شيزوفرينيــا
حسن الحداد
- 1 -
أكتب لأطرق باب البياض، وأسمو بنبض الأشياء إلي وانزاح بنبضي إلى
تجلياتها، لأن الكتابة رشق بيني وبين التكوين، ماء الأسفار يمنحني الحبر السري،
والكون يخصبني بالأرق العظيم، فيا أيها الليل لا تكن هدنة بيني وبين الكوارث
الجميلة، بل كن امتدادا لألمي، منذرا بأنوثتي الأخيرة، فأنا امرأة تعشق الخلود خلف
أنوثة يوسف، امرأة هي هذان الرماديان رامبو وفيرلين.
أكتب لأصير آخر حرف يسكن المسافة الأبدية بين آدم والموت.
- 2 -
أنا الشيزوفريني
عطري كفنته المرايا بالليل
موتي لغة أخرى
دونتها أجسادي في كتاب الأبدية
فيا أيها العشاق
من منكم اقترب يوما من ذلك العطر؟
أمنحه أنوثتي
وأنت أيها الليل
فقدتك بعد صرختي الأولى
فلا توهمني بشبيهك
بعد أن أغمض جسدي.