ص1     الفهرس    31-40

هُدُوءٌ مُخَادِعٌ...

وداد بنموسى

بهُدُوء سَاذج..

ولَوْعة تتساقَط شَمَاتة

تُغْلق باب دَهْشَتي..

لتَسْقط فِيَّ

مثل رغبة في الصراخ..

مثل خَطْوٍ يُجَمِّع تعبي

يُشَتِّتُ عَبَثِي..

بهُدُوء وقح..

تفْتَح رعشتي

لتَبُثَّ شَجَرة صَمْتٍ

واضحة الذُّبول

بهدوء سافل..

تمضي..

تَتْرُكُ نارَك الصُّغْرَى

تلتهم شهوة الأقاصي في الجسد..

تمضي..

إلى حيث أتمَنَّى

أن يَتَلَبَّسَكَ غيابٌ جديدْ..

لا يُشْبِهُكَ فيه أحدْ..

بهُدوء مُزْدَوج

تَجْري خلفي

تُداعبُ مُنْتَهاي

تعْزِفُ عَلى وَتَري

كما لوْ كنتَ عَشِيقِيَ الأَكْبَر

أفْتَحُ الْقَلْبَ لأَرَاك

لا أجدك في غير حُزني..

بهُدوءٍ قَاحِلٍ..

ها تَلُومُني على الْمَحْوِ

وها مَطَرٌ يَقْطُر من دَخِيلتك

يروي غضبي..

وها بَيْنَنَا من جديد

هَذِي الأسْوَار تَأْخُذُ شَكْلَ

القَطِيعَة..

بِهُدُوءٍ مُتجمِّد

تُسَمِّينِي لَوْثَةِ..

وأسَمِّيكَ خَطَإي..

ونُعلِنُ سَوِيَّةً

أنَّنَا لكائنانِ خَلْفَ

الصَّهِيل..

بهُدوء أَخْرَس

تقولُ لِي:

أُحِبُّكِ..!

أَنْجَلِي فِي مَهبِّ صَوْتِكَ

أَسْتَجْمِعُ أَنَايَ..

وأُسَافِرُ عَبْر بَوْحِكَ

في كل المحطَّاتِ

أَعْثُرُ على طَيْفِكَ

يَتَرَبَّصُ بِفَرَحِي..

بهُدُوء فَاتِر..

نتحدَّثُ عن نَهْرٍ يَجْري فينَا..

وعن قُبْلة غَمَرَتْنَا –سوياً-

بِلَذَّتِهَا السَّحِيقَة..

وعنْ "رَفَّةٍ مَزْهُوَّة"

أحْدَثَتْ في جَسَدَيْنَا

زِلِزَالا مختلفاً..

وحنيناً ضائعاً

في لُغْزِ عُزْلَتْنَا..

نتحدَّثُ..

نَتَحَدَّثُ..

نَقُولُ الحبَّ..

نقولُ الذكْرَى

بَيْنَمَا في الأفق غمامةٌ

نَعْلَمُ أنها

ستمطر فقداً

عَميقَ الرَّجْعِ..