ص1     الفهرس      المحور

 النزعة التصارعية والكارثية في أطروحة

صدام الحضارات

 

محمد سعدي

أثارت أطروحة صدام الحضارات[1] عدة نقاشات وجدالات فكرية، وقد أعادت إحياء المقترب التصارعي في العلاقات الدولية. ففي الوقت الذي كان المسار العام في حقل التنظير للعلاقات الدولية يتجه، تحت المفعول الانتصاري لنهاية الحرب الباردة، إلى تبني أطروحات مثالية تفاؤلية وفق رؤية نيوكانطية قائمة على تحقيق السلام والاندماج والتعاون على المستوى العالمي أو وفق رؤية نيوهيغليانية تعتقد بنهاية التاريخ وبكون النظام الرأسمالي الليبرالي أصبح الأفق الأسمى لتطور التاريخ الإنساني، جاء صامويل هنتنغتون ليحاول فهم وتفسير مختلف الاضطرابات والصراعات التي يعرفها عالم ما بعد الحرب الباردة وذلك من خلال صياغة نظرة تصارعية للواقع الدولي تنطوي في أبعادها العامة على نزعة داروينية اجتماعية جديدة تسعى لتكريس وتضخيم الطابع التصارعي في العلاقات الدولية.

إن صامويل هنتنغتون يقرأ التاريخ الإنساني والعلاقات الدولية من زاوية الصراع والصدام بين "الحضارات" والأمم وليس من زاوية التعايش والحوار. وهو يعتبر الصراع ظاهرة طبيعية وضرورية في العلاقات الدولية وذلك بهدف ضمان تماسك الغرب واستمرار هيمنة الولايات المتحدة وحفاظها على مصالحها وقيمها الحيوية في العالم. يقول في هذا الإطار: "يتفق علماء النفس عموما على أن الأفراد والجماعات يحددون هويتهم بتمايزهم ووضع أنفسهم في مواجهة وتضاد مع الآخرين.. وفي الوقت الذي تكون فيه الحروب عامل انقسام في مجتمع ما، فإن وجود عدو مشترك من شأنه أن يساعد على ترسيخ الهوية والانسجام بين الشعب"[2]. لهذا فهو يوظف مفهوم الصراع بشحنة قوية ومبالغ فيها بشكل ينحو إلى تعميق الخلافات والانقسامات بين الحضارات، وبالتالي فإن هذه الأطروحة "بقدر ما تعلن هذه الاختلافات وتخرجها إلى حيز البحث، فإنها في الوقت نفسه تمنح الفرصة لإيجاد فضاء تصادمي، أي أنها لا تكشف عن صراع قائم، بل هي تصنع ساحة هذا الصراع وتهيء له الأسلحة"[3]. ولهذا فإن رؤية هنتغتون للإنسان هي رؤية تشاؤمية تعتقد بأن الطبيعة الإنسانية هي طبيعة عدوانية وشريرة وأن الإنسان حيوان عدواني سجين لثقافته وحضارته[4]. وهذا ما يبدو واضحا من خلال تركيزه على التفاعل العسكري الصدامي وليس التفاعل الثقافي فهو يستلهم لتأكيد صحة فرضيته الجانب التصارعي للوقائع التاريخية دون أن يمنح أية أهمية للجانب التفاعلي التعاوني، ويظهر هذا بوضوح أثناء حديثه عن العلاقة التاريخية بين الإسلام والغرب حيث ينتقي ويركز على كل ما يحيل إلى الصراع في هذه العلاقة. ويستشهد هنتغتون لتدعيم أطروحته بالمستشرق برنارلويس والمفكر الهندي أحمد أكبر، لكن كليهما يتحدث لغة معسكرة: العدو هو الآخر، ولا ينقص المشهد إلا الجواب على السؤال المشوق: من من المعسكرين سيبدأ الاعتداءات أولا؟[5].

إن تمركز خطاب صدام الحضارات حول تيمة الصراع واحتوائه لغة تحذيرية حربية: تحالفات، صدامات، السباق نحو التسلح، التحذير من انهيار الغرب وانقلاب موازين القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية، الحديث عن الغرب مقابل الباقي…، يذكرنا بالحرب الباردة. وربما مازال هذا المحلل الاستراتيجي يفكر بعقلية ومنطق الحرب الباردة وبالتالي يحاول "العودة إلى نغمة الحرب الباردة وإعطاء وصفة تحريضية لصانعي القرار السياسي والعسكري الأمريكي لضمان انتصار الغرب"[6].

ولعل هذه النفحة الداروينية الاجتماعية هي التي تغري العديد من المفكرين لمقارنة وتشبيه أطروحة صدام الحضارات بنظرية صراع الطبقات لدى كارل ماركس، وهذا ما عبر عنه محمد عابد الجابري بقوله: "لا يمكننا أن نصمد أمام إغراء القيام بمقارنة بين النسق العام للمقترب الماركسي كما ورد في نص البيان وبين الأفكار الموجهة لمقالة الباحث الأمريكي"[7]، وهذا ما يؤكده علي حرب حين يعتبر أن هذه الأطروحة "هي نسخة جديدة عن صراع الطبقات التي أفضت بعد أكثر من قرن إلى مزيد من الصراع والصدام"[8]. إن الخطورة تكمن في كون التحليل الهنتنغتوني موجه للقارئ الأمريكي والغربي على وجه العموم وهو بتكريسه لمفهوم الصراع وتعزيزه بوقائع وأمثلة من التاريخ الحديث والقديم يكون قد ساهم في توجيه الرأي العام الغربي وجهة مغلوطة تبعده وتنحرف به عن الرؤية الصحيحة للصراعات وأبعادها وعواملها الحقيقية، وفي نفس الوقت تشحنه بمشاعر العنصرية والكراهية والعداء ضد الآخر الغير الغربي. وهذا ما جعل برونو كولسون يعتقد أن: "الأكثر خطورة ربما هو أن أطروحة صدام الحضارات تفضل المقترب التصارعي للمشكل وتمنح عن الغرب صورة قلعة معاصرة تحرس بغيرة ثرواتها، هل سنشهد اقتسام العالم بين "الإمبراطورية والبرابرة الجدد"(*)؟ دون أن يعلن عن ذلك بشكل واضح، فإن هذه الفرضية كثيرة الانتشار عند الأنكلوساكسونيين وتفترض إقامة تحالف أكثر اتساعا بين الغربيين، حيث سيكون احتكار التكنولوجيا العالية موزعا فيما بينهم وهذا ما سيضمن تفوقهم العسكري"[9]. إن أطروحة صدام الحضارات لا تعير اهتماما كبيرا للحوار بين الحضارات، بل على العكس من ذلك يحكمها منطق البقاء للأصلح، والأصلح هو القادر على الهيمنة والحفاظ على التفوق العسكري. فالنظام الدولي حسب هذه الأطروحة ينتج قطعا خسارة وتراجعا لقوة الأطراف الأخرى في النظام الدولي. ويبدو أننا نعيش في مجتمع دولي يسوده منطق القوة وهناك حاليا انتعاش وعودة إلى الداروينية الاجتماعية التي تضمن البقاء للأقوياء وتنذر الضعفاء بالدخول في زقاق التاريخ. وهذا ربما ما لا يحذر منه هنتنغتون بل يبشر به في أطروحته.

ويعتقد الكثير من المفكرين أن أطروحة صدام الحضارات هي رؤية تاريخية وفلسفية مأساوية تعيد إحياء الاتجاه الكارثي والنزعة التشاؤمية بخصوص مصير الإنسانية عند نهاية الألفية الثانية، فهي تثير الخوف وتنذر بمواجهة صدامية ضخمة بين الحضارات وتسوق توقعات شديدة التشاؤم. وهذا ما يجعل منها تأويلا كارثيا يتوافق مع رؤية شبنغليرية للعالم، وهذا ما جعل هنتنغتون يلقب بشبنغلر ما بعد الحرب الباردة[10]. فهو يحذر من إمكانية انهيار الغرب بفعل نهوض وتزايد القوة والعداء ضد الغرب لدى الحضارات الأخرى خصوصا الحضارة الإسلامية على المستوى الثقافي والحضارة الكنفوشيوسية على المستوى الاقتصادي والعسكري، لذلك فإن الرؤية الهنتنغتونية حسب زكي لعيدي هي ذات نزعة شبنغليرية "تضع الغرب في موقع دفاعي إن لم يكن انحطاطي. وفي مواجهة هذا التطور، التعبئة الروحية هي الحل الوحيد… وإذا لم يسد الغرب العالم، فإنه سيكون محكوما عليه بالانهيار"[11]. وإذا كان شبنغلر يقول بأن "كل واحدة من الثقافات الكبرى توصلت للحديث بلغة سرية لا يمكن فهمها بشكل تام إلا من طرف الروح المنتمية إلى هذه الحضارة"[12]، فإن هنتنغتون يتفق مع ذلك من خلال اعتقاده وتصوره أن الحضارات هي عبارة عن كتل صماء مغلقة على بعضها البعض، لكل منها جوهرها وعمقها الثقافي الخاص بها.

وعلى ما يبدو فإن هذا البعد الكارثي أصبح من بين الأبعاد الأساسية لفكر ما بعد الحداثة، فلو اطلعنا على أدبياته سنجد أنه مطبوع إبستيميا بسيادة القلق وعدم اليقين والغياب شبه التام للمرجعيات وللاستراتيجيات الفكرية والإنسانية الكبرى[13]. وربما يكون هذا انعكاسا وتعبيرا عن التسارع المذهل للأحداث والانتشار الكبير لما يمكن أن نسميه بثقافة الخطر وذلك بفعل الحديث المستمر عن الكوارث الفعلية والمرتقبة والمتخيلة والتي تساهم وسائل الإعلام في تضخيمها بتصوير العالم وكأنه مليء بالرعب والخطر والكوارث.

ولا بد من الوقوف عند ظاهرة اقتراب الألفية الثالثة وما يرافقها من إحساس بالنهاية واقتراب حلول الكوارث الكبرى، خصوصا حين يتعلق الأمر بمراحل تاريخية حاسمة يبدو فيها المستقبل غامضا. يقول إدغار موران: "نادرة هي المراحل التاريخية التي لم تحول اللايقين من المستقبل إلى مخيال كارثي. وأبعد من التهديدات الحقيقية التي تؤثر بقوة في مصير الكوكب والإنسانية، فإن ثمة تكاثرا للتأملات التي تعقد من جديد مع فكرة متجذرة بقوة في عالمنا الثقافي، وهي النهاية الكارثية"[14]. ولهذا تجتاح الكثير من مناطق العالم موجة عارمة من القلق والخوف الناتجين عن شعور بالخوف من اشتعال الحروب وتعرض العلم لكثير من الأوبئة والكوارث التي ستشكل مقدمة لحدوث القيامة ونهاية العالم.

ويؤكد بيير بيهار في تحليله لأطروحة صدام الحضارات بأن الرأي العام في الولايات المتحدة مسكون بوساوس كارثية ويستسيغ الإعلان بشكل منتظم عن نهاية العالم[15]. وهنتنغتون نفسه يقول إنه: "على المستوى العالمي، أصبحت الحضارة تستسلم أمام البربرية على عدة واجهات، مولدة صورة ظاهرة غير مسبوقة: عصر الظلمات الذي ربما سيكتسح الإنسانية"[16]. ولقد كان لهذا الإحساس الكارثي تأثيرا كبيرا على النخبة السياسية والفكرية في الولايات المتحدة. وهذا ما يوضحه روبرت بارتلي بقوله: "مما لا يمكن إنكاره أن حالة التفاؤل ليس من السهل الحفاظ عليها. فبقياس مزاج مجموعة الصفوة لدينا وحالة الجدل، من السهل أن تحظى مخاوف هنتنغتون بالمصداقية"[17].

إن أطروحة هنتنغتون تصوغ العالم بشكل كارثي ويبدو أنها متأثرة بعقلية ومنطق الحرب الباردة التي كانت ترى العالم من منظور مانوي تشاؤمي وكأنه محفوف بالأخطار والنيات السيئة. لذلك فإن "صدام الحضارات لا يلوح معه أن القرن الواحد والعشرين سيكون قرنا سعيدا. فلن تكون الصراعات على الموارد حيث يمكن دائما أن يتم تقاسم الفرق بالنصف، ولكن على قيم جوهرية غير قابلة في الغالب للتصالح"[18].

فالانتماء إلى الحضارة بالنسبة لهنتنغتون هو كالانتماء العرقي غير قابل للخيار والتسوية، وبالتالي فإذا كان مستقبلنا مشكلا من الحروب بين الحضارات فإننا سنكون أمام نزاعات لا تقبل أية إمكانية للتفاوض أو التسوية أو الانتصار النهائي: "فسنكون أمام حروب لا تنتهي إلا بالإبادة… إنها رؤية بائسة وشديدة التشاؤم من المستقبل وهي بما تتضمنه تعتبر أخلاقيا وسياسيا ذات منحى كارثي، الحروب بين الحضارات ليس لها حلول ولا حدود. والحديث عن المستقبل بهذه العبارات هو تعبير عن فكر أبو كاليبتي كارثي"[19]. ولعل هذا الأسلوب التهويلي للأطروحة هو ما حاول أحد المفكرين التعبير عنه بطرح مجموعة أسئلة مقلقة حول نتائج هذا الصدام: "ماذا عن الحضارات التي ستنهزم، هل سيتم إدماجها بالقوة؟ هل الغرب بإمكانه إذا انتصر أن يقوم بإدماج الحضارات الأخرى في حضارته؟ وماذا مثلا إذا خرج اليابان منتصرا هل يمكن التفكير بأن العالم سيتم إخضاعه "ليأبنة" nipponisation شاملة؟ والمنهزمون هل سيتم إبادتهم؟ هل الأمر يتعلق بنوع من التطهير والتصفية الإثنية على مستوى الإنسانية كلها يعلن عنه هنتنغتون؟"[20].

في نهاية كتابة الجديد صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي يتحدث هنتنغتون عن السيناريو المحتمل لعام 2010: الصين ستجتاح الفيتنام لإخضاعها والأمريكيون القلقون من هذه الهيمنة سيتدخلون، والهند ستقوم بهجوم مفاجئ على باكستان، والشرق الأوسط سينفجر وستنمحي إسرائيل من الوجود، اليابان التي ستكون محايدة في البداية ستنتهي إلى التحالف مع الصين، والروس القلقون من الاجتياح البطيء لسيبيريا من طرف الهمجيين الصفر (الصينيون واليابانيون) سيتدخلون في المعركة، أوروبا المترددة ستتحالف في الأخير مع الولايات المتحدة، اليونان وبلغاريا ستكتسحان تركيا وصاروخ نووي سيطلق من الجزائر لينفجر في مارسيليا. وكرد على ذلك سيقوم الحلف الأطلسي بقصف مكثف بالقنابل لشمال أفريقيا. وهذا كله قمة الهذيان الكارثي. وقد كان باسكال بروكنر على حق حين لقب هنتنغتون بالإبن البار لشبنغلر وهوليور[21](*). ولقد نبه فرنسيس فوكوياما إلى ضرورة الوقوف ضد هذه الموجة الفكرية التشاؤمية الجديدة التي تجتاح الغرب والتي يتزعمها مجموعة من الإعلاميين والمفكرين الجامعيين الذين لا يفهمون جيدا واقع الوضعية الراهنة ويحاولون تضخيم خطورة المشاكل التي يواجهها العالم[22].

هكذا نرى أن أطروحة صدام الحضارات هي نتاج هذه المرحلة التاريخية الحاسمة في تاريخ الإنسانية عند مشارف نهاية هذا القرن. وهي تقدم لنا رؤية كارثية مضخمة لمصير العالم أشبه في المخيال الجماعي للإنسان باصطدام الأرض بكواكب أخرى أو بصراع بلا رحمة بين قوى ضخمة لكل منها تفكيرها ومنطقها الخاص، وعلى ما يبدو فإن وهم الانتصار النهائي للعالم الغربي سياسيا وإيديولوجيا واقتصاديا واعتزازه المرضي بنرجسيته بعثت الإحساس بالفراغ الذي يؤدي إلى شعور بالقلق الدائم والذي يتحول بدوره بسرعة إلىشعور كارثي مأساوي لمستقبل العالم والإنسانيةn

 

 



[1] انظر:

HUNTINGTON Samuel, (The clash of civilization ?), FOREIGN Affairs, V.72, N°3, Summer 1993, pp22-49.

HUNTINGTON Samuel, The clash of civilization and the remaking of world order, Simon and shuster, New York, 1996.

[2] HUNTINGTON Samuel, (The erosion of American national interests), FOREIGN Affairs, V.76, N°5, September / October 1997, p30-31.

[3] أحمد عبد المحسن، (عصر سوء التفاهم)، ???? ?????? ?70? ???? 1997? ?39.

 [4]BEMAR Pierre, (Les civilisations et l’avenir du monde), Futuribles, n°226, décembre 1997, p6.

[5] ASSOULINE Florence, (L’affrontement islam, Occident),  L’événement du jeudi, du 6 au 12 juin 1996, p-.

[6] محاضرة إدوارد سعيد حول صدام الحضارات بمقر الجمعية الجغرافية الملكية بلندن في 15 فبراير 1995، انظر الشرق الأوسط 17 فبراير 1995.

[7]ABED EL JABERI Mohamed, (Choc des civilisations ou conflits d’intérêts ?), in Confluences Méditerranèennes, n°16, hier 1995-1996, p31.

[8] علي حرب، (الثقافة والعولمة في المكان والزمان)، الشرق الأ؟وسط 10 مارس 1997? ص21.

(*) ???????????? ????????? ?????? ???? ???? ??? ?? ????? ????????? ???? ??????? ????? ??????? ?? ???????? ??? ?????? ???????. ??? ???? ?? ????? ?? ????? ????? ?????????? ??????? ??? ?????? (????????????) ??????? (????????). ???? ?????? ?? ???? ??? ????? ????? ????? ??????? ??????? ??????? ?????????? ??????? ??????? ?? ?????? ??? ????? ?????? ?????? Le limes وهو حزام أمني مكون من خندق وجدران ومواقع دفاع?? ??? ???? ???????????? ????????? ?? ???????? (?????? ?????????? ????????? ??????????). ???? ????? ??? ?? ?????? ????? ???? ?? ??????? ??? ?????? ?????? ????? ??? ???? ??????. ????:

Jean CHRISTOPHE RUFFIN, L’empire et les nouveaux barbares, Paris, Latlés, 1991.

[9] COLSON (Bruno), Le tiers monde dans la pensée stratégique américaine, Paris, Economica et institut de stratégie comparée, 1994, p41.

[10]  HASSNER Pierre, (Un spengler pour l’après guerre froide) in Commentaire, n°66, été 1994, pp263-265.

[11]  LAIDI Zaki, (Enjeux de sens et de puissance au XXI siècle), in Défense nationale,n°4, Avril 1996, p34.

[12] مذكور في:

Roger MUCHIELLI, Philosophie de l'action, Bordas, 1970, p267.

[13] يعد الأستاذ محمد الداودي أطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا، شعبة اللغة الإنجليزية وآدابها في موضوع "النزعة الكارثية لفكر ما بعد الحداثة"، بجامعة محمد الخامس بالرباط.

[14]  MORIN Edgar, (Entretien),  Communications, n°57, octobre 1993, p136.

[15]  BEHAR Pierre, op.cit, p16.

[16]  HUNTINGTON Samuel, The clash of civilizations and the…,  p312.

[17] روبرت بارتلي، (مخاوف هنتنغتون وحالة التفاؤل الغربي)، ????? ??????? ?????/?????? 1996? ?71.

[18] المصدر نفسه 70.

[19]  PRAFF William, (Réponse à Samuel Huntington), in Commentaire, n°66, été 1994, p267.

[20]  SACCO Giuseppé, (Appel aux armes), in Commentaire, n°66, p271.

[21] BRUCKNER Pascal, (Samuel Huntington ou le retour de la fatalité en histoire), Esprit, n°237, novembre 1997, p61.

(*) يلاحظ أن السينما الأمريكية أصبحت تعرف في السنوات الأخيرة موجة من الأفلام التي تتمحور مواضيعها حول الكوارث نذكر منها:

Water World, Twister, volcano, L’armée des douzes singes, Titanic…

[22] FUKUYAMA Francis, (Contre le nouveau pessimisme), in Commentaire, n°66, pp273-278.