ص1      الفهرس   المحور 

 

… لطنجة ريح شتوي

لا يوقفه إلا الشعراء

 

أحمد الطريبق أحمد

.ƒ

خلفت ورائي، يا سر المثنويات

طنجة، تخرج من خدر لياليها،

ما أبهاها، يا مجنون البحر

حين يساكنها "الشرقي"

يغربل في حوش عمائرها،

حبات الحنظل، يذروها رمدا في جحر العميان.

تبرز طنجة أخرى زاهية مثل عروس الآزال،

تعري بمراويح النوء،

ما تحت الأثواب،… وما تخفيه الأعراش،

ومسالك أعشاب التوت.

… قال رفيقي، وهو يجادلني في علم الجفر،

"لا غالب –في طنجة- إلا هذا البحر،

بعاصفة ترمي بك في يم الأقيانوس"…

قاطعت صديقي

أو عاطفة تدعوك إلي أن تضرب أوتاد الحرف

على مرمر كوكبها، من برج السرطان.

(تحرث بحرا/قد تغرس في تربته، سر الأصداف)

.. طنجة، تنشق على هودجها المصنوع،

مما ترسمه أضغاث الأحلام

خذ هذا الحرز، وعطره بماء الكحل،

يوم تكون على صهوة إبحار تجتاز المجهول،

رش به عين الإنسان، وإنسان العين؛

فسفائن نوح، ومغاوير هرقل،

-يوم الروم انهزمت-

حرف من حرز الطين، حماها

زمزمة، يرميها هدا "الشرقي"

على أطباق الرحلة في زمن اللاصيف

لطنجة ريح شتوي

لا يوقفه إلا الشعراء!

…„

لطمجة مرآة،.. ومرايا:

أسماء لسماوات،

يكوكبها طيف الأنثى،

لؤلؤ عينيها: مرج البحرين.

لا البرزخ بينهما، لا جبل الفتح،

ولا طور مضواء،

يفتن إبراهيم وموسى.

لا سفن أحرقها طارق أندلس

-بل عاشق أندلس-…

بينهما قمر/عصفور يزهو بالريش الضوئي،

ويمحو سرب الغربان.

-فيا ليل الفدان،!

ويما مرج الكحل،!

أدخلني مدخل صدق، في فردوس،

لن يفقده أمراء الأنوار،

أخرجني مخرج عشق من قفص الطين،

أغرقني في اللامتناهي،

علقني، كالاحليل، على شرفات الحدس

نجمة شمس.

-هل يشطح بي وادي عبقر،

أم أن الشيطان هوى من محراب البحر،

على هرم العصيان؟؟

……

قلت لطنجة بعثي، أو مسقط وجدي

من سيرش على ولادة بنت المستكفي

عطر الإصباح

وعبير الأفراح،؟!

من سيرد لها، ولفتنتها المثلى،

حرز السر المنصوص،

بفصوص المثنويات؟؟

بقيت منه قواف، ألقاها في قاع البئر،

رسول الكلمات.

كانت تثقل ظهري:

لا جبل من بطن الريف،

ولا صهوة صخر، في علياء "زلاغ"،

ولا رضوى هدت شاعرها الأعمى،

-يقدر أن يحمل عني،

حرز الطين،

وعقد المثنويات؟؟

…†

توقفت قليلا..

ثم رميت بسهمي في منقلب القوس الجغرافي،

وخارطتي، ظلت في مرتفع الظن،

وقافيتي، بوصلة لا توحي بقرار:

أبدٌ ينسخ أمدي

روح تنهك جسدي،

والطفل الصاعد من أحشاء الروح، يسائلني:

كيف تركتَ البحر،

وما يحمله النهر إلى شاطئه من أسرار الإنسان،

وطنجة عائمةٌ –أو غائمةٌ-

في برج البرزخ والسرطان؟؟

-فيا نسل الوجدان،

ويا نبت البستان

ويا رشة حلم يغسلني برذاذ الفجر،

جئت على صهوة برق، يحملني كَرْهاً،

يتلهم الأرض على وقع النبض:

خط يتآكل بين سفوح

أو بين سطوح.

منعرجات الفجأة تعشو بصري

فأتوه، يسامرني قمري… ونجوم.

شيء من وهم الشعراء،

يصارعني، فأناغي كوني بلذيذ الهذيان.

معذرة –قلت- لمن ينتظر الآتي،

على سيف الجمرة محمولا،

يحرق أزمنة، وأماكن لا

تطلع من فجوتها:

شمس القبلة،

أو شمس القلب.