ص1

 

 

اللسانيات الحاسوبية العربية

رؤية ثقافية

                                                                                   

 وليد أحمد العناتي

 

اللسانيات الحاسوبية:المفاهيم الرئيسة

لعل اللسانيات الحاسوبية تكون أحدث فروع اللسانيات، ولعلها تكون أهم هذه الفروع جميعاً في عصر تتعاظم فيه أهمية الآلة والتقنية والمعرفة.

وظاهر ظهوراً جلياً أن هذا العلم فرع بينيّ ينتسب نصفه إلى اللسانيات وموضوعها اللغة، ونصفه الآخر حاسوبي وموضوعه ترجمة اللغة إلى رموز رياضية يفهما الحاسوب، أو تهيئة اللغة الطبيعية لتكون لغة تخاطب وتحاور مع الحاسوب، بما يفضي إلى أن يؤدي الحاسوب كثيراً من الأنشطة اللغوية التي يؤديها الإنسان، مع إقامة الفرق في الوقت والكلفة.

وتقوم اللسانيات الحاسوبية على تصور نظري يتخيل الحاسوب عقلاً بشرياً، محاولة استكناه العمليات العقلية والنفسية التي يقوم بها العقل البشري حين ينتج اللغة ويستقبلها، من ثَمَّ يفهمها ويدركها، ولكنها تستدرك على الحاسوب أنه جهاز أصمُّ لا يُسْتَعَمل إلاّ وفق البرنامج الذي صممه الإنسان له، ولذلك ينبغي أن نوصِّف للحاسوب المواد اللغوية توصيفاً دقيقاً يستنفذ الإشكالات اللغوية التي يدركها الإنسان بالحدس.

وكغيره من فروع اللسانيات، ينتظم اللسانيات الحاسوبية مكوِّنان: أحدهما تطبيقي والآخر نظري.

"أما التطبيقي فأول عنايته بالناتج العملي لنمذجة الاستعمال الإنساني للغة، وهو يهدف إلى إنتاج برامج ذات معرفة باللغة الإنسانية. وهذه البرامج مما تشتد الحاجة إليه أجْل تحسين التفاعل بين الإنسان والآلة؛ إذ إِن العقبة الأساسية في طريق هذا التفاعل بين الإنسان والحاسوب إنما هي عقبة التواصل"[1].

"وأما النظري (أو اللسانيات الحاسوبية النظرية) فتتناول قضايا في اللسانيات النظرية، تتناول  النظريات الصورية للمعرفة اللغوية التي يحتاج إليها الإنسان لتوليد اللغة وفهمها"[2].

وأمّا منتهى الغاية التي تجتهد اللسانيات الحاسوبية أن تُحَصِّلها فهي أن نهيّئ للحاسوب كفاية لغوية تشبه ما يكون للإنسان حين يستقبل اللغة ويدركها ويفهمها ثم يعيد إنتاجها على وفق المطلوب.

والكفاية هنا هي المؤدى الضمني لمفهوم تشومسكي. وهي تتألف على المستوى النظري من[3]:

أولاً:استدخال قواعد اللغة"العربية"، في نظامها الصوتي، وأنساقها الصرفية، وأنماط نَظْمها الجُمْليّ، وأنحاء أعاريبها، ودلالات ألفاظها، ووجوه استعمالها وأساليبها في البيان، وأحكام رسمها الإملائي.

وبيان ذلك أن لكل لغة نُظمها الصوتية والصرفية والنحوية...الخاصة التي تتأسس على قواعد يكتسبها الناطق باللغة على نحوٍ غير واعٍ، ويؤديها بتلقائية. ومن أمثلة ذلك من العربية:

- ففي النظام الصوتي يَصْدُرُ العربي في نطق لغته عن قوانين صوتية لا تتهيأ له بالمعرفة المباشرة، فهو يُماثِل في(ال) الشمسية، ويُقَصِّر العلّة قبل الساكن، ويراعي قوانين التركيب المقطعي، فلا يبدأ بصامتين ولا ينتهي بهما إلاّ في الوقف حصراً...

- وفي النظام الصرفي يعرف الأبنية الصرفية للاسم والفعل، وما هو مشترك بينهما، ويعرف أبنية اسم الفاعل واسم المفعول واسم المكان، فإذا التبست الأبنية الصرفية استعان بالسياق ليفض اللبس.

- وفي النظام النحوي يعرف قواعد إعراب الأسماء والأفعال والحروف، ويعرف قواعد تركيب الجملة الاسمية، وتركيب الجملة الفعلية، وما يعرض لكل واحدة منهما من امتدادات من اليسار أو اليمين 

- وفي الدلالة يعرف معاني المفردات المعجمية، ويستعين بالسياق ليفضّ الالتباس بين الألفاظ المشتركة.

وكذا القول في النظام الأسلوبي والهجائي.

وهذه القواعد اللغوية متناهية مهما بلغ عددها.

ثانياً:إنتاج ما لا يتناهى من الأداءات اللغوية الصحيحة، فبالرغم من انبناء اللغة على قواعد محدودة، إلاّ أننا نستطيع أن نولِّد من هذه القواعد عدداً غير محدود ولا معدود من الأداءات اللغوية. وهذا ما عرفته العرب بـ"القياس والتمثيل" وعرفه تشومسكي بـ"اللاتناهي".

 وهذان مثلان من العربية يوضحان المقصود بـ"اللاتناهي":

- مَثَلٌ من الصَّرف:

يصاغ اسم المكان من الثلاثي على وزن (مَفْعَل)، إلا أن يكون مكسور العين في المضارع(يَفْعِِِل)  وهما بناءان حسب، ولكنه يسعنا أن نصوغ، وفقاً لهما، عدداً غير متناهٍ من أسماء المكان في العربية، وإنما يشبه هذا البناء قالباً نصبُّ فيه اللَّبِن، القالب واحد وعدد اللبن غير متناهٍ.

- مَثَلٌ من النّحو:

تنبني الجملة الفعلية العربية على الهيئة التالية:

فعل ثم فاعل (إن كان الفعل لازماً)

و

فعل ثم فاعل ثم مفعول به (أول وثانٍ وثالث إن كان متعدياً)

وأما ترتيب هذه العناصر فثمة مرونة في التقديم والتأخير محكومة بقواعد وجوبية وأخرى جوازية، وغير خافٍ أن هذه الأنماط الفعلية محدودة مهما تزايد عددها، ولكننا ننسق على هذه القواعد المحدودات ما لا يتناهى من الجمل:

نزل   المطر

                                  نام    عليٌ

                                  أقبل   الليل

                                  سكنت الريح

                                  صافح        عليٌ   صديقه

تناول محمد الطعام

ناقش المدرس الامتحان

وجد   عليٌ   الحاسوب مفيداً

رأيتُ الله    أكبر كل شيء ....

..... وهكذا

ثالثاً:مَرْجعٌ في تمييز الخطأ من الصواب

ويتشكل هذا المرجع من قواعد النظام اللغوي الذي استدخله الناطق باللغة اكتساباً، وصقله بالدرْبة والمران، فيصير هذا النظام محتكَمَهُ ومرجِعَهُ في رد ما يرد عليه من أخطاء وزلات. وذلك أننا نفسر الخطأ ثم نصوبه بالعودة إلى القاعدة التي نعرفها، فإن كتب أحدهم:

ناقشَ الأستاذُ القصةُ

رددناه إلى الصواب بقولنا: إن القصةََ، منصوبة لوقوع الفعل عليها.

وإن قال أحدهم: سَبَرْتُ عليكَ كثيراً

فئِنا إلى معجمنا المختزن من أن (السّبْر) لا يكون في هذا السياق، وإنما القصد(صَبَرَتُ)....

رابعاً:ومن تمام هذه الكفاية اللغوية كفاية تواصلية[4]، أن يستخدم اللغة وفقاً لمقتضيات السياق( سياق المقام وسياق المقال)، كما قالت العرب قديماً:"لكل مقام مقال".والناس الناطقون الأصلاء بلغة ما يميزون هذا باكتساب اللغة عُرْفياً، وذلك أنهم يميزون ما ينبغي قوله من عبارات في مواقف على التعيين، فلا يضل عنهم أن للتعزية عباراتٍ خاصةً، وللمباركة عباراتٍ خاصةً، ولمخاطبة الكبير آداباً.....

هذه هي الكفاية التي تتهيأ للإنسان بالسليقة، وتُهذَّب بالمران والدُّربة والتثقيف. فكيف يكون للحاسوب، وهو جهاز أصمُّ، مثل ما كان للإنسان؟؟

الوصف والتوصيف

       تظهر التجربة العملية أن ثمة فارقاً كبيراً بين وصف اللغة وتجريد أمثلتها وضبط أحكامها حين يكون هذا الوصف موجهاً للإنسان، وحين يكون مصمماً ليودعَ الحاسوب.

ولعل هذا ما حمل د. نهاد الموسى على إقامة الفرق بين هذين العملين[5]. فقد سَمَّى ما يُعْمل للإنسان "الوصف"، وما يُعْمَلُ للحاسوب"التوصيف".وبيان الفرق بينهما ماثل  في أن وصف العربية ما وقع للعلماء العرب من قواعد مستنبطة من الأداء اللغوي الواقعي، وهو مبني في شطر منه على أن المُسْتقبِل يسهم إسهاماً فاعلاً في الحدث التواصلي، مضافاً إلى ذلك ما يتحصل للإنسان من معرفة بالحدس والسليقة والخبرة المعرفية والتثقف والعرف اللغوي والمقام.

وأما التوصيف فإنه ينتظم الوصف اللغوي المجرد، مضافاً إليه العناصر التي يتعرفها الإنسان بالحدس والسليقة والقرائن المتعددة اللفظية والمعنوية والموقفية. ولما كان الحدس أظهر ما يتكئ عليه الإنسان في تعرفه اللغة وأدائها، ولما كان الحاسوب يفتقر إلى هذا العنصر البشري الخالص، وجب على المُوَصِّف أن يتدارك هذا النقص، ليبلغ بالحاسوب مَبْلَغَ المعرفة الإنسانية باللغة. وأحسب أن سَوْقَ مثال واحدٍ يهدي إلى غاية القصد.يقول د.نهاد الموسى:[6]

يسمع العربيُّ جملة: دخل موسى المستشفى، فيحللها إلى عناصرها ويعرف علائقها، فإذا سمع جملة: دخل المستشفى موسى، أدرك أن موسى هو الفاعل مع تأخره ولم يحتج إلى بيان أن المستشفى لا يصح في الفهم أن يكون فاعلاً (داخلاً) في هذا التركيب. أما الحاسوب فإنه يحتاج إلى قائمة من البيانات المعجمية حول كل كلمة تحدد سلوكها في الجملة حتى يدرك أن"المستشفى"لا يدخل "موسى".

وإذا سمع المتعلم جملتي:

       رأى الحصان السوط

       سمع الحصان الصوت

أدرك أن المنطوق في الأول (السوط) غير المنطوق في الثانية(الصوت)على الرغم من أنهما متماهيان في السمع. ولم يكن بحاجة إلى بيان مهما يكن لإدراك الفرق. أما الحاسوب فإنه محتاج إلى دليل مستقصى من الدوال لإقامة الفرق وإدراك المراد في كلتا الجملتين، وهي دوالّ معجمية في المقام الأول تفضي إلى إيضاح العلائق الممكنة بين الكلم، وإذا كان في البيان عن الحصان أنه حي يسمع ويرى، فإنه ينبغي أن يفضي البيان عن"سمع"و"رأى"و"السوط"و"الصوت" أن الصوت لا يُرى وأنه يُسْمَع.

ويظهر النص السابق غاية القصد من التوصيف، إذ يشبه أن يكون سبراً لدماغ العربي (مثلاً) حين ينتج لغته ويستقبلها. وليس المقصود هنا التفصيل في ذلك، وهو لا يغني عن الرجوع إلى أطروحة التوصيف كما جاءت عند واضعها د. نهاد الموسى.

ومع بلوغنا هذه المرحلة المتقدمة من تجريد اللغة في العقل وتوصيفها للحاسوب، فإن السياق يبقى مشكلة عالقة أو مرجأة إلى حين، وإن كان ثمة محاولات لتحديده وضبطه؛ إذ ليس له ضوابط تضبطه كما النحو أو الصرف، ولا يسعنا أن نرصد المواقف اللغوية التي نعيشها ونجرد لها أداءات لغوية تناسبها، فاللغة خلاقة تستجيب لمتطلبات الموقف، والموقف لا يمكن التنبؤ به؛ إذ هو محكوم بعوامل كثيرة من خارج اللغة كالعلاقة بين المشاركين في الحدث التواصلي، وأحوال الطقس، والظروف السياسية، وموقع التحادث... إلخ.

اللسانيات الحاسوبية والعَوْلمة:

ليس خافياً على أحد ما أصاب العالم، ومنه العالم العربي، من مدّ عَوْلمي حمل معه كثيراً من التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية بَلْهَ اللغوية. ولا شك أن العولمة قد مازت نفسها مِنَ الاستيطان القديم الإكراهي؛ إذ أطلقت العنان لأدواتها لتنشر أنماطها السياسية وقيمها الاجتماعية، وأطرها الثقافية، ونظمها الاقتصادية، هذه الأدوات هي: الفضائيات والأنترنت والهواتف النقالة... إلخ.

       ولما كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي قطب العولمة الأوحد والمسيطر على ذلك كله، فقد هيأت للغتها الإنجليزية فرصاً ذهبية لتنتشر على نحو غير مسبوق، أكان ذلك لا إرادياً أم بالإكراه والجبر الخفيّ. وبيان ذلك أن معظم المعرفة تُنْتَجُ باللغة الإنجليزية، وتُنْشَرُ وتُوَزَّعُ بها ورقياً أو إِلكترونياً[7]، ولما كانت حركات الترجمة في العالم غير قادرة على ملاحقة الانفجار المعرفي العولمي، صار الأفراد والحكومات ينحون إلى التعامل بهذه اللغة. فصارت الإنجليزية لغة الرقي والمكانة الاجتماعية والمستوى الاقتصادي الرفيع!

وليس العالم العربي بمنأى عن ذلك، بل لعله أخصب البقاع لانتشار الإنجليزية من حيث استعمالها على المستوى الرسمي ومن حيث التشريعات الرسمية التي تكفل لها ذلك. وتظهر هيمنة الإنجليزية عندنا في مظاهر متعددة من أهمها:

·                   تعليمها في مراحل الطفولة المبكرة.

·                   استخدامها لغة رئيسية في التعليم الجامعي ولا سيما في العلوم الطبيعية والطبية والحاسوب، وحديثاً في العلوم الإدارية.

·                   اعتمادها لغة رئيسة في المعاملات التجارية والقانونية التي تنفذها الدولة والشركات والمؤسسات العامة والخاصة.

أما على المستوى الشعبي والفردي، فقد هيمنت الإنجليزية على كثير من مجالات حياتنا التي كانت أصلاً موطناً وحيداً للعربية دون نزاع، فكانت العولمة اللغوية ماثلة في المجالات التالية[8]:

·                   التداول بها في الحياة اليومية، باستخدام عبارات وألفاظ إنجليزية.

·                   كتابة لافتات المحال التجارية بها.

·                   أسماء الوجبات والأطعمة وقوائم الطعام في المطاعم.

·                   اشتراط الإنجليزية للتوظيف والتشغيل.

·                   الإعلانات الصحافية.

·                   التراسل عبر الأجهزة الخلوية.

·                   استخدامها في الكتابة على المنتوجات المحلية (الملابس والدفاتر الجامعية).

ولما كانت العولمة(الأمركة)تعتمد الحاسوب واستخداماته في نشر ثقافتها ولغتها، وصارت الإنجليزية هي المهيمنة على صفحات الإنترنت، وصارت اللغة الأولى في العالم[9]، وهددت اللغات المحلية والوطنية، فقد أدى ذلك إلى استنهاض معظم دول العالم للنظر في كيفية مواجهة هذا الخطر اللغوي والثقافي، وصار الناس يتشبثون باللغة كونها مكوناً مهماً من مكونات الثقافة الوطنية التي ينبغي صيانتها والحفاظ عليها[10]، ومن بين هؤلاء كان العرب.

وقد ظهر لكثير من الناس ضرورة مواجهة الغزو العولمي بالسلاح نفسه، أي بوسائل الاتصال الحديثة ولا سيما الجانب المعلوماتي. وهكذا كانت اللسانيات الحاسوبية موئلاً للعرب لمواجهة العولمة واللغة الإنجليزية.

تشير الدراسات إلى أن بدايات اللسانيات الحاسوبية العربية كانت بأيدٍ أجنبية، ولأهداف تجارية خالصة. إذ كانت البلاد العربية سوقاً رائجة لتقنيات الحاسوب وبرامجه. ولكن الأمر بدأ يسير في الاتجاه الصحيح بعد ذلك. وبدأت برمجة الحواسيب بالعربية تتحرر شيئاً فشيئاً من الأيدي الأجنبية، وإنما كان ذلك ماثلاً في:

·                   اشتغال الشركات العربية المؤسَّسة في الخارج (كندا وفرنسا) بحوسبة العربية.

·                   اعتماد هذه الشركات على عقول عربية، من اللسانيين والحاسوبيين.

·                   الاستثمار في قطاع حوسبة العربية في البلاد العربية.

ثم تسارعت مظاهر الاهتمام باللسانيات الحاسوبية وحوسبة العربية مع تسارع المد العولمي، وضرورة تيسير دورة الحياة العربية، وكانت هذه مرحلة مهمة من مراحل الحوسبة في العالم العربي، وأبرز مظاهرها:

·                   الاهتمام الحكومي المؤسسي باللسانيات الحاسوبية ومعالجة العربية آلياً بعقد الندوات والمؤتمرات المتخصصة[11]وإنشاء مراكز البحوث التقنية المدعومة والممولة من الحكومات العربية.

·                   الاتجاه نحو التخصص الأكاديمي في هذا المجال، دراسة وتدريساً، لتوطينه في نفوس الدارسين أولاً، ثم في البيئة العربية ثانياً[12].

وهكذا شهدت اللسانيات الحاسوبية العربية تطورات ملحوظة، وصارت خدمة اللغة العربية هدفاً أساسياً ومهماً من أهداف معالجة العربية آلياً. ولما وجد العرب، كغيرهم من الأقوام، في اللسانيات الحاسوبية وتطبيقاتها سلاحاً مهماً في مواجهة هيمنة الإنجليزية بدأوا في هذا على صعيدين:

أولهما: استخدام العربية في تصميم الحاسوب، بتعريب البرامج ولوحة المفاتيح، والطباعة العربية، بل تجاوزوا ذلك إلى ابتكار لغات برمجة عربية، وتصميم حواسيب خاصة تتعامل مع العربية على التعيين."فقد نجحت عديد الشركات العربية بالتعاون مع شركات أجنبية في صناعة الحواسيب الصغرية خاصة، وتعريب لغات برمجة، وهكذا برزت لغة"نجلاء"وهي لغة"بايزك"عربية تشتغل على الحواسيب من نوع الفارابي من إنتاج الصناعات الحاسوبية السعودية، ولغة"الخوازرمي"وهي لغة مقتبسة عن"البايزك" أيضاً وتشتغل على الحواسيب من سلسلة"الرائد"و"بايزك"الحاسوب"صخر"من إنتاج الشركة العالمية[13].

ثانيهما: النشر الإلكتروني باللغة العربية. فكان أن انتشرت مواقع كثيرة تنشر صفحات هائلة بالعربية، على الصعيد الشخصي أو المؤسسي(الصحف، دور النشر، الجامعات، الدوريات، المؤسسات الحكومية).

ويؤمِّل هذا النشر تحقيق أهداف لغوية وسياسية وثقافية واجتماعية متعددة.

تعريب الحاسوب والصراع الحضاري:

قد انشغل العرب بقضية التعريب زمناً طويلاً، واستنفدت منهم جهوداً كثيرة، وما تزال القضية مبعث تحاور وسجال بشأن جدواها وأهميتها في تأسيس مجتمع معرفي عربي يمتلك المعرفة بالعربية، ويتداولها ويبني عليها ويعيد إنتاجها بالعربية أيضاً.وما تزال جهود التعريب مبعثرة فردية كانت أو مؤسسية.ويمضي رافضو التعريب في إلقاء اللوم على العربية، زاعمين أنها فقيرة المفردات، ضعيفة الأساليب، عاجزة عن استيعاب المفاهيم العلمية؛ لأنها لغة الناقة والصحراء...القديمة.

وها هي ذي القضية تطفو على السطح من جديد في ثوب جديد، وعلى نحو ماسّ ومُلِحّ جداً في زمن تتعاظم فيه المعرفة وتتوالد المعلومات وتتكاثر دون أي حاجز أو ضابط، فيصير التعريب، والحال هذا، لبنة أساسية في بناء مجتمع المعلومات العربي، وهو الركن الرئيس لتهيئة المجتمعات العربية لدخول عصر الانفجار المعرفي واقتصاد المعرفة وإدارتها[14].

وإذا كانت جهود تعريب العلوم قد تعثرت كثيراً، فإنها قد حققت نجاحات طيبة في مجال الحاسوب، عتاده وبرامجه ووحداته ولغاته وملحقاته، فكان ذلك المقدمة الأولى لإدخال المجتمعات العربية عصر المعرفة.

ويبدو تعريب علوم المعلوماتية غير مُسْتَغْنٍ عن تعريب العلوم الأخرى، إذ"لا يمكن تعريب علوم الحاسوب دون تعريب كل المواد ذات الصلة، مثل الرياضيات والمنطق وعلوم اللسانيات والتوثيق والمعلومات، وغير ذلك. فنلاحظ مثلاً أن بعض الدول العربية التي تُدَرِّس المواد العلمية ذات الصلة بعلوم الحاسوب باللغة العربية هي أكثر قابلية لتدريس المعلوماتية باللغة العربية"[15].

ويظهر أن ثمة عوامل هامة تجعل من التعريب قضية هامة في الصراع الثقافي المحتدم في العالم، ولعل أهم هذه العوامل:

·                   استخدام كثير من الشعوب الحرف العربي (في آسيا وأفريقيا) وهذا يجعل من إدخال الحرف العربي الحاسوبَ فرصة عظيمة للمحافظة على استخدام هذا الحرف، ودَفْع هؤلاء الناس إلى مزيد من المساهمة في تطويع الحاسوب للعربية، ولن تعدم هذه الشعوب عقولاً فذة تنجز ما نسعى إليه كالباكستان وإيران وسواهما، وهكذا يحقق علماء هذه الدول هدفاً خاصاً بلغتهم وهدفاً عاماً يخدم الحرف العربي.

·                   إلْفُ كثير من الشعوب التي تستخدم الحرف العربي بالعربية يدفعهم إلى الإقبال على تعلمها ونشرها.

·                   اقتصار تداول المعرفة بالإنجليزية حَسْب يحرم كثيراً من المجتمعات العربية الاستفادة من هذه المعارف، ويظهر هذا أكثر ما يظهر في البحوث العلمية المتخصصة والرسائل الجامعية، إذ إن كثيراً من الطلبة يحجمون عن دراسات هامة يحتاجها مجتمعهم؛ لأن معظم ما نشر في هذا الميدان بالإنجليزية. فيؤثرون السلامة ويعيدون طرح موضوعات تقليدية قد تكون عديمة الجدوى. بل إن بعضهم يدرس موضوعات جادة ولكن افتقاره للإنجليزية وانعدام ترجمات عربية يجعله يقصر عن بلوغ المُؤَمَّلِ من عمله، فينتهي العمل إلى الفوضى الأحكام العامة والنتائج الخاطئة.

ومستصفى القول في تعريب المعلوماتية؛ أدواتٍ ومعارف ومصطلحات وكتباً، أنها عامل موطِّئ للتنمية الشاملة؛ إذ إن تعميم المعرفة المعلوماتية بالعربية ينأى بها عن الاقتصار على من يعرفون الإنجليزية، فيصير كل عربي قادراً على مسايرة التطور التقني والعلمي، ويكون معيناً على التنمية الشاملة ومسهماً إسهاماً فاعلاً في تقدم مجتمعه ورقيه، وحين تَمَّحي أمية المعرفة بالحاسوب بالعربية نكون قد وضعنا أقدامنا على الدرب الصحيح، التنميةِ البشريةِ وصولاً إلى التنمية الشاملة.

ونحن، إذ نعرِّبُ الحاسوب وتطبيقاته نوفر مبالغ طائلة ندفعها للخبراء الأجانب، ولبرامج الترجمة، فتصير هذه المبالغ جزءاً من ميزانيتنا في التنمية البشرية.

اللسانيات الحاسوبية خيارٌ استراتيجي:

قد واجهت العربية مع المد الاستيطاني في القرنين التاسع عشر والعشرين هجمات شرسة من المستوطنين والعرب المستشرقين؛ إذ كانت هذه الهجمات تتغيَّا طمس العربية وإحلال اللهجات محلها، كما سعت إلى استبدال الحرف اللاتيني بالعربي.

       وما كادت، في العصر الحديث، علوم الحاسوب تتهيأ لمعالجة العربية حتى نهضت الدعوات المثبطة تنعى على العربية عدم صلاحيتها للمعالجة الآلية والحوسبة، بدعوى أن نُظُمَها، ولا سيما الكتابي، لا تطاوع الآلة ولا تستجيب لمتطلباتها[16]، وكأني بأولئك الذين دعوا إلى استبدال الحرف اللاتيني بالعربي يبعثون ودعوتهم من جديد، ولكنها دعوة"حداثية"تواكب مستجدات الحوسبة والمعالجة الآلية.

       وقد كانت هذه الدعوات منبثقة من الصعوبات التي واجهت الكتابة العربية في أول عهدها بالحوسبة[17]، وهذه التحديات هي:

·                   أن تصميم لوحة المفاتيح كان أصلاً للغة الإنجليزية.

·                   اتجاه الكتابة العربية من اليمين إلى اليسار على خلاف الإنجليزية.

·                   تعدد أشكال الحرف العربي حسب موقعه في الكلمة.

·                   غياب الضبط والشكل.

وحقاً كانت هذه تحديات حقيقية، لكنها صارت بعد التجريب والممارسة إلى زوال، وصار الحرف العربي مبعثاً على الإعجاب حين أدخلت أنماط الخط العربي إلى الطابعة، وصارت إحدى علامات التفنن في معالجة العربية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل صار بإمكان الحاسوب تعرُّف الخطوط اليدوية، وصار هذا مجالاً متميزاً في معاملات المصارف، إذ يمكن تعرُّف توقيع الزبون بإدخاله وخزنه حاسوبياً[18].

وإذا كانت هذه التحديات ومثيلاتها في معالجة العربية نحوياً وصرفياً ودلالياً ومعجمياً قد بدأت بالتلاشي، فإن تحديات الحوسبة عموماً تطل بقوة حين تكون خياراً استراتيجياً لدعم العربية ومساندتها ونشرها في زمن تشتد فيه المنافسة، وتتعاظم هيمنة الإنجليزية وسطوتها[19].

وتكمن قيمة هذا الخيار الاستراتيجي في أنه سيؤمن للعربية ديمومة على المدى البعيد بوصفها لغة تكتب وتقرأ وتتداول يومياً في الحاسوب وشبكة المعلومات ووسائل الإعلام الفضائية وسواها من مبتكرات التكنولوجيا الحديثة، وبوصفها ناقلة للثقافة العربية الإسلامية التي يتطلع إليها المسلمون خارج الوطن العربي.

وتتخذ حوسبة العربية بُعْداً استراتيجياً آخر حين تكون قلعة تحفظ للعرب هويتهم وتاريخهم وثقافتهم، وإنما يكون ذلك بمواجهة الغزو العولمي والصهيوني بسلاح الحوسبة والتقنية والاتصالات الحديثة، إذ صار ميدان الحاسوب ومعالجة اللغات واحداً من الخيارات الاستراتيجية التي تركز عليها الولايات المتحدة لدراسة الثقافة العربية الإسلامية، ولدرس عادات العرب وتقاليدهم، وإنما يكون ذلك بفهم لغتهم وتحليلها ومعالجتها. بل إنها تتجاوز ذلك إلى التجسس على العرب والتدخل في شؤونهم الداخلية بدعاوى زائفة كالديموقراطية وحقوق الإنسان...إلخ.

ولعل أهم ما يدلل على عنايتها بالعربية وما يدور في العالم العربي ابتكارها طرقاً للتجسس الإلكتروني على العرب، فقد أوردت إحدى صفحات الإنترنت خبراً عنوانه "تطوير أفضل تقنيات اللغة العربية للتجسس على العرب".ومفاده أن"شركة(Basis Technology)التي مقرها ولاية ماساشوستس على موقعها:

http://www.basistech.com/products/languageanalysis/arla.html

طورت  برنامجاً لتحليل النص العربي وتعمل حالياً مع وكالات الاستخبارات بعد إطلاقها برنامج تحليل اللغة العربيةAnalyzer Arabic Language  والذي يتيح للمستخدمين تطوير برامج يمكنها البحث والتحليل والتصريف النحوي لنص اللغة العربية.

ويتعاظم الاهتمام بحوسبة العربية وقضايا تعليمها في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الخطاب الذي ألقاه جورج بوش في كانون الأول من عام 2006 وعدَّ فيه اللغة العربية إحدى أهم اللغات للأمن القومي الأمريكي؛ لذلك ترى مراكز أبحاث معالجة اللغة العربية تذرع الوطن العربي لتوقيع اتفاقيات لإنتاج برامج تحليل النص العربي.

وعلى الطرف الآخر من الصراع نجد أن الكيان الصهيوني قد عني عناية فائقة بالدراسات اللسانية الحاسوبية لعدد كبير من لغات العالم، وفي مقدمتها اللغة العربية، ليتمكن من التجسس على الدول العربية، وتزوير الوثائق التي تدعم ادعاءاته التاريخية في فلسطين. وفي ذلك يقول نبيل علي[20]:

تبدي إسرائيل اهتماماً خاصاً بتطبيقات المعالجة الآلية للغات الإنسانية بوساطة الكمبيوتر، وعلى رأسها العبرية بالطبع.ويأتي على قائمة هذه التطبيقات نظم الترجمة الآلية.ووصل الأمر إلى حد أن تقدمت إسرائيل إلى منظمة الوحدة الأوروبية لتطوير نظم للترجمة الآلية من لغات دول السوق المشتركة إلى العربية(لا العبرية)...وبالإضافة إلى ما سبق تعرض الشركات الإسرائيلية لتطوير البرامج خدماتها على الشركات العالمية لتعريب نظمها وبرامجها حتى تتأهل لدخول الأسواق العربية. أما شركة مايكروسوفت فتقوم استراتيجيتها الشرق أوسطية على ضم اللغتين العربية والعبرية تحت إدارة واحدة، وهو الوضع الذي يتيح للموظفين اليهود في هذه الإدارة حق النفاذ المباشر للتفاصيل الفنية الدقيقة لتعريب نظم المعلومات.

ما يريد الكاتب تأكيده هنا هو مدى خطورة أن تتولى إسرائيل نيابة عنا مهمة معالجة اللغة العربية آلياً. فعندئذ تكون قد حلت بنا كارثة ثقافية كبرى!!.

ولتحقيق ذلك أعطى الكيان الصهيوني للأكاديميين من اللسانيين اليهود دوراً فاعلاً في دراسة اللهجات الفلسطينية خصوصاً واللهجات العربية عامة، ولا سيما اللهجات المحيطة بفلسطين المحتلة. وهيأت لهؤلاء الباحثين الإمكانات الهائلة لتصميم برامج حاسوبية تستطيع تحليل اللهجات العربية المنطوقة وفهمها[21].

وأما الشق اللساني الخالص فإنه يتمثل في الجهود اللسانية الخاصة بالتنظير لمنظومة العربية وإعادة "توصيفها"للحاسوب وفق ما يقتضيه تمثيل اللغة ونمذجتها، وقد ظهر أن اللسانيين العرب يمكنهم أن يتجاوزوا الوصف الشكلي والتقليدي للعربية، إلى توصيفها على نحو دقيق يهيئها للحوسبة. ولا شك أن محاولات تطويع العربية للحاسوب أو تطويع الحاسوب للعربية قد فتحت آفاقاً جديدة للدرس اللساني العربي، إذ صدر اللسانيون العرب عن رؤى لسانية نفسية خالصة استبطنت كيفية عمل عقل الإنسان العربي حين يستقبل اللغة ويدركها ويفهمها، فنقلوا هذه الرؤى للحاسوب بما يتوافق وبناءه. وحاولوا ضبط العوامل الخارجية غير اللغوية التي تتدخل في إنتاج اللغة واستقبالها، مما يكون للإنسان ولا يكون للحاسوب، كالحدس والسليقة والاعتماد المتبادل والسياق وفض الالتباس[22]...إلخ.



 

الهوامش

 

[1] - نهاد الموسى، العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية، ص: 53-54.

[2] - نفسه، ص: 54.

[3] - نهاد الموسى، الأساليب في تعليم اللغة العربية، ص: 123-124.

[4]-والكفاية التواصلية (Communicative Competence) مصطلح للساني الأمريكي (دل هايمز). وهو استدراك أقامه على مفهوم الكفاية اللغوية عند تشومسكي، إذ يرى (هايمز) أن معرفة قواعد اللغة وحدها لا تكفي للتواصل بل ينبغي أن يعرف الناطق باللغة كيفية استخدام هذه القواعد، والسياقات التي ينبغي أن تقال فيها. وهو مفهوم يشبه إلى حد بعيد المقولة العربية الشهيرة: لكل مقام مقال. ولقد صار هذا المفهوم مرتكزاً أساسياً في علم المقاميات Pragmatics.

[5]- يعد مفهوماً "الوصف والتوصيف" عنصراً رئيساً في الأطروحة التي أسسها الدكتور نهاد الموسى في تهيئة العربية للتمثيل الحاسوبي. ويمكن تحصيل تفاصيل وافية بهذين المفهومين، والأطروحة عموماً في: ¬

- نهاد الموسى، العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية.

- نهاد الموسى، من الوصف إلى التوصيف، مقاربة في حوسبة العربية. فصل من كتاب الثنائيات في قضايا اللغة العربية من عصر النهضة إلى عصر العولمة.

- نهاد الموسى، مقدمة في تمثيل الكفاية اللغوية للحاسوب، ورقة مقدمة إلى ندوة "الهوية اللغوية والعولمة" جامعة البترا الأردنية الخاصة، 2003.

[6]- العربية نحو توصيف جديد، ص: 69-70. ولمزيد من التفصيل، انظر الهامش السابق.

[7]-انظر بعض الإحصاءات المتعلقة باللغة الإنجليزية وهيمنتها في مجال الاتصالات والإعلام: نبيل علي، الثقافة العربية وعصر المعلومات، ص: 273.

وانظر حول اللغات المستخدمة في الإنترنت: http://global-reach.biz/globstats/index.php3

 

[8] -وليد العناتي، العولمة اللغوية– التداول بالإنجليزية في العالم العربي، مثل من الأردن. مجلة البصائر، جامعة البترا الخاصة، مجلد8/عدد2، 2004.

[9] - انظر في تفصيل هذه المسألة: David Crystal, English as Global Language

[10]-لعل أهم المؤتمرات التي عقدت لمواجهة هيمنة اللغة الإنجليزية ذلك الذي استضافه معهد وارسو للسانيات التطبيقية (2002)، إذ قدمت فيه أبحاث كثيرة ومتنوعة. لمزيد من المعلومات عن المؤتمر وملخصات البحوث:

www.ils.uw.edu.pl,Globe2002,Abstracts,part:1-4

- أما في العالم العربي فنذكر:

- مؤتمر اللغة العربية أمام تحديات العولمة، معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية، بيروت، 2002.

الهوية اللغوية والعولمة، جامعة البترا الأردنية، 2003.

[11]-لعل دولة الكويت تكون سَبَّاقة إلى عقد مثل هذه الندوات والمؤتمرات، فقد استضافت عدداً من المؤتمرات، أهمها:

- استخدام اللغة العربية في الحاسب الآلي، 1985.

- مؤتمر الكويت الأول للحاسوب، 1989.

- المؤتمر الثاني حول اللغويات الحسابية العربية، 1989.

[12]-وذلك بتخصيص عدد من المنح لدراسة اللسانيات الحاسوبية في أوروبا وأمريكا والبلاد العربية، ومن ناحية ثانية صارت بعض الجامعات تدرس (في غير أقسام الحاسوب) هذه المادة تحت مسميات متعددة. ففي الجامعة الأردنية مثلاً درس د. نهاد الموسى اللسانيات الحاسوبية لطلبة الدكتوراه. كما تتضمن خطة قسم العربية في الجامعة الأردنية مادة "اللغة العربية والحاسوب". ونُدرِّس في قسم العربية من جامعة البترا قضية اللغة العربية والحوسبة في إطار مادة قضايا اللغة العربية المعاصرة.

[13]-محمد بن أحمد، اللغة العربية والنظم الحاسوبية والبرمجيات، ضمن كتاب: استخدام اللغة العربية في المعلوماتية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1996، ص: 133.

[14]- ثَمَّ بحوث كثيرة عنيت بتعريب الحاسوب، منها:

-أحمد أبو الهيجاء، الموصفات والمقاييس لتعريب المعلوماتية، في كتاب: استخدام اللغة العربية في المعلوماتية.

-حسين الهبايلي ومحمد كمال بن رحومة، ميادين تطبيق استخدام اللغة العربية في المعلوماتية: التعليم والتعريب، في كتاب: استخدام اللغة العربية في المعلوماتية.

-سهام الكعكي: مشكلات التعريب في علوم الحاسوب، ندوة استخدام اللغة العربية في تقنية المعلومات، الرياض، 1993.

[15]-حسين الهبايلي ومحمد كمال بن رحومة، ميادين تطبيق استخدام اللغة العربية في المعلوماتية (التعليم والتدريب)، استخدام اللغة العربية في المعلوماتية، ص: 222.

[16]- محمد بن أحمد، مرجع سابق، ص: 119.

[17]- قد فند نبيل علي هذه المزاعم حين عرض لخصائص اللغة العربية من منظور المعلوماتية وعلوم الحاسوب. انظر: اللغة العربية والحاسوب والعرب وعصر المعلومات.

[18]- ثَمَّ بحوث كثيرة عالجت مشكلات حوسبة الحرف العربي، منها:

       - محمد زكي خضر، الحروف العربية والحاسوب، الموسم الثقافي الرابع عشر لمجمع اللغة العربية الأردني، ط1، 1996، ص: 169-213.

- محمد زكي خضر، الحرف العربي والحوسبة: ضمن هذا الملف، ويمكن الرجوع إلى:

   http://www/al-mishkat.com/kheder/search3.htm

[19]- يرى الأمين العام للاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات أن التعاون العربي في مجال تكنولوجيا المعلومات لم يُفَعَّل بعد، وأن وضعنا سيئ للغاية. انظر http://www.acumit.org/defaul.asp

[20] -الثقافة العربية وعصر المعلومات، ص:55.وأيضاً: العرب وعصر المعلومات، ص:239-243.

[21]- انظر مثلاً:-Rafi Talmon and Shuly Wintner: Computational Processing of Spoken North Israeli Arabic:

http://www.elsnet.org/ac12001-arabic.html

[22]- انظر: نهاد الموسى: العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية.