيْقظتُ ما ماتَ
بَيْنَنا مِن أَيَّام
كَيْ تَليق بكَ
الشَّمس
فِي أَوْج الظَّلام
كَي يُضِيءَ صَمْتُك
عَنَاقيدَ الْكَلام..
أَعِدْ لِلدَّالية ما
سَفَكْتَ مِنْهَا
وَاتْركِ الأُغْنِيَّة
تَصْدَحْ
بِمَا فِيها مِنْ
بُسْتَان
ثُمَّ اعْتَمِرْ
بَهْوَ ذَاتِك
رَيْثما يَمُرُّ الذين
يُخْفُونَ
فِي الصَّدْرِ
ثَعَابينَ الأرَق
الَّذين يَقِيلُونَ
فِي ظِلِّ الْكَأْسِ
ويُزْمِنُون فِي
الْوَقْت
الَّذينَ، مَضَى
الْكَهْفُ بأَهْلِهِ،
وهُمْ بَاقُون فِي
السُّبَات!