المعتزلة و وأهل الحديث ص1       السابق

 

بغية المشتاق إلى فهم تطور عقيدة الأسلاف

المعتزلة وأصحاب الحديث

 

ثابت عيد

1 - الحديث: نبذة عامة

الحديث هو كل ما ورد عن رسول الله (صلعم) والصحابة من قول أو فعل أو تقرير. وترتبط عملية تدوين الحديث في الإسلام بالخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (99-101هـ)(1)، فيقال إنه كتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يأمره بجمع وتدوين أحاديث رسول الله (صلعم). غير أن عملية التدوين الفعلية للأحاديث لم تبدأ، إلا في العصر العباسي، في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة. ولم تنشط هذه الحركة، إلا في القرن الثالث الهجري. في هذا القرن تم تأليف أشهر كتب الحديث التي نعرفها اليوم. فألف مسلم (توفي سنة 261هـ) صحيح مسلم، وألف البخاري (توفي سنة 256هـ) الجامع الصحيح، كما تم وضع جامع الترمذي (المتوفي سنة 279هـ)، وسنن النسائي (المتوفي سنة 303هـ)، وسنن ابن ماجه (توفي سنة 273هـ)، وسنن أبي داود (المتوفي سنة 275هـ).

وتحكي كتب التاريخ أن الرسول (صلعم) قد توفي وعدد الصحابة الذين سمعوا الحديث منه ورووه عنه 11400(2). وقد قسم الحافظ النيسابوري في كتابه معرفة علوم الحديث هؤلاء الصحابة إلى 12 طبقة (3). كان أبو هريرة وعائشة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وأنس بن مالك أشهر من روى الحديث عن رسول الله (صلعم)(4). وكانت رواية الحديث عن رسول الله (صلعم) في تزايد مستمر، فهي قليلة في عصر الخلفاء الراشدين، ثم ازدادت في عصر الدولة الأموية، ثم ازدادت أكثر في عهد العباسيين. ويعتبر الوضع هو السبب المباشر لزيادة هذه الأحاديث. يقول جولدتسيهر في كتابه العقيدة والشريعة في الإسلام متحدثا عن الوضع في الحديث: "فالحق أن كل فكرة وكل حزب وكل صاحب مذهب يستطيع دعم رأيه بهذا الشكل [= بوضع الأحاديث ]، وأن المخالف في الرأي يسلك أيضا هذا الطريق. ومن ذلك لا يوجد في دائرة العبادات أو العقائد أو القوانين الفقهية أو السياسية مذهب أو مدرسة لا تعزز رأيها بحديث أو بجملة من الأحاديث ظاهرها لا تشوبه أي شائبة"(5).

2 - من أسباب الوضع في الحديث:

كانت الخصومة السياسية بين أهل السنة والشيعة، والخلافات الكلامية والفقهية بين الفرق والمذاهب المختلفة من أهم الأسباب التي أدت إلى كثرة الأحاديث الموضوعة(6). وبجانب ذلك كان هناك طوائف وجماعات أخرى اختلفت دوافعها في وضع الأحاديث، مثل القصاص والملاحدة. أما القصاص والمحدثون، فقد كانوا يضعون الأحاديث بهدف تسلية العوام. يقول آدم متز في كتابه الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري: "وكان العامة يحبون القصاص حبا شديدا. ويحكى عن الطبري أنه أنكر على قاص ببغداد، فرمى العامة باب داره، حتى سدوه، وصعب الخروج منه"(7). وقد هاجم الغزالي في إحياء علوم الدين القصاص، واعتبر عملهم من منكرات المساجد(8). كما ذكرهم ابن الجوزي في تلبيس إبليس، حيث يقول: "كان الوعاظ في قديم الزمان علماء فقهاء… وكان عمر بن عبد العزيز يحضر مجلس القصاص. ثم خست هذه الصناعة، فتعرض لها الجهال، فبعد [ عمر بن عبد العزيز] عن الحضور… وتعلق بهم العوام والنساء. فلم يتشاغلوا بالعلم، وأقبلوا على القصص، وما يعجب الجهلة، وتنوعت البدع في هذا الفن"(9). ويبدو أن القصاص والوعاظ قد أدركوا حب العامة للحديث الغريب، فكلما كان الحديث غريبا، كلما كان مطلوبا. يقول المقدسي في كتاب البدء والتاريخ حاكيا عن القصاص: "الحديث لهم عن جمل طار أشهى إليهم من الحديث عن جمل سار. ورؤيا مرية آثر عندهم من رواية مروية"(10). ويقول جولدتسيهر في كتابه Muhammadanische Studien (=دراسات محمدية): "… وكان العامة يعتقدون الخير في القصاص، حتى كانوا يلجأون إليهم في الدعاء لهم. ومن الملح أن رجلا أعطى قاصا يسمى أبا سليمان فلسا، وقال: ادع الله لابني يرده علي. فقال: وأين ابنك؟ فقال: بالصين. قال: أيرده الله من الصين بفلس؟ هذا مما لا يكون. إنما لو كان بحنابة أو بسيراف، كان نعم"(11). وأورد حسين أحمد أمين في كتابه دليل المسلم الحزين أن: "… أبا كعب القاص حدث في أحد المساجد يقول: كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا. فلما نبهه مستمع إلى أن يوسف لم يأكله الذئب، استدرك فقال: فهذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف"(12).

أما الملاحدة الذين كانوا يضعون الحديث، فلعل عبد الكريم بن أبي العوجاء هو خير من يمثلهم. جاء في كتاب تحذير الخواص من أكاذيب القصاص للسيوطي أنه: "لما أخذ عبد الكريم بن أبي العوجاء، ليضرب عنقه، قال: قد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث، أحرم فيها الحلال، وأحلل الحرام"(13).

3 - المعتزلة: لمحة تاريخية:

أما المعتزلة، فكما يقول زهدي جار الله في كتابه المعتزلة إنهم كفرقة منظمة بدأوا حوالي سنة 100 هجرية (14) -أي أن ظهورهم قد جاء بعد انتشار وضع الأحاديث، وبعد أن أصبح نشاط القصاص والوعاظ واضحا في المساجد والطرقات. فماذا كان موقف المعتزلة من أصحاب الحديث؟

قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد من لمحة تاريخية عن نظرة المعتزلة إلى أنفسهم، وعن رأيهم في عامة الشعب. يقول الأمير أبو سعد نشوان في رسالة حور العين: "إن المعتزلة ينظرون إلى جميع المذاهب كما تنظر ملائكة السماء إلى أهل الأرض مثلا. ولهم من التصانيف الموضوعات والكتب المؤلفات في دقائق التوحيد والعدل والتنزيه لله عز وجل ما لا يقوم به سواهم، ولا يوجد لغيرهم، ولا يحيط به علما لكثرته، إلا الله عز وجل. وكل متكلم بعدهم يغترف من بحارهم، ويمشي على آثارهم، ولهم في معرفة المقالات والمذاهب المبدعات تحصيل عظيم وحفظ عجيب وغرض بعيد، لا يقدر عليه غيرهم. ينتقدون المذاهب كما ينقد الصيارف الدنانير والدراهم"(15). وقول الأمير أبي سعد عن المعتزلة إنهم "كانوا ينظرون إلى جميع المذاهب كما تنظر ملائكة السماء إلى أهل الأرض" يوضح لنا كيف كان مفكرو المعتزلة ينظرون إلى أنفسهم، وكيف كانوا ينظرون إلى بقية المذاهب المختلفة. ولا شك أنهم كانوا يعتبرون أنفسهم صفوة المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت.

يقول الحاكم الجشمي (413-494هـ) المعتزلي في كتابه شرح العيون: "وجملة القول أن المعتزلة هم الغالبون على الكلام، الغالبون على أهله. فالكلام منهم بدأ وفيهم نشأ. ولهم السلف فيه، ولهم الكتب المصنفة المدونة، والأئمة المشهورة، ولهم الرد على المخالفين من أهل الإلحاد والبدع، ولهم المقامات المشهورة في الذب عن الإسلام. وكل من أخذ في الكلام، أو ما يوجد من الكلام في أيدي الناس، فمنهم أخذ، ومن أئمتهم اقتبس، حتى أن من خالفهم، أخذ عنهم…"(16). إن افتخار الحاكم الجشمي بأن كل ما يوجد في أيدي الناس من الكلام، فإن أصله معتزلي، هو في الواقع ليس بعيدا عن الصحة على الإطلاق، فسنرى في السطور التالية، إن شاء الله، كيف أن الحنابلة والأشاعرة قد خرجوا من معركتهم مع المعتزلة، وقد تأثرت أفكارهم إلى أبعد الحدود بفلسفة المعتزلة والمسائل والموضوعات التي كانوا يبحثونها في عصرهم الذهبي.

ويفتخر الجاحظ في كتابه الحيوان بمكانة المعتزلة في المجتمع الإسلامي في العصور التي ساد فيها الاعتزال(17)، فيقول: "… لولا مكان المتكلمين، لهلكت العوام من جميع الأمم. ولولا مكان المعتزلة، لهلكت العوام من جميع النحل"(18). وقول الجاحظ هذا هو إشارة إلى ما كان يقوم به المتكلمون في جميع الديانات من الدفاع عن الديانة بالأدلة والبراهين العقلية. ومرة أخرى نجد قولا يشير إلى مكانة المعتزلة بالنسبة للفرق الأخرى. فكلام الجاحظ يعني أن المتكلمين في كل أمة هم عقلاؤها ورواد فكرها. وكذلك الحال في المجتمع الإسلامي، كان المتكلمون -في عصر الكلام- هم قادة الفكر فيه، وكان المعتزلة قادة هؤلاء القادة وصفوتهم.

أما أبو الحسين الخياط المعتزلي، صاحب كتاب الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، فهو أيضا يفخر بعظم قدر المعتزلة في الكلام، وأنهم "أرباب النظر دون جميع الناس… وأن الكلام لهم دون سواهم"(20). ويحكي أحمد أمين في كتابه ظهر الإسلام عن عالم المعتزلة الكبير الزمخشري (المتوفي سنة 583هـ) أنه كان معتدا بنفسه، فخورا بانتمائه إلى المعتزلة، فكان "إذا قصد صاحبا له، استأذن عليه في الدخول، ويقول لمن يأخذ له الإذن: قل له (أبو القاسم المعتزلي بالباب)"(21).

وكان الجاحظ يسمي أصحابه من المعتزلة "أشراف أهل الحكمة"(22)، ويذكر أن علم الكلام الذي وضع أساسه المعتزلة "يتفرغ للجدال فيه الشيوخ الجلة، والكهول العلية… حتى يختاروا النظر فيه على التسبيح والتهليل وقراءة القرآن وطول الانتصاب في الصلاة، وحتى يزعم أهله أنه فوق الحج والجهاد، وفوق كل برّ واجتهاد"(23). وكلام الجاحظ هذا يوحي بأهمية علم الكلام في ذلك الوقت، ولكنه يعني ضمنيا أيضا أن بعض مفكري المعتزلة كان يهمل العبادات، مثل ما أورده البغدادي في الفرق بين الفرق، حيث يقول: "وذكر الجاحظ ايضا أن غلام ثمامة [ المعتزلي ] قال يوما لثمامة: قم صل. فتغافل. فقال له: قد ضاق الوقت، فقم وصل، واسترح. فقال [ثمامة]: أنا مستريح إن تركتني"(24). ويفتخر الجاحظ في كتابه البيان والتبيين بأن المعتزلة كانوا دائما يمثلون الصفوة في المجتمع الإسلامي، حيث يقول: "… [إن ] كبار المتكلمين [و على رأسهم المعتزلة]… كانوا فوق أكثر الخطباء، وأبلغ من كثير من البلغاء. وهم تخيروا تلك الألفاظ لتلك المعاني. وهم اشتقوا لها من كلام العرب تلك الأسماء. وهم اصطلحوا على تسمية ما لم يكن له في لغة العرب اسم. فصاروا في ذلك سلفا لكل خلف، وقدوة لكل تابع"(25). وهذه إشارة واضحة من الجاحظ إلى أن المعتزلة كان لهم الأسبقية والريادة في وضع أسس علم الكلام وعلم البلاغة. ويحكي آدم متز في كتابه الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري عن الجاحظ قوله: "إن المتكلمين [وعلى رأسهم المعتزلة] كانوا ينظرون في كل شيء، وأرادوا معرفة كل شيء"(26). والنظر في كل شيء، والتطلع إلى معرفة كل شيء، هما من الصفات التي اشتهرت بها المعتزلة دائما. يقول المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم إن المعتزلة كانوا "يمتازون بخصال أربع: اللطافة والدراية والفسق والسخرية"(27)، وهي صفات حسنة كلها، إلا الفسق الذي حاول أعداء المعتزلة لصقه بهم، واتهامهم بإهمال العبادات وشرب الخمر.

ولما كان المعتزلة هم أصحاب المذهب العقلي في الإسلام دون غيرهم، فقد وصفهم النقاد، قائلين إن: "النرد أشعري، والشطرنج معتزلي، لأن لاعب النرد يعتمد على القضاء والقدر، ولاعب الشطرنج يعتمد على الكد وإعمال الفكر"(28). وحكى زهدي جار الله في كتابه المعتزلة عن أبي بكر الخوارزمي (المتوفي سنة 383هـ) قوله: "إن العراق يحسد على أشياء كثيرة منها أن الاعتزال بصري"(29). وحكي أيضا عن ثابت بن قرة الصائبي قوله: "ما أحسد هذه الأمة العربية، إلا على ثلاث أنفس: عمر بن الخطاب في سياسته، والحسن البصري في علمه وورعه، والجاحظ [ المعتزلي ] في فصاحته وبيانه"(30). وقيل إن "من دلائل إعجاز القرآن إيمان الجاحظ به"(31).

ونظرا إلى أن المعتزلة قد رفعوا من قيمة العقل في الإسلام، ولأن الاعتزال كان غالبا على المذهب الحنفي، فقد مال أصحاب أبي حنيفة إلى استخدام الرأي على نطاق واسع في مذهبهم. يقول الصفدي في الغيث المسجم: "إن الغالب في الحنفية معتزلة، والغالب في الشافعية أشاعرة، والغالب في المالكية قدرية [جبرية]، والغالب في الحنابلة حشوية"(32). وقبل أن نستعرض بعض ملامح الصراع بين المعتزلة وأهل الحديث، لا بد لنا من كلمة قصيرة عن رأي المعتزلة في عامة الشعب الذين كان يميل معظمهم إلى أهل الحديث.

4 - المعتزلة والعامة:

قد ذكرنا سابقا ما قاله الأمير أبو سعيد نشوان في رسالته حور العين أن "المعتزلة كانوا ينظرون إلى جميع المذاهب كما تنظر ملائكة السماء إلى أهل الأرض"(33)، وأوضحنا أن هذا يعني أن المعتزلة كانوا يعتبرون أنفسهم ليس فقط صفوة المجتمع، ولكن أكثر من ذلك كانوا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم قادة هذه الصفوة في المجتمع الإسلامي. وصدق الدكتور محمد عمارة حين وصفهم بـ"الأرستقراطية الفكرية"(34). والواقع أن الموضوعات والمسائل التي بحثها المعتزلة كانت تتطلب ثقافة ذات مستوى رفيع، والعامة يصعب عليها الوصول إلى هذا المستوى الممتاز من الثقافة، إما لغبائهم، أو لانعدام المواهب فيهم(35) -أو ربما لعدم توافر الفرصة أمامهم للقراءة والدراسة والبحث. فالجاحظ في سياق حديثه عن صفة المتكلمين في كتابه الحيوان يقول: "وليس يكون المتكلم جامعا لأقطار الكلام، متمكنا في الصناعة، يصلح للرئاسة، حتى يكون الذي يحسن من كلام الدين في وزن الذي يحسن من كلام الفلسفة. والعالم عندنا [= عند المعتزلة] هو الذي يجمعهما"(36). والتفقه في الدين وعلومه، والتعمق في الفلسفة وفروعها، عمل لا يستطيع أن ينهض به عامة الشعب. فدراسة الفلسفة وفهمها كما يقول أحمد أمين هي "… حظ أقل عدد من الناس"(37). وكان المعتزلة تمثل هذا العدد القليل من الناس (وخاصة في الفترة ما بين سنة 100 هجرية وسنة 255هـ). فالحاكم الجشمي يقول في كتابه شرح العيون إن المعتزلة كثرة بالنسبة لخاصة الناس، ولكنهم قلة بالنسبة للعوام: "… السبب في قلة عدد أصحابنا [= المعتزلة] من العوام ما أنفق من بني أمية من إظهار الجبر والدعاء إليه لموافقته لطريقتهم. وفشا ذلك في العامة، فظهر الجبر والتشبيه. وإلا فإذا ذكر أهل الفضل والعلم، وجدت الأكثر منهم من أصحابنا"(38).

كانت المعتزلة تستحقر العوام، وتعادي المذاهب التي تعتمد على عامة الشعب مثل الحنابلة والأشاعرة وأصحاب الحديث. وللمعتزلة في تحقير العوام أقوال كثيرة نذكر منها ما حكاه ثمامة بن الأشرس المعتزلي (المتوفي سنة 213هـ)(39) للمأمون، حيث يقول: "… إن سلاما الأبرس [وكان سجانا] وأنا في السجن، كان يقرأ في المصحف: "ويل يومئذ للمكذَّبين"، فقلت له: المكذَّبون هم الرسل، والمكذِّبون هم الكفار. فاقرأها: "ويل يومئذ للمكذبين". فقال سلام: قيل لي من قبل إنك زنديق، ولم أقبل. ثم ضيق علي أشد الضيق. فجعل الرشيد يضحك"(40). وحكي عن واصل بن عطاء المعتزلي (80-130هـ)(41) قوله عن العامة: "ما اجتمعوا إلا ضروا، ولا تفرقوا إلا نفعوا. فقيل له: عرفنا مضرة الاجتماع، فما منفعة الافتراق؟ قال: يرجع الطيان إلى تطيينه، والحائك إلى حياكته، والملاح إلى ملاحته، والصائغ إلى صياغته، وكل إنسان إلى صناعته. وكل ذلك مرفق للمسلمين، ومعونة للمحتاجين"(42). وحكى الجاحظ قول شبيب بن شبيبة عن مدى خطورة العوام، إذا اجتمعوا، حيث يقول: "… واعلموا أن الغلبة لمن كانت [العامة] معه، وأن المقهور من صارت [العامة] عليه"(43). ثم يعترف الجاحظ صراحة بأن المعتزلة بالرغم من استحقارهم للعامة، إلا أنهم مدركون بمدى قوتهم، ويطمعون في مساندتهم، فيقول: "ولكنا كما نخافهم نرجوهم، وكما نشفق منهم نطمع فيهم"(44). بعد هذه المقدمة القصيرة عن المعتزلة وأهل الحديث، يمكننا الآن أن نستعرض أهم أسباب الصراع بين الفريقين، وأوجه هذا الصراع.

5 - الفعل ورد الفعل في أصول المعتزلة الخمسة:

عندما ظهرت المعتزلة في مدينة البصرة بالعراق حوالي سنة 100هـ على يد واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد(45) كان المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت فاسدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فقد اجتمعت فيه مجموعة غريبة من الديانات المختلفة والمذاهب المتباينة، وابتعد معظم الناس عن الإسلام كما كان في عصر الرسول (صلعم) والخلفاء الراشدين. كان هناك مذهب الجبرية الذي روج له معاوية بن أبي سفيان، حيث كان يقول: "لو لم يرني ربي أهلا لهذا الأمر، ما تركني وإياه. ولو كره الله تعالى ما نحن فيه، لغيره"(46). وكان هناك المجسمة وعلى رأسهم هشام بن الحكم(47) الذي كان يقول: "إن الله جسم طوله سبعة أشبار بشبر نفسه"(48). وكان هناك اليهود الذين حكى الشهرستاني عنهم في كتابه الملل والنحل أنهم اجتمعوا عن آخرهم على "أن الله تعالى لما فرغ من خلق السموات والأرض، استوى على عرشه، مستلقيا على قفاه، واضعا إحدى رجليه على الأخرى"(49). وكان المسيحيون يقولون بالأقاليم الثلاثة، ويعنون بها: "الصفات: كالوجود والحياة والعلم، وسموها الأب والابن وروح القدس"(50). وكان هناك المجوس الذين قال الشهرستاني فيهم إنهم: "أثبتوا أصلين… زعموا أن الأصلين لا يجوز أن يكونا قديمين أزليين، بل النور أزلي، والظلمة محدثة"(51). وكان هناك الثنوية: "… وهم أصحاب الاثنين الأزليين. يزعمون أن النور والظلمة أزليان قديمان، بخلاف المجوس فإنهم قالوا بحدوث الظلام [وقدم النور]…"(52). وكان هناك الدهرية الذين أخبر القرآن عنهم، بقوله: "وما يهلكنا إلا الدهر، وما لهم بذلك من علم-إن هم إلا يظنون؟"(53).

وأخطر من كل هذه الفرق وأصحاب الديانات كان هناك الخوارج الذين كانوا يقولون إن كل مسلم يرتكب كبيرة، فهو كافر، وسوف يخلد في النار(54) ولما كان قتال الكفار على المسلمين واجبا، وبما أنهم اعتبروا بني أمية من الكفار، فإنهم قادوا حربا شرسة ضد الأمويين، راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى. وقد أورد المبرد (المتوفي سنة 285هـ) الكثير من أخبار الخوارج وحروبهم في كتابه الكامل(55). وفي مقابل هذا التطرف من الخوارج(56) نجد المرجئة الذين يمكن اعتبارهم -كما ذكر وينسينك- خصوم الخوارج المتطرفين(57) -أو بعبارة أخرى كانوا على نقيض الخوارج كلية. فبينما كان معظم الخوارج يقول إن مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار، ذهبت المرجئة -كما يقول الشهرستاني- إلى القول بأنه: "لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة"(58). فكان الكثير من المرجئة يرون أن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط. فمن آمن بقلبه، دخل الجنة، وإن "زنا وإن سرق وقتل وشرب الخمر …"(59). فلا عجب بعد ذلك أن نرى أن هذا المذهب يعجب المجان وشاربي الخمر(60)، بل والملوك والحكام. فقد قال المأمون، كما جاء في تاريخ بغداد لطيفور إن: "الإرجاء دين الملوط"(61).

كان على المعتزلة أن تواجه كل هذه التيارات والمذاهب. كان عليهم أن يقوموا بدور المدافع عن الإسلام ضد الديانات الأجنبية، ولكن أيضا بدور المصلح الاجتماعي في مجتمع فاسد كثرت فيه المذاهب المتطرفة والمباديء اللاعقلانية. لقد واجهت المعتزلة أحوال المجتمع الإسلامي في أوائل القرن الثاني للهجرة بأن وضعوا أصولهم الخمسة التي لم يتم وضعها مرة واحدة، ولكنها جاءت متتالية على مراحل. وكما هو معروف -وكما لاحظ وات(62) والدكتور عبد المجيد النجار- فإن كل أصل من أصول المعتزلة الخمسة ما هو في الواقع، إلا إجابة أو رد فعل لتيار أو مذهب من المذاهب والتيارات المختلفة التي كانت سائدة في المجتمع في ذلك الوقت. يقول الدكتور النجار: "… إن المعتزلة تعتبر عنصرا من عناصر الاستجابة للتحديات الداخلية والخارجية التي تعرض لها المجتمع الإسلامي في القرن الأول [الهجري ] -… إن المعتزلة كانت ابنة بيئتها فيما يتجلى في تلك البيئة من مظاهر التحدي المختلفة، حتى أنه ليمكن إرجاع كل الأصول والمبادئ والخاصيات المنهجية التي تميزت بها المعتزلة إلى عناصر الواقع الذي نشأت فيه"(63).

كان أول أصل من أصول المعتزلة -وهو "المنزلة بين المنزلتين"- ردا على الخوارج الذين قالوا إن صاحب الكبيرة كافر، وعلى المرجئة الذين ذهبوا إلى القول بأن صاحب الكبيرة مؤمن. قالت المعتزلة إن صاحب الكبيرة "لا يكون مؤمنا ولا كافرا ولا منافقا، بل يكون فاسقا"(64). وهذا الفاسق الذي ارتكب كبيرة هو "مخلد في النار لا يخرج عنها أبدا"(65).

أما أصل "العدل"، فقد كان في أساسه ردا على المجبرة الذين لم يثبتوا للإنسان أي إرادة. وتفرعت من هذا الأصل نظريات أخرى مثل نظرية الصلاح والأصلح(66)، والكلام في النبوات والمعجزات(67). قالت المعتزلة للرد على المجبرة: "إن أفعال العباد ليست مخلوقة لهم، وإنما هم المحدثون لها. ولذلك فهم مخيرون بين الفعل والترك"(68).

وكان أصل أو مبدأ "التوحيد" للرد على الثانوية واليهود والنصارى والمجوس(69). قالت المعتزلة إن "الله تعالى واحد لا يشاركه غيره فيما يستحق من الصفات نفيا وإثباتا على الحدالذي يستحقه والإقرار به.."(70). ونفوا التشبيه والتجسيم، فقالوا كما يقول القرآن إن الله "ليس كمثله شيء"(71).

أما أصل "الوعد والوعيد"، فكان ردا على المرجئة الذين حاولوا التقليل من قيمة العمل والعبادات في الإسلام، وقالوا إن مرتكب الكبيرة مسلم سيدخل الجنة "وإن ترك الفرائض وعمل الكبائر"(72). فقالت المعتزلة ردا على ذلك إن الله: "…وعد المطيعين بالثواب، وتوعد العصاة بالعقاب، وإنه يفعل ما وعد به وتوعد عليه لا محالة. ولا يجوز عليه الخلف والكذب"(73).

أما أصل "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فهو في الواقع رد فعل على ما اجتاح المجتمع الإسلامي في أواخر القرن الأول الهجري وأوائل القرن الثاني من فساد وخروج عن الدين)(74).

6 - موقف المعتزلة من بعض آيات القرآن:

كان على المعتزلة أن تواجه كل هذه التيارات الداخلية والأجنبية. وكان على مفكري المعتزلة أن يدخلوا في جدال مع كل من خالفهم، وأن يزيحوا من طريقهم كل ما وقف أمامهم أو تعارض مع أصولهم. وكان من ضمن الصعوبات التي واجهوها ووقفت في طريقهم وتعارضت مع مبادئهم بعض الآيات القرآنية وبعض الأحاديث النبوية. فثمة آيات قرآنية يدل ظاهرها على أن الإنسان مجبر في أعماله، مثل قوله تعالى: "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، ولهم عذاب عظيم"(البقرة: 7). فالمعنى الظاهري لهذه الآية يوحي بالجبر، والمعتزلة لا تؤمن بالجبر، وتقول بحرية إرادة الإنسان. فكان عليهم إذن أن يتأولوا هذه الآية، فقالوا: "لا ختم ولا تغشية… على الحقيقة، إنما هو من باب المجاز…"(75). ولما كان القرآن هو كتاب المسلمين المنزل الذي لا خلاف عليه(76) فيما بينهم على الأقل، فإن المعتزلة قد أولت جميع الآيات التي تتعارض مع مذهبها.

7 - موقف المعتزلة من الأحاديث النبوية:

أما ما يخص الحديث، فإن المعتزلة كانوا مدركين تماما لما دخله من الكثير من الأحاديث الموضوعة. ونظرا لأن تكذيب الحديث وصحته وعدم الإيمان بمضمونه وإسناده كان أمرا لا يدخل في دائرة الإلحاد، أو يعادل من يشكك في القرآن وصحته، فقد مالت المعتزلة إلى رفض كل الأحاديث التي تتعارض مع أصولهم الخمسة، ولم يقبلوا أي حديث لا يتفق والمبادئ التي أعلنوا تمسكهم بها تمسكا شديدا. لقد بدأ الخصام أو النزاع بين المعتزلة وأهل الحديث مبكرا جدا. فكتب التاريخ تحدثنا عن عمرو بن عبيد المعتزلي (توفي سنة 144هـ)(77) الذي أسس هو وواصل بن عطاء (المتوفي سنة 131هـ) مذهب الاعتزال -أنه- أي عمرو بن عبيد- كان أول من قال من المعتزلة بتكذيب بعض الأحاديث. فقد نقل إلينا الذهبي في ميزان الاعتدال أن عمرو بن عبيد عندما ذكر له أحد أحاديث الرسول (صلعم)، قد قال: "لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته، ولو سمعته من زيد بن وهب لما صدقته، ولو سمعت ابن مسعود يقوله ما قبلته، ولو سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول هذا لرددته، ولو سمعت الله يقول هذا لقلت: ليس على هذا أخذت ميثاقنا(78). وسواء أصح هذا الخبر، أم كان موضوعا، فإنه يوحي بتشدد المعتزلة في التعامل مع الأحاديث الموضوعة.

ومن بعد عمرو بن عبيد كانت المعتزلة تميل إلى تحقير أصحاب الحديث والسخرية منهم، وخاصة أن معظم أتباعهم كانوا من العوام، والمعتزلة كما أوضحنا سابقا تستحقر العامة وتهزأ بهم. وكان من مظاهر نظرة المعتزلة الاستحقارية لأصحاب الحديث أن أطلقوا عليهم كما يقول ابن العماد الحنبلي في الجزء الأول من شذرات الذهب لفظ "الحشوية"(79). والحشو هو في الواقع لفظ مرادف لـ"الوضع" أي الكذب في الحديث، ونسب إلى رسول الله (صلعم) ما لم يقله(80).

وكان لابراهيم النظام المعتزلي (توفي سنة 221هـ)(81) مع أصحاب الحديث خلافات كثيرة، يرجع سببها إلى أن النظام لم يقبل أي حديث يتعارض مع أصول المعتزلة. فقد حكى عنه البغدادي في الفرق بين الفرق أنه: "عاب أصحاب الحديث ورواياتهم أحاديث أبي هريرة. وزعم أن أبا هريرة كان أكذب الناس"(82). كما أنه اتهم ابن مسعود بالكذب على رسول الله (صلعم) في حديثه عن انشقاق القمر(83).

وجاء من بعد النظام تلميذه الجاحظ (المتوفي سنة 255هـ)(84) الذي واصل سياسة أستاذه -النظام- في السخرية من أهل الحديث والاستهزاء بهم. فهو يطلق عليهم لفظ "الحشوية" في إحدى رسائله(85)، وفي رسالة أخرى يسميهم "النابتة"(86). وحكى عنه ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث، قائلا: "وذكر الحجر الأسود وأنه كان أبيض، فسوده المشركون، وقد كان يجب أن يبيضه المسلمون حين أسلموا"(87).

وكان أبو موسى المردار (المتوفي سنة 226هـ)(88) الذي يرجع إليه الفضل في انتشار مذهب الاعتزال في بغداد(89) يكفر كل من يقول برؤية الله يوم القيامة، ونحن نعلم أن أهل الحديث كانوا يقرون برؤية الله بالأبصار يوم القيامة(90). يقول ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: "… لأن أصحاب الحديث كلهم مجمعون على أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لا يكون، وعلى أنه خالق الخير والشر، وعلى أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وعلى أن الله تعالى يرى يوم القيامة.."(91). والمعتزلة عندما وضعوا أصل التوحيد فإنهم قالوا إن الله واحد وإنه "ليس كمثله شيء" - ومن هنا فإنهم قالوا بنفي الصفات، فقال أبو الهذيل (المتوفي سنة 235هـ): "إن الباريء تعالى عالم بعلم، وعلمه ذاته، قادر بقدرة، وقدرته ذاته، حي بحياة، وحياته ذاته"(92). كما تفرع من أصل التوحيد عند المعتزلة القول بخلق القرآن، لأن القول بقدم القرآن يؤدي إلى إثبات قديمين، وهذا شرك بالله(93). كذلك نفت المعتزلة رؤية الله يوم القيامة، وقالوا: "لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار" (الأنعام: 103). وتأول الزمخشري المعتزلي في تفسيره الكشاف جميع الآيات التي قد يوحي ظاهرها بإمكانية رؤية الله يوم القيامة، فقال على سبيل المثال في الآية: "وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة"(القيامة:23) إن النظر هنا معناه التوقع والرجاء، فيكون معنى الآية: إنهم [= المؤمنون ] لا يتوقعون النعمة والكرامة، إلا من ربهم، كما كانوا في الدنيا لا يخشون ولا يرجون، إلا إياه"(94).

اختلفت المعتزلة إذن مع أهل الحديث حول مسألة رؤية الله يوم القيامة، وجاء أبو موسى المردار (المتوفي سنة 226هـ)، وكفر أهل الحديث، وكل من قال بجواز رؤية الله يوم القيامة. قال البغدادي في الفرق بين الفرق: "… وزعم المردار أيضا أن من أجاز رؤية الله تعالى بالأبصار بلا كيف، فهو كافر، والشاك في كفره كافر…"(95). وكان هشام بن عمرو الفوطي (المتوفي سنة 226هـ)(96) يذهب مذهبا أكثر تطرفا من مذهب المردار، حيث حكى عنه الشهرستاني في الملل والنحل أنه: "كان يجوز القتل والغيلة على المخالفين لمذهبه، وأخذ أموالهم غصبا وسرقة، لاعتقاد كفرهم، واستباحة دمائهم وأموالهم"(97).

8 - مسألة خلق القرآن: ذروة الصراع بين المعتزلة وأهل الحديث

عندما ظهرت مسألة خلق القرآن، وأصبحت حديث الناس والدولة في الفترة ما بين 218 هجرية إلى 234 هجرية(98) اتخذ الصراع بين المعتزلة وأهل الحديث صورة جديدة. فالمعتزلة لم يكونوا فقط في أوج قوتهم في تلك الأيام، أي في عصر المأمون (198-218هـ)، ثم المعتصم (218-227هـ)، ثم الواثق (227-232هـ)(99)، ولكنهم كانوا أيضا في الواقع كمن يصعد إلى قمة جبل شاهق، ليسقط بعد ذلك إلى السفح والحضيض. لقد كانت هذه السنوات (198-232هـ) تمثل عصر القوة والسيطرة، عصر الازدهار والسلطة في تاريخ المعتزلة، ولكنها أيضا كانت بداية النهاية لهذا المذهب العظيم الذي هو صفحة مشرفة في تاريخ الإسلام.

عندما بدأت مسألة خلق القرآن، وجدنا أن الصراع بين المعتزلة وأهل الحديث -بعد أن كان محصورا في نطاق الاتهامات المتبادلة بين الفريقين حول صحة أو عدم صحة بعض الأحاديث، أو حلول إمكانية رؤية الله بالأبصار يوم القيامة، أو إذا كان هناك عذاب قبر أم لا، إلى آخر هذه الأمور التي اختلف فيها الفريقين- قد تطور واتخذ منحى جديدا، وإذا بالأمور تصل إلى حد أن تأمر المعتزلة بقتل كل من يقول إن القرآن ليس مخلوقا، سواء أكان القائل من أهل الحديث أو من الفقهاء.

لقد بدأت مسألة خلق القرآن تأخذ منحاها الدرامي، عندما كتب المأمون إلى إسحاق بن ابراهيم، رئيس شرطة بغداد، يأمره بامتحان القضاة والمحدثين والشهود في مسألة خلق القرآن(100). ومن يقرأ كتاب المأمون إلى إسحاق بن ابراهيم، يلاحظ بسهولة مدى إيمان المأمون بأصول وتعاليم المعتزلة. فهو يستحقر العامة ويهزأ بهم، تماما كما تفعل المعتزلة، حيث يقول: "… وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظم والسواد الأكبر من حشو الرعية وسفلة العامة، ممن لا نظر له ولا روية… في جميع الأقطار والآفاق -أهل جهالة بالله، وعمى عنه، وضلالة عن حقيقة دينه وتوحيده والإيمان به… لضعف آرائهم، ونقص عقولهم، وجفائهم عن التفكر والتذكر.."(101). وبعد أن كانت أوامر المأمون في خطابه الأول تقضي بامتحان القضاة وأهل الحديث، دون أن يأمر بعقاب من لا يقول بخلق القرآن، وجدنا المأمون يطلب من صاحب شرطته في خطاب آخر أن يقتل اثنين ممن رفضوا القول إن القرآن مخلوق، وهما بشر بن الوليد وابراهيم بن المهدي- إذا أصرا على القول بأن القرآن غير مخلوق(102). كما جاء في كتاب مناقب الإمام أحمد بن حنبل لا بن الجوزي خبر شيخ دمشق عبد الأعلى بن مسهر الغساني (المتوفي سنة 218هـ) الذي سأله المأمون عن القرآن، فأبى أن يقول إن القرآن مخلوق، فدعا المأمون بالسيف، ليضرب عنقه، فلما أبصر ذلك، قال: مخلوق(103).

وجاء المعتصم بعد المأمون، واتبع وصية أخيه المأمون الذي كتب له في وصيته، يقول: "وأبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد [المعتزلي ]لا يفارقك. أشركه في المشورة في كل أمرك. فإنه موضع ذلك"(104) فقرب المعتصم المعتزلة، وسار على سياسة المأمون في نصرة المعتزلة، وامتحان الناس في مسألة خلق القرآن. نعم لم يكن المعتصم محبا للعلم والثقافة مثل أخيه المأمون في نصرة المعتزلة(105)، بيد أن هذا لم يمنعه من مواصلة امتحان الفقهاء والمحدثين في مسألة خلق القرآن. فكان نعيم بن حماد (المتوفي سنة 228هـ) ممن امتحنوا في عصر المعتصم. وكان قد أحضر من مصر خصيصا لهذا. فلما امتنع عن القول بأن القرآن مخلوق، حبس بسامرا، ولم يلبث أن مات في سجنه(106).

أما الشخصية التي يرتبط تاريخ شهرتها في الإسلام بالخليفة المعتصم، فهي شخصية أحمد ابن حنبل (164-241هـ)(107) الذي أصبح إمام المحدثين في عصره(108)، فارتبط اسمه بأهل الحديث، وأمسى تعبير "أهل الحديث" ولفظ "الحنابلة" شبه متطابقين(109). وقصة ابن حنبل مع مسألة خلق القرآن تعود إلى عصر الخليفة المأمون الذي كان قد طلب من صاحب الشرطة في بغداد -إسحاق بن ابراهيم- أن يمتحن الفقهاء والمحدثين في مسالة خلق القرآن. فجمع إسحاق بن ابراهيم عددا كبيرا من المحدثين والفقهاء، كان من بينهم ابن حنبل، وامتحنهم كما أمره أمير المؤمنين في خلق القرآن. فكان أحمد بن حنبل من ضمن هؤلاء الذين رفضوا القول بأن القرآن مخلوق. فلما كتب إسحاق بن ابراهيم للمأمون بذلك، كان جوابه لإسحاق هو: "أما أحمد بن حنبل وما تكتب عنه، فأعلمه أن أمير المؤمنين قد عرف فحوى تلك المقالة وسبيله فيها، واستدل على جهله وآفته"(110). واتهام المأمون لابن حنبل بالجهل هو في الواقع ليس مجرد اتهام شخص لآخر بالجهل، ولكنه يعود إلى الرأي الذي سبق أن عبر عنه واصل بن عطاء وثمامة والجاحظ أن العامة جاهلة، وأن أهل الحديث مثلهم كمثل العامة لا يقدرون على التفكير، ولا يستخدمون عقولهم.

حال موت المأمون دون إحضار ابن حنبل إلى مقر أمير المؤمنين، ليختبره بنفسه. ولكن المعتصم الذي سار على نهج أخيه المأمون أمر بإحضار ابن حنبل واختبره بنفسه-هو والمعتزلي ابن أبي دؤاد وبعض مفكري المعتزلة الآخرين. استمرت المناظرة أربعة أيام، وابن حنبل يصر على عدم القول بخلق القرآن(111). قال الجاحظ: "فعرف الخليفة كذبه عند المسألة، كما عرف عنوده عند الحجة"(112). وقال ابن أبي دؤاد للمعتصم: "يا أمير المؤمنين، إنه ضال مضل مبتدع"(113). فأمر المعتصم أن يضرب بالسياط، فضرب إلى أن أغمي عليه. ويذكر الدميري أن ابن أبي دؤاد ومحمد بن عبد الملك الزيات قد قالا للمعتصم: "اقتله ودمه في أعناقنا"(114). ولكن المعتصم لم يقتله، إما خوفا من عامة الشعب الذين كانوا يتعاطفون مع ابن حنبل ويعتبرونه بطلا، أو كما يقول أحمد أمين: "إن المعتصم أعجب بشجاعته وثباته على ما يعتقد أنه الحق.. وكان المعتصم شجاعا يحب الشجعان. هذا إلى أنه قرأ في وجهه أنه ليس بمنافق يريد التظاهر بالورع، بل قرأ فيه أنه يتكلم عن عقيدة.."(115). وإذا كان المعتصم لم يقتل ابن حنبل، بصرف النظر عن دوافعه إلى ذلك، فإنه قد أمر بضربه بالسياط، كما أنه لطمه بيده، وكان معروفا عن المعتصم أنه ذو باس وقوة(116)، فخر ابن حنبل مغشيا عليه(117). هذا بالإضافة إلى ما جاء في كتاب مناقب ابن حنبل أنهم "كانوا قد هولوا عليه، وضربوا عنقي رجلين قبله"(118).

وينتمي إلى هذه الحقبة التاريخية رسالة الجاحظ المشهورة المسماة برسالة في خلق القرآن، وهي في الواقع رسالة في الاستهزاء بابن حنبل وأصحاب الحديث، والانتصار لمذهب المعتزلة وأصولهم الخمسة. ولعل أهم ما يستحق الذكر هنا، بجانب سخرية الجاحظ من ابن حنبل، أنه رد على ما كان الحنابلة يقولونه على ما يبدو في ذلك الوقت للمعتزلة: "إن معنا العامة، والعباد، والفقهاء، وأصحاب الحديث، وليس معهم [= المعتزلة]، إلا أصحاب الأهواء"(119). فانظر كيف كان رد الجاحظ ردا معتزليا خالصا، ألا وهو تحقيرهم للعامة ردا على كلام الحنابلة: "… والذين سموهم أصحاب أهواء، هم المتكلمون [وعلى رأسهم المعتزلة]، والمصلحون، والمستصلحون، والمميزون. وأصحاب الحديث والعوام هم الذين يقلدون ولا يحصلون ولا يتخيرون-والتقليد مرغوب عنه في حجة العقل، منهي عنه في القرآن.."(120).

جاء الواثق بعد موت المعتصم سنة 227هـ، وكان كما يقول المسعودي: "واسع المعرفة… وسلك في المذهب مذهب أبيه [المعتصم ]، وعمه [المأمون ] من القول بالعدل [= أي بالاعتزال ]"(121). ويذكر المسعودي بعد ذلك أن الواثق قد قرب المعتزلين ابن أبي دؤاد وابن الزيات إليه، حيث يقول: "وغلب عليه [= على الواثق ] أحمد بن أبي دؤاد ومحمد بن عبد الملك الزيات. فكان لا يصدر، إلا عن رأيهما، ولا يعتب عليهما فيما رأياه. وقلدهما الأمر، وفوض إليهما ملكه"(122). وبصرف النظر عن أن ابن أبي دؤاد وابن الزيات كانا عدوين لدودين، يكره كل منهما الآخر(123)، إلا أن كلا منهما كان معتزليا صرفا مخلصا لمباديء المعتزلة وأصولها، مظهرا لأهل الحديث العداوة والشدة. لما تولى الواثق الخلافة، وكان كما ذكرنا مخلصا للمعتزلة، مستحقرا لأصحاب الحديث والعامة، قرر أن يواصل امتحان الفقهاء وخاصة أن أتباعه من جماهير الشعب كانوا يتكاثرون كل يوم(124). أو ربما لأنه كان حذرا من "قواد خرسان، وكان عم أحمد [بن حنبل ] فيهم"(125). أو ربما لأنه كان قد بدأ يمل من هذه المحنة، ويسأم من كثرة الذين قتلوا بسببها(126).

والخليفة الواثق، وإن لم يقدم على قتل ابن حنبل، وقال له: "لا تساكني بأرض"(127)، إلا أنه كان متطرفا جدا في اختباره عامة الشعب في مسألة خلق القرآن. لقد كان الواثق قاسيا إلى أبعد الحدود في معاملته لمن لا يقول بخلق القرآن. وسنكتفي هنا بذكر مثلين مشهورين، يوضحان مدى تطرف الواثق، وشدته كمعتزلي في معاملة أهل الحديث، وكل من ذهب مذهبهم. والمثلان ذكرهما الطبري في تاريخه ضمن أحداث سنة 231 هجرية. أما المثل الأول، فهو خبر الفداء بين المسلمين والروم. فقد ذكر الطبري أن الواثق أمر بامتحان الأسرى المسلمين الذين وقعوا في يد الروم، فمن قال منهم بخلق القرآن، وعدم رؤية الله يوم القيامة، فودي به-"ومن لم يقل ذلك، ترك في أيدي الروم"(128). والحادثة تدل على مدى تعصب الواثق لمذهب الاعتزال، والحد الذي وصلت إليه الأمور من محاولة فرض مذهب الاعتزال على عامة الشعب. أما المثل الثاني، فهو قصة قتل الواثق لأحمد بن نصر الخزاعي. فقد كان أحمد بن نصر هذا من هؤلاء الذين يقولون بأن القرآن غير مخلوق، وبأن الله تعالى سيرى يوم القيامة بالابصار. والأكثر من ذلك أنه كان يهزأ بالواثق، فيقول عنه: "هذا الخنزير-أو قال: هذا الكافر"(129). فلما قبض عليه، وسأله الواثق عن القرآن والرؤية، رد عليه بما ينافي عقيدة المعتزلة. وعندما سأل الواثق أصحابه من المعتزلة: "ما تقولون فيه؟"- إذا بأحد المعتزلة يقول: "اسقني دمه، يا أمير المؤمنين!"(130). وقال بقية الحاضرين بوجوب قتله. فما كان من الواثق، إلا أن قام إليه، وقتله بنفسه(131). ثم إن رأسه علقت في الجانب الشرقي من بغداد، وكتب في أذنه رقعة ورد فيها: "هذا رأس الكافر المشرك الضال… ممن قتله الله على يدي… الواثق بالله… بعد أن أقام عليه الحجة في خلق القرآن ونفي التشبيه… وأن أمير المؤمنين سأله في ذلك، فأقر بالتشبيه وتكلم بالكفر. فاستحل بذلك أمير المؤمنين دمه، ولعنه"(132). وهذا الحادث يوضح لنا أن النزاع بين المعتزلة وأهل الحديث قد وصل ذروته، وأن المعتزلة قد استغلوا السلطة استغلالا واسعا، لمحاربة أهل الحديث والنيل منهم. على أن المعتزلة، كما أوضحنا سابقا، لم تكن تعيش في أوج قوتها، أو في عصرها الذهبي فحسب، ولكن أيضا في بداية نهايتها كمذهب له قوته وأصحابه الذين ينتصرون له. فبانتهاء عصر الواثق سنة 232هـ انتهى في الواقع الهجوم المعتزلي على أهل الحديث، وفقدت المعتزلة أسلحتها التي كانت تضرب بها أهل الحديث. وبدأ أصحاب الحديث وأتباعهم مع بداية حكم المتوكل ينظمون صفوفهم، لينتقموا من أعدائهم اللداد المعتزلة. نعم إن الاعتزال لم يختف بمجرد تولي المتوكل للخلافة، وصحيح أن القرن الثالث الهجري قد شهد ظهور بعض عظماء المعتزلة، مثل أبي علي الجبائي (المتوفي سنة 330هـ)، والخياط (المتوفي سنة 300 هـ)، والبلخي (المتوفي سنة 319هـ). ثم جاء القرن الرابع الهجري، فشهد ظهور القاضي عبد الجبار (المتوفي سنة 415هـ)، وفي القرن الخامس جاء الزمخشري (المتوفي سنة 538هـ) والذي يعتبر آخر عمالقة المعتزلة (133). كما كان هناك الحاكم الجشمي (المتوفي سنة 494هـ) -أستاذ الزمخشري- والذي لم ينل بعد من الباحثين العناية الكافية-وقد كتب الباحث عدنان زرزور كتابا محترما عن الحاكم الجشمي بعنوان: الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، ذهب فيه إلى أن أثر الحاكم على الزمخشري في طريقة تفسير القرآن كان عظيما، وأن الزمخشري قد "نال في التاريخ مكانة لا يستحقها"(134).

كان هؤلاء العظماء من مفكري المعتزلة الذين جاؤوا بعد سنة 232هـ، وهي السنة التي تولى المتوكل فيها مقاليد الحكم، وحتى مجيء آخر عظيم منهم، وهو الزمخشري (المتوفي سنة 538هـ) كانوا جميعا يعيشون في مرحلة الدفاع، الدفاع عن المعتزلة وعن الدور الذي لعبوه في الدفاع عن الإسلام، وفي محاربة الجهل والتخاريف التي كانت متفشية في عامة الشعب. وقد أطلق المستشرق وات على الفترة ما بين تولي المتوكل الخلافة وحتى موت أبي هاشم المعتزلي (321هـ) اسم العصر الفضي للمعتزلة، حيث فقدت المعتزلة مساندة السلطة، وانصرف مفكرو المعتزلة يشرحون مذهبهم، ويدافعون عن آرائهم، ويوضحون عقيدتهم. ولكنهم لم يبدعوا كما أبدع أسلافهم، ولم يفتحوا أبوابا جديدة للبحث كما كان الحال في عصر النظام والجاحظ (135). والملاحظ على كبار المعتزلة الذين عاشوا بعد انتهاء العصر الذهبي لهم أنهم كانوا -كما أوضحنا سابقا- يفتخرون بانتمائهم إلى المعتزلة، ويذكرون أن فكرهم ومبادئهم لا تفهمها ولا تقدرها العامة، ولهذا السبب فإن العامة ليست معهم، لأنها أضعف من أن تفهم أفكارهم ومبادئهم وثقافتهم الرفيعة المستوى. أما خاصة الناس وصفوتهم من العلماء، فإن معظمهم يعتنق مذهب الاعتزال(136).

والجدير بالملاحظة هنا أنه بينما كانت المعتزلة تفخر بأن العامة ليسوا من أنصارهم، كان أصحاب الحديث يفتخرون بأن العوام من أتباعهم(137). ثم إن الأشعرية قد نالت هي الأخرى حظها من هجوم الحنابلة، عندما كان الحنابلة يشنون عليهم الهجمات الشديدة، قبل أن تحدث عملية الاندماج بين الأشعرية والحنابلة(138). فإننا نجد أن الحنابلة يشنعون على الأشعرية بنفس ما كان أهل الحديث يقولونه للمعتزلة بإن أكثر العوام لا يتبعون مذهبهم [= مذهب الاعتزال ]، فلما وجه الحنابلة الادعاء نفسه إلى الأشاعرة، كان رد الأشاعرة مثل رد المعتزلة تماما، حيث قالوا على لسان ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: "فإن قيل إن الجم الغفير في سائر الأزمان، وأكثر العامة في جميع البلدان لا يقتدون بالأشعري، ولا يقلدون ولا يرون مذهبه، ولا يعتقدونه، وهم السواد الأعظم، وسبيلهم السبيل الأقوم، قيل: لا عبرة بكثرة العوام، ولا التفات إلى الجهال الاغتام، وإنما الاعتبار بأرباب العلم، والاقتداء بأصحاب البصيرة والفهم، وأولئك في أصحابه أكثر ممن في سواهم، ولهم الفضل والتقدم على من عداهم.."(139). والآن وبعد أن استعرضنا بعض نماذج الهجوم المعتزلي على أهل الحديث، فلننتقل إلى استعراض بعض نماذج وأوجه الهجوم المضاد الذي قاده أهل الحديث ضد المعتزلة.

9 - انتقام الحنابلة من المعتزلة: رد الصاع صاعين

لعل أول ما يجب ملاحظته في هذا السياق هو أن أحد الأمور التي أقدم عليها المعتزلة، وأثارت سخط العامة وأصحاب الحديث منهم، كان نقدهم للصحابة. فنحن نعلم أن واصل بن عطاء لا يجوز قبول شهادة علي بن أبي طالب(140)، وعمرو بن عبيد يسب أبا هريرة(141)، والنظام يهاجم أبا بكر لأنه تردد في تفسير آية قرآنية، ثم أعطى رأيه فيها، وهو "رأي لا يدري صاحبه لعله فيه مخطىء"(142). وعاب النظام على عمر بن الخطاب تصرفه يوم الحديبية، فقال: "…إنه شك يوم الحديبية في دينه، وشك يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم"(143). وعاب النظام أيضا على عثمان بن عفان أنه آوى الحكم بن العاص إلى المدينة، وهو طريد رسول الله -وأنه استعمل الوليد بن عقبة على الكوفة، "حتى صلى بالناس وهو سكران"(144). و"ذكر قول علي -كرم الله وجهه- حين سئل عن بقرة قتلت حمارا، فقال: أقول فيها برأيي. ثم قال بجهله- من هو حتى يقضي برأيه"(145). واتهم النظام أيضا ابن مسعود بالكذب(146)،  "وزعم أن أبا هريرة كان أكذب الناس"(147)، إلى آخر هذه الانتقادات التي وجهها المعتزلة إلى الصحابة وأهل الحديث(148).

كان نقد المعتزلة لصحابة رسول الله (صلعم) ورقة رابحة استغلها قادة وأئمة أهل الحديث، لتقليب العامة على المعتزلة. وقد سار هجوم الحنابلة وأهل الحديث على المعتزلة والمتكلمين في طريقين متوازيين. الطريق الأول هو أن الحنابلة وأصحاب الحديث قد قالوا بتكفير المعتزلة وأصحاب الكلام، تماما كما كفرت المعتزلة من قبل الحنابلة وأصحاب الحديث. والطريق الثاني هو أن أصول ومبادىء الحنابلة في معظمها ما هي إلا رد فعل لأصول ومبادىء المعتزلة، أو بالأصح هي نقيض فلسفة الاعتزال. لقد أراد الحنابلة أن يعبروا عن سخطهم على المعتزلة، وغضبهم الشديد منهم، فتطرفوا في ذلك تطرفا شديدا. فكل ما ذهبت إليه المعتزلة كفر وإلحاد، وكل ما خالف أصول المعتزلة ومبادئهم هو الإسلام في صورته الصحيحة وهيئته النقية.

وقبل أن نفصل القول في هجوم الحنابلة على المعتزلة، علينا أن نذكر في هذا السياق ملاحظتين هامتين. الملاحظة الأولى هي أن علم الكلام الذي وضعت المعتزلة أسسه لم يوفر للكثير ممن اشتغلوا به السعادة المنشودة، ولا الإيمان المطلوب. ويبدو أن الاشتغال بالكلام والفلسفة قد أدى إلى إماتة القلب وإضعاف إيمان المرء بربه(149). ولعل أفضل ما يوضح لنا هذا الرأي ما ذكرته كتب التاريخ عن الجويني (419-478هـ)(150) -أستاذ الغزالي المعروف- أنه قال: "يا أصحابنا، لا تشتغلوا بالكلام. فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ، ما اشتغلت به. وقال عند موته: لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه. والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته، فالويل لابن الجويني. وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي. أو قال: على عقيدة عجائز أهل نيسابور"(151). ويبدو أن علم الكلام قد أدى بالكثيرين ممن اشتغلوا به إلى الحيرة والقلق وعدم الإيمان. فمن ذلك ما حكاه أحد المشتغلين بعلم الكلام، حيث يقول: "اضطجع على فراشي، وأضع الملحفة على وجهي، وأقابل بين حجج هؤلاء وهؤلاء، حتى يطلع الفجر، ولم يترجح عندي منها شيء…"(152).

أما الملاحظة الثانية، فتتعلق بسلوك الفرق والمدارس المختلفة في الإسلام تجاه بعضها البعض. فنحن نلاحظ أن هناك ميلا غريبا لدى معظم الفرق والمدارس المتباينة في الإسلام إلى تكفير بعضها بعضا. فالخوارج قد كفروا مرتكب الكبيرة، ثم كان من المفارقات الغربية حقا أن الحجاج بن يوسف (المتوفي سنة 95هـ)(153) في حروبه مع الخوارج كان لا يفرج عن أسرى الخوارج، قبل أن يعلنوا أنهم أنفسهم كفرة!(154). ثم ظهرت المعتزلة، فوجدناهم أيضا يكفرون مخالفيهم وكل من ذهب مذهبا غير مذهبهم. فلا عجب إذن أن يهب الحنابلة وأهل الحديث للدفاع عن أنفسهم، بل وشن الهجمات على من كفرهم-وهم المعتزلة. فإذا كانت المعتزلة تقول إن الحنابلة كفرة، فعلى الحنابلة أن يكفروا المعتزلة، ويردوا الصاع صاعين. قال الجاحظ في رسالته خلق القرآن موجها الكلام إلى الحنابلة وأصحاب الحديث: "وعبتم علينا إكفارنا إياكم… وأنتم أسرع الناس إلى إكفارنا"(155). ويحكي ابن الأثير أن العامة قد سمت الواثق "كافرا" لما تشدد في مسألة خلق القرآن(156). وجاء المتوكل بعد الواثق، وكان فاسقا يحب الضحك والشراب(157)، إلا أن عامة الشعب كانت على استعداد لأن تغفر له أعظم الكبائر في مقابل قيامه برفع المحنة، وإنهاء الجدل والنقاش في موضوع خلق القرآن(158). يقول أحمد أمين متحدثا عن المتوكل: "ومع أنه من أظلم الخلفاء، فقد مدحه أهل السنة، واغتفروا له سوء فعاله، لرفعه المحنة. ورأى كثير من المحدثين رؤى في المنام تذكر أن الله غفر له"(159).

وجد الحنابلة في خلافة المتوكل فرصة ذهبية للثأر من المعتزلة الذين أذاقوهم ويلات العذاب في أيام المأمون والمعتصم والواثق. فأعلنوا إن كل من يقول: إن القرآن مخلوق، فهو كافر. يقول شاعرهم: "لا والذي رفع السماء بلا عماد للنظر -ما قال قائل في القرآن بخلقه، إلا كفر- لكن كلام الله منزل من عند خلاق البشر"(160). كان على الحنابلة في هجومهم على المعتزلة والمتكلمين أن يستشهدوا بأقوال الفقهاء والعلماء الذين ذموا الكلام، وأنكروا الاشتغال به. فذكروا أن أبا حنيفة(80-150هـ) قد قال في ذم الكلام: "كنت رجلا أعطيت جدلا في الكلام. فمضى دهر، فيه أتردد، وبه أخاصم، وعنه أناضل. وكان أصحاب الخصومات والجدل أكثرها بالبصرة. فدخلت البصرة نيفا وعشرين مرة، منها ما أقيم سنة وأقل وأكثر. وكنت قد نازعت طبقات الخوارج من الأباضية والصفرية وغيرهم… وكنت أعد الكلام أفضل العلوم. ثم علمت أنه لو كان فيه خير، لتعاطاه السلف الصالح. فهجرته"(161). وذهب أبو حنيفة إلى القول بأن الصلاة لا تجوز خلف المتكلمين(162). وجاء أبو يوسف (113-182هـ) بعد أبي حنيفة، وكان من أقرب تلامذته إليه، فقال لبشر المريسي(163) الفقيه الحنفي المتكلم المرجيء: "العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم"(164). وحكي عنه أيضا أنه قال: "من طلب العلم بالكلام، تزندق. ومن طلب المال بالكيمياء، أفلس. ومن طلب غريب الحديث، فقد كذب"(165). قال الغزالي في إحياء علوم الدين: "إلى التحريم [= تحريم الاشتغال بعلم الكلام ] ذهب الشافعي ومالك وأحمد بن حنبل وسفيان وجميع أهل الحديث من السلف"(166). أما مالك بن أنس (المتوفي سنة 179هـ)، فقد حكي عنه أنه قال: "لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء. فقال بعض أصحابه في تأويل ذلك: إنه أراد بأهل الأهواء أهل الكلام على أي مذهب كانوا"(167). والإمام الشافعي (150-204هـ) الذي كان على صلة بأحمد بن حنبل(168) نقل الدميري عنه في حياة الحيوان الكبرى قوله: "لو يعلم الناس ما في علم الكلام من الأهواء، لفروا منه فرارهم من الأسد"(169). وذكر الغزالي في الإحياء قول الشافعي: "إذا سمعت الرجل يقول الاسم هم المسمى أو غير المسمى، فاشهد بأنه من أهل الكلام، ولا دين له"(170).

أما ابن حنبل نفسه -وهو الذي ذاق ويلات العذاب على يد المعتزلة الذين كفروه واستهزأوا به واتهموه بالكذب والكفر- فقد قال: "علماء الكلام زنادقة"(171). ونقل الغزالي عنه قوله: "لا يفلح صاحب الكلام أبدا"(172). وجاء في تاريخ بغداد: "سأل أحدهم أحمد بن حنبل عمن يقول القرآن مخلوق، فقال: كافر. قال: فابن أبي دؤاد [ المعتزلي ]..؟ قال: كافر بالله العظيم.."(173). وحكى الغزالي في المنقذ من الضلال أن أحمد بن حنبل قد أنكر "على الحارث المحاسبي (رحمهما الله) تصنيفه في الرد على المعتزلة. فقال الحارث: الرد على البدعة فرض. فقال أحمد: نعم، ولكن حكيت شبهتهم أولا، ثم أجبت عنها. فلم تأمن أن يطالع الشبهة من يعلق ذلك بفهمه، ولا يلتفت إلى الجواب، أو ينظر في الجواب، ولا يفهم كنهه"(174).

وكان أيضا من آثار ونتائج الهجوم الحنبلي على المعتزلة ما لاحظه جولدتسيهر أنه: "كان على النساخ المحترفين ببغداد سنة 277هـ أن يقسموا بأنهم لن يشتغلوا بانتساخ أي كتاب في الفلسفة… وكان هذا القرار يشمل كتب الكلام أيضا"(175). كذلك لاحظ جولدتسيهر "ما شعر به الكندي الفيلسوف من قلق وخوف، بعد عودة سلطان أهل السنة في عهد المتوكل"(176). والواقع أن مكتبة الكندي قد نهبت في عصر المتوكل(177)، وأصيب هذا الفيلسوف الذي كان متأثرا بالمعتزلة على حد كبير "بنكسة في أوضاعه الخاصة"(178).

إذا انتقلنا إلى الشطر الثاني من هجوم الحنابلة على المعتزلة، فسنلاحظ -كما ذكرنا سالفا- أن معظم معتقدات الحنابلة وأفكارهم ما هي إلا رد على مبادىء وأصول المعتزلة. وكما أشرنا سابقا فإن من يتأمل كيف تبلورت معتقدات الحنابلة، لا يمكنه أن ينكر الانطباع بأن الحنابلة الذين قاسوا وتعذبوا كثيرا على أيدي المعتزلة أرادوا أن يعبروا عن سخطهم وغضبهم على المعتزلة، وعلى كل ما هو معتزلي. لقد أصيبوا بما يشبه العقدة النفسية تجاه المعتزلة، فأصبح كل شيء معتزلي، أو فيه رائحة الاعتزال، مكروها غير محبب إلى نفوسهم. وكل شيء خالف المعتزلة وأصولهم، هو العقيدة الصحيحة والإسلام الحق. ولنذكر هنا بعض الأمثلة على ذلك، قبل أن ننتقل إلى النقطة التالية في بحثنا.

أولا: ذمت المعتزلة التقليد(179)، فقالت الحنابلة بوجوبه(180). ثانيا: قال المعتزلي أبو الهذيل العلاف بفناء الجنة والنار(181)، فقالت الحنابلة بعدم فنائهما(182). ثالثا: انتقد ابراهيم النظام المعتزلي الخلفاء الراشدين وصحابة رسول الله (صلعم)(183)، فردت الحنابلة بعدم وجوب ذكر عيوب الخلفاء الراشدين أو صحابة الرسول (صلعم)(184). رابعا: نفت المعتزلة الشفاعة(185)، فقالت الحنابلة إنها حق(186). خامسا: قالت المعتزلة بعدم إمكانية عذاب القبر الجسمي(187)، فأقرت الحنابلة بصحته(188). سادسا: قالت المعتزلة إن القرآن مخلوق(189)، فردت الحنابلة أنه غير مخلوق(190). سابعا: قالت المعتزلة إن الله لا يريد الشر والمعاصي من العباد(191)، فكان رد الحنابلة إن الشر والخير جميعا من عند الله(192). ثامنا: نفت المعتزلة رؤية الله بالأبصار يوم القيامة(193)، فقالت الحنابلة إن المسلمين سيرون الله في الجنة يوم القيامة(194). تاسعا: قالت المعتزلة إن الله "ليس كمثله شيء" (الشورى:11)(195)، فردت الحنابلة بأن: "الشيء الذي لا كالأشياء، قد عرف أهل العقل أنه لا شيء"(196). عاشرا: قالت المعتزلة: "إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، لأن الكلام لا يكون، إلا بجارحة. والجوارح عن الله منفية"(197). فردت الحنابلة بأن الله يتكلم، لأن الكلام من صفات الحياة. ومن يقل إن الله لا يتكلم، فهو يشبه الله بالأصنام، "لأن الأصنام لا تتكلم ولا تتحرك، ولا تزول من مكان إلى مكان"(198).

وفي ختام حديثنا عن الصراع بين المعتزلة والحنابلة، ينبغي أن نذكر أن موقف الحنابلة من المعتزلة قد يكون تعبيرا عن رفض إدخال الفلسفة في الدين، والميل إلى تبسيطه -وخاصة أن العامة لا يمكنها -كما قلنا سابقا- أن تعلو وتسمو إلى مستوى الفلاسفة والمتكلمين. ويمكننا بصفة عامة أن نقول إن معظم عقائد الحنابلة ما هي إلا تعبير عن سخطهم وغضبهم من المعتزلة، لما ذاقوه على أيديهم من سوء العذاب في أيام حكم المأمون والمعتصم والواثق.

 


هوامش:

1 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، الجزء الثاني، دار الكتاب العربي، الطبعة العاشرة، بيروت بدون تاريخ، ص106.

2 - أحمد أمين، فجر الإسلام، دار الكتاب العربي، الطبعة الحادية عشرة، بيروت 1979، ص221.

3 - الإمام الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري، كتاب معرفة علوم الحديث، اعتنى بنشره وتصحيحه والتعليق عليه مع ترجمة المصنف الأستاذ الدكتور السيد معظم حسين، ام-اى،دى-فل (أكسن) رئيس الشعبة العربية والإسلامية بجامعة دكة بنغاله، منشورات المكتب التجاري للطابعة والتوزيع والنشر،بيروت بدون تاريخ، ص22 وما بعدها.

4 - أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري، الفصل في الملل والأهواء والنحل، الجزء الرابع، دار المعرفة، بيروت 1983، ص138.

5 - اجناتس جولدتسيهر، العقيدة والشريعة في الإسلام، تاريخ التطور العقدي والتشريعي في الديانة الإسلامية، نقله إلى العربية وعلق عليه: محمد يوسف موسى وعبد العزيز عبد الحق وعلي حسن عبد القادر، دار الرائد العربي، بيروت بدون تاريخ، (طبعة مصورة عن طبعة دار الكتاب المصري بتاريخ فبراير 1946)، ص41.

ـ وقارن هنا ما أورده حسين أحمد أمين، دليل المسلم الحزين، دار الشروق، القاهرة 1983، ص50.

6 - أحمد أمين، فجر الإسلام، ص212 وما بعدها.

ـ راجع ما قال وات عن عملية وضع الأحاديث وخاصة في العصر العباسي، في: W.M. Watt, Islamic Philosophy and Theology, Edinburgh 1962، ص 72 وما بعدها.

ـ انظر أيضا: حسين أحمد أمين، دليل المسلم الحزين، ص48 وما بعدها.

7 - آدم متز، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري - أو عصر النهضة في الإسلام، ترجمة محمد عبد الهادي أبي ريدة، مكتبة الخانجي (القاهرة) ودار الكتاب العربي، بيروت 1967، ج2، ص111.

8 - أحمد أمين، فجر الإسلام، ص161.

ـ الإمام أبو حامد بن محمد الغزالي، إحياء علوم الدين، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة بدون تاريخ، ج1، ص34 وما بعدها.

9 - جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي البغدادي، نقد العلم والعلماء أو تلبيس إبليس، إدارة الطباعة المنيرية، القاهرة بدون تاريخ، ص120.

10 - آدم متز، ج1، ص367-368.

11 - جولدتسيهر: Ignaz Goldziher, Muhammedanische Studien, Hildesheim 1961, 2.Teil, S.169.

ـ آدم متز، ج2، ص155.

12 - حسين أحمد أمين، دليل المسلم الحزين، ص55.

13 - جاء في كتاب المعتزلة بين الفكر والعمل نقلا عن الأغاني، ج3، ص24: "حكى صاحب الأغاني أن عبد الكريم بن أبي العوجاء كان يفسد الأحداث بالبصرة. فقال له عمرو بن عبيد: قد بلغني أنك تخلو بالحدث من أحداثنا، فتفسده وتدخله في دينك. فإن خرجت من مصرنا، وإلا قمت فيك مقاما آتي فيه على نفسك. فلحق بالكوفة، فدل عليه محمد بن سليمان، فقتله وصلبه بها".

ـ انظر: عبد المجيد النجار، (واقعية المعتزلة)، في:علي الشابي وأبو لبابة حسين وعبد المجيد النجار، المعتزلة بين الفكر والعمل، الشركة التونسية للتوزيع، تونس 1979، ص57.

ـ انظرأيضا: أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص66.

ـ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحذير الخواص من أكاذيب القصاص، مكتبة عبد الواحد التازي، القاهرة 1351هـ، ص56.

ـ انظر القصة نفسها في: فيليب حتي، صانعو التاريخ العربي، ترجمة أنيس فريحة، دار الثقافة، بيروت 1980، ص244.

14 - زهدي جار الله، المعتزلة، مطبعة مصر، القاهرة 1947، ص36.

15 - الأمير أبو سعيد نشوان الحميري، الحور العين، حققه وضبطه وعلق حواشيه ووضع فهارسه كمال مصطفى، مكتبة الخانجي بمصر، ومكتبة المثنى ببغداد، مطبعة السعادة، القاهرة 1948، ص206.

16 - أبو السعد المحسن بن محمد كرامة الجشمي البيهقي، الطبقتان الحادية عشرة والثانية عشرة من كتاب شرح العيون، في: أبو القاسم البلخي والقاضي عبد الجبار والحاكم الجشمي، فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، تحقيق فؤاد سيد، الدار التونسية للنشر، تونس 1974، ص391.

ـ انظر أيضا: محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت (الطبعة الثانية) 1979، ص240.

17 - يقول أحمد أمين: "كان أهم عصر في تاريخ المعتزلة من سنة 100 إلى سنة 255هـ". انظر: أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص90.

18 - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، الحيوان، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مكتبة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الثانية، القاهرة 1966، ج4، ص206.

ـ راجع أيضا: أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص126.

19 - انظر ترجمته في كتاب فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، ص296 وما بعدها.

ـ وانظر أيضا: مقدمة نيبرج لـ:كتاب الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، تاليف أبي الحسين عبد الرحيم بن محمد بن عثمان الخياط المعتزلي، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة 1925، ص19، حيث يقول عن تاريخ وفاة الخياط: "…فالحاصل من ذلك أن الخياط عاش في النصف الثاني من القرن الثالث، وتوفي بعد سنة 300هـ بقليل".

20 - الخياط، كتاب الانتصار، ص7، 50، 72.

21 - انظر: أحمد أمين، ظهر الإسلام، ج4، ص52-53.

ـ وكان محمد بن وشاح الريني (المتوفي سنة 463هـ) يقول: أنا معتزلي ابن معتزلي. ويروي السبكي أن أبا يوسف عبد السلام القزويني(393-488هـ) كان فخورا بالاعتزال، يتظاهر به، حتى على باب نظام الملك الوزير السلجوقي الأشعري، فيقول لمن يستأذن عليه: قل أبو يوسف القزويني المعتزلي. انظر: زهدي جار الله، المعتزلة، ص209.

22 - محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم، ص 245.

ـ الجاحظ، الحيوان، ج1، ص216.

23 - الجاحظ، الحيوان، ج1، ص216-217.

24 - عبد القاهر بن طاهر البغدادي، الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الخامسة 1982، ص158-159.

25 - الجاحظ، البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي بمصر، الطبعة الرابعة، القاهرة 1975، ج1، ص139.

26 - آدم متز، الحضارة الإسلامية، ج1، ص375.

27 - المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، طبعة بريل 1906، ص41.

ـ أحمد أمين، ظهر الإسلام، ج2، ص51.

ـ ورد هذا القول أيضا في آدم متز، ج1، ص275 على لسان المقدسي.

28 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص89.

29 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص243.

30 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص225.

ـ انظر أيضا: أحمد محمد الحوفي، الجاحظ، دار المعارف، القاهرة، 1980، ص128-129.

31 - الحوفي، الجاحظ، ص47.

32 - الشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، الغيث المسجم في شرح لامية العرب، دار الكتب العلمية، بيروت 1990 (الطبعة الثانية)، المجلد الثاني، ص55.

ـ أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص71.

ـ انظر: ابن قتيبة، تأويل مختلف الحديث، ص55.

ـ وات، إسلام 2، تحت كلمة حشوية: W.Montgomery Watt und Michael Marmura, Der Islam, II, Verlag W. Kohlhammer, Stuttgart, Berlin, Koeln, Mainz, 1985.

ـ راجع: وات، Islamic Philosophy and Theology، ص79.

33 - أحمد أمين، ظهر الإسلام، ج4، ص62.

34 - محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم، ص221.

35 - انظر قول النظام في الكتب: الجاحظ، الحيوان، ج2، ص154.

ـ محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم، ص222.

ـ أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص117.

36 - الجاحظ، الحيوان، ج2، ص134.

37 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص13، وأيضا ص192، حيث يقول: "إلى الآن لم يخلق الله أمة كلها فلاسفة..".

38 - فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، ص393.

ـ يقول محمد عمارة: "لقد كان المتكلمون يمثلون الخاصة بالنسبة للعامة، وكان المعتزلة خاصة المتكلمين". انظر: محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم، ص222.

ـ قارن أيضا رأي آدم متز في المعتزلة، في: عبد الأمير الأعسم، ابن الريوندي في المراجع العربية الحديثة، المجلد الثاني، دار الآفاق الجديدة، بيروت 1979، ص477.

39 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص129.

ـ يقول الشهرستاني في الملل والنحل: "كان جامعا بين سخافة الدين وخلاعة النفس".

ـ انظر: محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح الشهرستاني، الملل والنحل، تقديم وإعداد الدكتور عبد اللطيف محمد العبد، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1977، ص72.

ـ انظر أيضا: وات، الإسلام، ج2، ص225 وما بعدها.

40 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص153.

ـ انظر أيضا: أبو الفضل أحمد بن طاهر الكاتب المعروف بابن طيفور، تاريخ بغداد، طبعة الكوثري، مكتبة الخانجي، القاهرة 1949، ص54 وما بعدها.

ـ قارن أيضا: المجلد الأول من كتاب عبد الأمير الأعسم، ابن الريوندي في المراجع العربية الحديث، دار الآفاق الجديدة، بيروت 1978، ص104.

41 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص113.

ـ راجع أيضا: الشهرستاني، الملل والنحل، ص50 وما بعدها.

ـ عبد القاهر بن طاهر البغدادي، الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الخامسة 1982، ص96 وما بعدها.

ـ المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى، المنية والأمل، تحقيق محمد جواد مشكور، دار الفكر، بيروت 1979، ص139 وما بعدها.

42 - رسائل الجاحظ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة، 1964، الجزء الأول، رسالة في نفي التشبيه، ص283.

43 - نفسه، ص284.

44 - نفسه، ص285.

45 - انظر في نشأتهم: نيبرج، مقدمة كتاب الانتصار والرد على ابن الريوندي الملحد.

ـ ثم انظر: نلينو، (بحوث في المعتزلة)، في: عبد الرحمن بدوي، التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية، وكالة المطبوعات (الكويت) ودار القلم (بيروت)، الطبعة الرابعة 1980، ص173 وما بعدها.

ـ وراجع أيضا: وات، الإسلام، ج2، ص211 وما بعدها.

ـ والدكتور علي سامي النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، دار المعارف، القاهرة 1981، الطبعة الثامنة، ج1، ص373 وما بعدها.

ـ والدكتور محمد عمارة، الإسلام وفلسفة الحكم، ص193 وما بعدها.

46 - فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، ص143.

ـ انظر أيضا الشهرستاني، الملل والنحل، ص86 وما بعدها، باب الجبرية، الذي جاء فيه قول جهم بن صفوان إن "الإنسان لا يقدر على شيء، ولا يوصف بالاستطاعة، وإنما هو مجبور في أفعاله، لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار. وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، وتنسب إليه الأفعال مجازا، كما تنسب إلى الجمادات…".

ـ انظر رأي جولدتسيهر في حكام بني أمية، في: اجناتس جولدتسيهر، العقيدة والشريعة في الإسلام، ص86 وما بعدها.

ـ ووات، الإسلام، ج2، ص72 وما بعدها.

ـ انظر أيضا: أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص81 وما بعدها، في كراهية المعتزلة للأمويين.

ـ وراجع أيضا: المعتزلة بين الفكر والعمل، ص82.

47 - انظر: وات، الإسلام، ج2، ص188.

48 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص192.

ـ جاء في فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة أن أبا الهذيل العلاف المعتزلي "…كلم هشام بن الحكم في قوله: إن معبوده سبعة أشبار. فقال له: فما دعاك إلى ذلك؟ قال: لأنه أوسط الأقدار. فقال له: أبشبرنا أم بشبر قوم عاد، أم بشبر يموج ما جوج؟ فانقطع".

ـ وجاء في الفرق بين الفرق -ص48-: "وذكر أبو الهذيل في بعض كتبه أنه لقي هشام بن الحكم في مكة عند جبل أبي قبيس، فسأله ايهما أكبر: معبوده أم هذا الجبل؟ فأشار إلى أن الجبل أعظم منه!".

49 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص233.

ـ ألف الجاحظ رسالة في نفي التشبيه. انظر: رسائـل الجاحظ، ج1، ص283 وما بعدها.

50 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص235.

ـ يقول الدكتور عبد المجيد النجار: "… إن النصارى كانوا نشيطين في بث عقيدة التثليث، والترويج لها في المجتمع الإسلامي. تلك العقيدة القائمة على أن الذات الإلهية جوهر يتقوم بأقانيم، أي صفات، هي الوجود والعلم والحياة-والمتطورة إلى اعتبار الصفات أشخاصا، وإلى تجسد الأقنوم الثاني، اقنوم العلم، في الابن…". انظر: المعتزلة بين الفكر والعمل، ص41.

51 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص249.

ـ ذكر الشهرستاني أن أهم فرق المجوس: 1)الكيومرثية، 2)الزروانية، 3)الزردشتية.

52 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص264.

53 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص576.

54 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص118.

ـ يقول البغدادي في الفرق بين الفرق، ص56، : "وقد قالت النجدات أن صاحب الكبيرة من موافقتهم كافر نعمة، وليس فيه كفر دين..".

55 - انظر: أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، الكامل في اللغة والأدب، مكتبة المعارف، بيروت، بدون تاريخ، ج2، ص121 وما بعدها.

ـ قارن أيضا: أحمد أمين، فجر الإسلام، ص256 وما بعدها.

ـ وأيضا: أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص330.

ـ وراجع أيضا: وات، الإسلام، ج2، ص6 وما بعدها.

56 - يذكر حسين أحمد أمين في كتابه "دليل المسلم الحزين"، ص101 الرأي القائل بأن السر وراء ميل الخوارج للقتل والسلب، وسلوكهم العام المتطرف، هو أن :"…أفرادها [= افراد الخوارج ] كانوا ينتمون إلى قبائل هي في الأصل من قبائل البدو (خاصة من قبيلة تميم)، وهي تلك التي اعتادت في الجاهلية شن الغارات على القوافل، وسائر القبائل، تتعيش مما تصيبه خلالها من غنائم.."

ـ انظر أيضا: دائرة المعارف الإسلامية، مادة تميم.

57 - وات، الإسلام، ج2، ص116.

ـ وراجع أيضا: A.J.Wensinck, The Muslim Creed, Cambrige, The University Press, 1932, S.38-45.

58 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص142.

ـ انظر أيضا: ابن حزم، الفصل، ج4، ص204 ومابعدها.

ـ وات، الإسلام، ج2، ص116 وما بعدها.

ـ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص190 وما بعدها.

59 - المعتزلة بين الفكر والعمل، ص36.

60 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص329.

61 - ابن طيفور، تاريخ بغداد، ص51.

ـ أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص326.

ـ يقول وات في: الإسلام، ج2، ص116:

 ..Weil sie bereit waren, weltliche Herrscher selbst dann zu akzeptieren, wenn deren Verhalten in gewisser Hinsicht sündhaft war

62 - وات، الإسلام، ج2، ص214 وما بعدها.

63 - المعتزلة بين الفكر والعمل، ص31.

64 - قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد، شرح الأصول الخمسة، تحقيق عبد الكريم عثمان، مكتبة وهبة، القاهرة، 1965، ص138. وراجع أيضا ص697 من الكتاب نفسه.

65 - القاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي، المواقف، عني بتصحيحه السيد محمد بدر النعساني، مطبعة السعادة بمصر، القاهرة 1907، ج2، ص446.

ـ المعتزلة بين الفكر والعمل، ص38.

ـ يقول البغدادي في الفرق بين الفرق، ص98-99: "… ثم إن واصلا وعمرا وافقا الخوارج في تأييد عقاب صاحب الكبيرة في النار، مع قولهما بأنه موحد، وليس بمشرك ولا كافر. ولهذا قيل للمعتزلة إنهم مخانيث الخوارج، لأن الخوارج لما رأوا لأهل الذنوب الخلود في النار، سموهم كفرة وحاربوهم..".

66 - أبو الحسن علي بن اسماعيل الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الثانية، القاهرة 1969، ج1 ص315 وما بعدها.

ـ راجع أيضا هجوم ابن حزم على نظرية الصلاح والأصلح، في: ابن حزم، الفصل، ج3، ص164 وما بعدها.

ـ وقارن: أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني، نهاية الإقدام في علم الكلام، مكتبة زهران، القاهرة، بدون تاريخ، ص397 وما بعدها.

67 - عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص 563.

68 - عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص323.

ـ المعتزلة بين الفكر والعمل، ص43.

69 - يقول وات:

Tauhîd wurde im Sinne von der Behauptung der Einheit Gottes gegen manichäische und andere Formen des Dualismus vertreten, aber fast mit Sicherheit nicht im Sinne der Behauptung der inneren Einheit Gottes, da die Diskussion über die Attribute bis zur Regierung al-Ma muns wahrscheinlich kein ernsthaftes Thema war.

ـ قارن: وات، الإسلام، ج2، ص214.

70 - عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص128.

71 - انظر كيف شرح الزمخشري الآيات التي يدل ظاهرها على التشبيه، في: أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، درا المعرفة، بيروت بدون تاريخ، ج2، ص530.

ـ قارن أيضا رسالة الجاحظ في نفي التشبيه، في: رسائل الجاحظ، الجزء الأول، ص283.

72 - أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي، كتاب التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، عنى بتصحيحه س.ديدرينغ، جمعية المستشرقين الألمانية، استانبول، مطبعة الدولة 1936، ص35.

73 - عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص135 وما بعدها.

74 - عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص141.

ـ قارن أيضا: المعتزلة بين الفكر والعمل، ص46.

ـ أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص64.

75 - الزمخشري، الكشاف، ج1، ص155-156.

ـ انظر كلمة لوات عن التأويل عند المعتزلة، في: وات، الإسلام، ج2، ص254.

76 - نعم ذكر الذهبي (المتوفي سنة 748هـ) خبرا عن عمرو بن عبيد أنه قال: "لو كانت "تبت يدا أبي لهب" في اللوح المحفوظ، لم يكن لله على العباد حجة". ولكن هذا الخبر إما أن يكون موضوعا، أو يكون هفوة من هفوات عمرو بن عبيد. انظر: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، بدون تاريخ، ج3، ص276.

77 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص96.

ـ زهدي جار الله، المعتزلة، ص114.

78 - الذهبي، ميزان الاعتدال، ج3، ص278.

79 - أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، دار الآفاق الجديدة، بيروت، بدون تاريخ، ج1، ص211.

ـ وات، الإسلام، ج2، ص118.

80 - انظر في معنى الحشو: علي سامي النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص285 وما بعدها.

ـ انظر أيضا: ابن قتيبة الدينوري، كتاب تأويل مختلف الحديث في الرد على أعداء أهل الحديث، دار الكتاب العربي، بيروت، بدون تاريخ، ص55، حيث ذكر أن المعتزلة تسمي أهل الحديث الحشوية والنابتة والجبرية.

81 - راجع: جمال الدين محمد بن محمد بن نباتة المصري، كتاب سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، مطبعة محمد علي صبيح، القاهرة 1278هـ، ص140.

82 - البغدادي، الفرق بين الفرق، ص133.

ـ تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي المقريزي، كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية، طبعة بالأوفست، دار صادر، بيروت، بدون تاريخ، ج2، ص346.

83 - ابن قتيبة، تأويل مختلف الحديث، ص18.

84 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص145.

ـ انظر ترجمته في: ابن نباتة، سرح العيون، ص156.

85 - انظر: رسائل الجاحظ، ج2، كتاب القيان، ص154. وراجع أيضا: الجزء الثالث من رسائل الجاحظ، رسالة في خلق القرآن، ص288.

ـ وقارن أيضا: الجاحظ، الحيوان، ج6، ص290.

86 - رسائل الجاحظ، ج3، رسالة في النابتة، ص5.

ـ رسائل الجاحظ، ج3، رسالة في الرد على النصارى، ص351.

87 - ابن قتيبة، تأويل مختلف الحديث، ص42.

88 - ألبير نصري نادر، فلسفة المعتزلة، مطبعة الرابطة، بغداد 1951، ج1، ص8.

ـ وات، الإسلام، ج2، ص226.

ـ راجع ترجمته في: المنية والأمل، ص164.

89 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص146.

ـ ابن المرتضى، المنية والأمل، ص164.

90 - ابن حزم، الفصل/ ج3، ص2.

ـ أبو الحسن الأشعري، الإبانة عن أصول الديانة، تقديم وتحقيق وتعليق الدكتورة فوقية حسين محمود، دار الأنصار، القاهرة 1977، ص35.

ـ الشهرستاني، نهاية الإقدام، ص356 وما بعدها.

ـ عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص232 وما بعدها.

ـ فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، ص158 وما بعدها.

91 - ابن قتيبة، تأويل مختلف الحديث، ص14.

92 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص54.

ـ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص108.

93 - راجع: رسائل الجاحظ، ج3، رسالة في خلق القرآن، ص283.

ـ وات، الإسلام، ج2، ص248.

94 - الزمخشري، الكشاف، ج4، ص192.

95 - البغدادي، الفرق بين الفرق، ص152.

ـ الشهرستاني، الملل والنحل، ص72.

ـ كان المردار يميل إلى تكفير كل من خالفه الرأي. يقول الشهرستاني في الملل والنحل، ص72، حاكيا عن المردار: "وغلا في التكفير، حتى قال: هم كافرون في قولهم: لا إله إلا الله. وقد سأله ابراهيم بن السندي مرة عن أهل الأرض جميعا. فكفرهم. فأقبل عليه ابراهيم، وقال: الجنة التي عرضها السموات والأرض لا يدخلها، إلا أنت وثلاثة وافقوك؟ فخزي، ولم يحر جوابا".

96 - ذكر زهدي جار الله في المعتزلة تاريخ وفاة الفوطي بأنه سنة 226هـ (840م). وقال وات في "الإسلام"، ج2، ص223، إنه توفي قبل سنة 833م.

97 - الشهرستاني، الملل والنحل، ص75.

ـ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص150 وما بعدها.

98 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، المعروف بتاريخ الطبري، تحقيق محمد أبي الفضل ابراهيم، الطبعة الرابعة، دار المعارف، القاهرة، 1979، ج8، ص631.

ـ الشيخ كمال الدين الدميري، حياة الحيوان الكبرى، دار الفكر، بيروت بدوت تاريخ، ج1، ص78.

99 - أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، التنبيه والإشراف، دار ومكتبة الهلال، بيروت 1981، ص318-329.

100 - تاريخ الطبري، ج8، ص631 وما بعدها. انظر نص خطاب المأمون إلى إسحاق بن ابراهيم.

ـ انظر أيضا: J.R.T.M.Peters, Gold's created speech, Leiden 1976, p.2f.

101 - تاريخ الطبري، ج8، ص632.

102 - تاريخ الطبري، ج8، ص640 وما بعدها.

103 - زهدي جار الله، المعتزلة، 171.

104 - أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت 1968، ج1، ص84.

ـ زهدي جار الله، المعتزلة، ص171.

105 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص177.

106 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص172.

107 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص169.

108 - يقول أحمد أمين: "…ذكروا أن محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ ألف كتابا في اختلاف الفقهاء، لم يذكر فيه أحمد بن حنبل. فسئل عن ذلك، فقال: لم يكن أحمد فقيها، إنما كان محدثا..".

ـ انظر: أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص200.

109 - على الرغم من كون ابن حنبل ينتمي إلى أهل الحديث، إلا أنه لم يكن في وئام تام مع القصاص الذين كانوا يكذبون على رسول الله (صلعم) في الحديث. جاء في كتاب تحذير الخواص من أكاذيب القصاص للسيوطي أن أحمد بن حنبل وصاحبه يحيى بن معين سمعا أحد القصاص يقول: "حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، قالا: حدثنا عبد الرازق عن معمر عن قتادة عن أنس، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: من قال لا إلاه إلا الله، خلق الله له من كل كلمة طيرا، منقاره من ذهب، وريشه من مرجان… فجعل أحمد ينظر إلى يحيى بن معين، ويحيى ينظر إلى أحمد. فقال له: أنت حدثت بهذا؟ فقال: والله ما سمعت بهذا، إلا الساعة. فلما فرغ من قصصه، قال له يحيى بن معين بيده: تعال. فجاء… فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. فقال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل، ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فإن كان ولا بد من الكذب، فعلى غيرنا. فقال له: أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم. قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق، ما حققته إلا الساعة. فقال يحيى: كيف علمت أني أحمق؟ قال: كأن ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما. قد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين!".

ـ انظر السيوطي، تحذير الخواص من أكاذيب القصاص، ص48 وما بعدها.

110 - تاريخ الطبري، ج8، ص641 وما بعدها.

111 - الدميري، حياة الحيوان، ج1، ص79.

112 - رسائل الجاحظ، ج3، رسالة في خلق القرآن، ص294.

113 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص180.

ـ راجع هذه المناظرات أيضا في طبقات الشافعية لابن السبكي.

114 - الدميري، حياة الحيوان، ج1، ص79.

115 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص181.

116 - انظر عن بأس المعتصم وقوته: أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الخامسة، دار الفكر، بيروت 1973، ج4، ص47 وما بعدها.

ـ المسعودي، التنبيه والإشراف، ص323.

117 - الدميري، حياة الحيوان، ج1، ص79.

ـ زهدي جار الله، المعتزلة، ص174.

118 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص173.

ـ أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص180.

ـ مناقب أحمد بن حنبل، ص320.

119 - رسائل الجاحظ، ج3، رسالة في خلق القرآن، ص297.

120 - رسائل الجاحظ، ج3، رسالة في خلق القرآن، ص298.

121 - المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص66.

ـ نقل أحمد أمين في ضحى الإسلام، ج3، ص181، قول الصولي: "كان الواثق يسمى المأمون الأصغر، لأدبه وفضله".

122 - المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص66.

123 - يقول السمعاني حاكيا عن ابن الزيات: "كان أديبا فاضلا، شاعرا مليح الشعر، حسن الترسل والبلاغة. اتصل بالمعتصم بالله، وخص به، فرفع من قدره، ووسمه بالوزارة، وكذلك الواثق والمتوكل. إلى أن قبض عليه المتوكل وقتله. وكان يرى رأي الاعتزال. وهو الذي بالغ في ضرب أحمد بن حنبل، رحمه الله، وحث المعتصم على ذلك. وكان بينه وبين أحمد بن أبي دؤاد القاضي عداوة شديدة. فأغرى ابن أبي دؤاد المتوكل عليه، حتى قبض عليه، وطلبه الأموال. وقد صنع محمد بن الزيات تنورا من الحديد، فيه مسامير إلى داخله، ليعذب به من كان في حبسه من المطالبين. فأدخله المتوكل به، وعذب إلى أن مات. وذلك في سنة 233هـ".

ـ انظر: أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني، الأنساب، تحقيق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، الناشر: المحمد أمين دمج، بيروت 1980، ج6، ص333.

124 - جاء في الجزء الثاني من شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي، ص98، أن الذين حضروا جنازة ابن حنبل من الرجال كانوا ثمانين ألف رجل، ومن النساء ستين ألفا.

125 - الدميري، حياة الحيوان، ج1، ص79.

126 - يقول البغدادي في الفرق بين الفرق، ص159: "…إن ثمامة بن أشرس [المعتزلي ] سعى إلى الواثق بأحمد بن نصر  المروني. وذكر له أنه يكفر من ينكر رؤية الله تعالى، ومن يقول بخلق القرآن… فقتله [الواثق ]، ثم ندم على قتله. وعاتب ثمامة وابن أبي دؤاد وابن الزيات في ذلك. وكانوا قد أشاروا عليه بقتله. فقال له ابن الزيات: وإن لم يكن قتله صوابا، فقتلني الله تعالى بين الماء والنار. وقال ابن أبي دؤاد: حبسني الله تعالى في جلدي، إن لم يكن قتله صوابا. وقال ثمامة: سلط الله تعالىعلي السيوف، إن لم تكن أنت مصيبا في قتله".

127 - أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، مناقب الإمام أحمد بن حنبل، دار الآفاق الجديدة، بيروت 1973، ص348 وما بعدها.

ـ الدميري، حياة الحيوان، ج1، ص79.

128 - تاريخ الطبري، ج9، ص142.

129 - تاريخ الطبري، ج9، ص135.

130 - تاريخ الطبري، ج9، ص138.

131 - ذكر الدميري الحكاية نفسها في حياة الحيوان، ج1، ص81.

132 - تاريخ الطبري، ج9، ص139.

133 - كان هناك أيضا من مشاهير المعتزلة في القرن الرابع الهجري الصاحب بن عباد المتوفي سنة (385هـ). وقد كان من أعظم وزراء البويهيين. وهو الذي عين القاضي عبد الجبار المعتزلي قاضي القضاة له. انظر ترجمته في:

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج1، ص228.

ـ أحمد أمين، ظهر الإسلام، ج4، ص43.

ـ وات، الإسلام، ج2، 426 وما بعدها.

134 - عدنان زرزور، الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر، دمشق 1971، ص13، ص459.

135 - وات، الإسلام، ج2، ص297.

136 - الزمخشري، الكشاف، ج1، ص3، حيث جاء عن تمسك الزمخشري باعتزاله أنه: "كان معتنيا بإظهاره، ومفتخرا به". ثم انظر: كتاب فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، ص393.

137 - رسائل الجاحظ، ج1، رسالة في نفي التشبيه، ص283 وما بعدها.

ـ وقارن أيضا، رسالة الجاحظ في خلق القرآن، في: رسائل الجاحظ، ج3، ص297.

138 - المقريزي، الخطط، ج2، ص358 وما بعدها.

ـ عدنان زرزور، الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، ص39 وما بعدها.

139 - أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر، تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1984، ص331.

140 - البغدادي، الفرق بين الفرق، ص100.

ـ أحمد أمين، فجر الإسلام، ص294.

ـ المعتزلة بين الفكر والعمل، ص106.

141 - أحمد أمين، فجر الإسلام، ص294.

142 - المعتزلة بين الفكر والعمل، ص107.

ـ ابن قتيبة، تأويل مختلف الحديث، ص17.

ـ ابراهيم النظام، كتاب النكث، تحقيق فان إس، جوتنجن 1972، ص38.

143 - البغدادي، الفرق بين الفرق، ص133.

ـ الشهرستاني، الملل والنحل، ص61.

ـ النظام، كتاب النكث، ص29.

144 - البغدادي، الفرق بين الفرق، ص133.

ـ المعتزلة بين الفكر والعمل، ص109.

ـ الشهرستاني، الملل والنحل، ص61.

ـ النظام، كتاب النكث، ص43.

145 - البغدادي، الفرق بين الفرق، ص134.

ـ الشهرستاني، الملل والنحل، ص61.

ـ ابن قتيبة، تأويل مختلف الحديث، ص17-18.

ـ النظام، كتاب النكث، ص47.

146 - النظام، كتاب النكث، ص91 وما بعدها.

ـ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص134.

ـ الشهرستاني، الملل والنحل، ص61.

ـ المعتزلة بين الفكر والعمل، ص108.

147 - المعتزلة بين الفكر والعمل، ص109.

ـ النظام، كتاب النكث، ص104.

ـ البغدادي، الفرق بين الفرق، ص133.

ـ ابن قتيبة، تأويل مختلف الحديث، ص19.

148 - انظر عن نقد المعتزلة للصحابة أيضا: نهج البلاغة، ج4، ص459 وما بعدها.

149 - نقل البهي في كتابه الجانب الإلهي من التفكير الإسلامي قول كنط:

Ich musste das Wissen aufheben, um zum Glauben Platz zu bekommen.

ـ انظر: الدكتور محمد البهي، الجانب الإلهي من التفكير الإسلامي، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، القاهرة 1967، ص54.

150 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص255.

ـ عبد الرحمن بدوي، مذاهب الإسلاميين، الجزء الأول، دار العلم للملايين، الطبعة الثانية، بيروت 1979، ص679.

ـ وات، الإسلام، ج2، ص44.

ـ ابن عساكر، تبيين كذب المفتري، ص278.

151 - أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، شرح كتاب الفقه الأكبر، مع شرحه للإمام علي القاري الحنفي، دار الكتب العلمية، بيروت 1984، ص11.

ـ قارن أيضا: وات، الإسلام، ج2، ص46.

152 - شرح كتاب الفقه الأكبر، ص12.

153 - انظر ترجمته في: وفيات الأعيان، ج2، ص29 وما بعدها.

154 - وات، الإسلام، ج2، ص74.

ـ انظر: أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي، جامع بيان العلم وفضله - وما ينبغي روايته وحمله، دار الفكر، بيروت بدون تاريخ، ج2، ص238 عن قول عبد الله بن عمر في الصلاة في السفر، فقال: ركعتان. من خالف السنة، كفر!.

155 - رسائل الجاحظ، ج3، رسالة في خلق القرآن، ص296.

156 - ابن الأثير، ج7، ص8 (عن زهدي جار الله، ص177).

ـ ينبغي أن نذكر في هذا السياق أن ظاهرة تكفير الآخرين، لمجرد الاختلاف في الرأي، كانت شائعة أيضا بين مفكري المعتزلة أنفسهم. وقد أشار البغدادي في الفرق بين الفرق، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث إلى العديد من الأمثلة على ذلك. ويبدو أن هذه الظاهرة قد أقلقت بعض المفكرين قديما وحديثا. فكتب الغزالي قديما كتاب فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، ودعا المسلمين فيه إلى التسامح وترك العصبية. وقال أحمد بن المختار الرازي في كتاب حجج القرآن: "ما من فرقة، إلا ولها حجة من الكتاب. وما من طائفة، إلا وفيها علماء نحارير فضلاء، لهم في عقائدهم مصنفات، وفي قواعدهم مؤلفات. وما منهم من أحد، إلا ويعتقد أنه المحق..". ونهى ابن المختار الرازي "من يكفر أهل القبلة، أو يعير طائفة بالقلة، أو يخرجهم ببدعة عن الملة".

ـ انظر: أحمد أمين، ظهر الإسلام، ج4، ص104 وما بعدها.

ـ وحديثا كتب المرحوم الشيخ الغزالي في كتابه: دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين، ص227، يقول: "إذا كان الرجل مؤمنا بالله… ومؤمنا برسوله، ومقدسا لكل حرف من القرآن الكريم، وغيورا على الإسلام، ولكن عقله فهم حكما من الأحكام على نحو معين-فقل فيه ما شئت، إلا أنه كافر أو فاسق".

ـ وتعتبر جماعة "الناجون من النار" المصرية آخر ما ظهر من تلك الموجات والجماعات التي تميل إلى تكفير كل من يخالفها في الرأي. وقد ورد في جريدة الأهرام يوم 2/9/1987 -في الصفحة السادسة- في عمود "رأي الأهرام" أن: هناك سمة واحدة تجمع بين الإرهابيين في مصر، هي تكفير المجتمع. (…) ومن العجيب أن لهؤلاء أمثلة في كل مكان، وليسوا قصرا علينا [ في مصر]. فحتى في الولايات المتحدة نفسها هناك جماعات عديدة تدعي أنها وحدها "الناجية من النار"، وتكفر المجتمع بالفعل، وتخرج إلى صحاري، وهي تحمل المسدسات والرشاشات".

157 - جولدتسيهر، العقيدة والشريعة في الإسلام، ص103.

ـ المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص86، ص122.

ـ آدم متز، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، ج1، ص128.

158 - تاريخ الطبري، ج9، ص190.

ـ قارن أيضا: زهدي جار الله، المعتزلة 188.

159 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج3، ص199.

160 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص185.

161 - أحمد أمين، ضحى الإسلام، ج2، ص179.

162 - شرح كتاب الفقه الأكبر، ص9.

163 - البغدادي، الفرق بين الفرق، ص 192 وما بعدها.

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج1، ص 277 وما بعدها.

164 - شرح كتاب الفقه الأكبر، ص6.

165 - أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، كتاب عيون الأخبار، دار الكتاب العربي، بيروت بدون تاريخ، (طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية لسنة 1925)، ج2، ص141.

ـ الغزالي، إحياء علوم الدين، ج1، ص95.

166 - الغزالي، إحياء علوم الدين، ج1، ص95.

167 - شرح كتاب الفقه الأكبر، ص9.

ـ الغزالي، إحياء علوم الدين، ج1، ص95.

168 - عائشة عبد الرحمن، الشخصية الإسلامية، دراسة قرآنية، دار العلم للملايين، بيروت 1980، ص118.

ـ انظر أيضا ترجمته في:أبو بكر بن هداية الله الحسيني، طبقات الشافعية، حققه وعلق عليه عادل نويهض، دار الآفاق الجديدة، بيروت 1982 (الطبعة الثالثة)، ص11 وما بعدها.

169 - الدميري، حياة الحيوان الكبرى، ج1، ص11.

170 - الغزالي، الإحياء، ج1، ص95.

ـ شرح كتاب الفقه الأكبر، ص9.

171 - الدميري، حياة الحيوان الكبرى، ج1، ص12.

ـ شرح كتاب الفقه الأكبر، ص9.

172 - الغزالي، الإحياء، ج1، ص95.

ـ شرح كتاب الفقه الأكبر، ص9.

173 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص191.

174 - أبو حامد محمد بن محمد الغزالي، المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزة والجلال، حققه وقدم له جميل صليبا وكامل عياد، دار الأندلس، بيروت 1983، ص118 وما بعدها.

175 - ابن الأثير، ج7، ص12، أخبار سنة 277هـ، نقلا عن: جولدتسيهر، موقف أهل السنة القدماء بإزاء علوم الأوائل، في: عبد الرحمن بدوي، التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية، وكالة المطبوعات (الكويت) ودار القلم (بيروت)، الطبعة الرابعة 1980، ص135.

176 - جولدتسيهر، موقف أهل السنة القدماء بإزاء علوم الأوائل، ص125.

177 - زهدي جار الله، المعتزلة، ص252.

178 - ماجد فخري، تاريخ الفلسفة الإسلامية، نقله عن الإنجليزية كمال اليازجي، الدار المتحدة للنشر، بيروت 1974، ص108.

179 - عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص63.

180 - وات، الإسلام، ج2، ص293.

181 - البغدادي، الفرق بين الفرق، ص102.

182 - النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص254 وما بعدها.

183 - انظر: النظام، كتاب النكث، ص22 وما بعدها.

ـ وراجع ايضا: البغدادي، الفرق بين الفرق، ص133.

184 - وات، الإسلام، ج2، ص282 وما بعدها.

185 - عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص687.

ـ المعتزلة بين الفكر والعمل، ص133.

186 - وات، الإسلام، ج2، ص292.

ـ النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلامي، ج1، ص263.

187 - عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص730 وما بعدها.

ـ فضل الاعتزال، ص201 وما بعدها.

188 - النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص263.

ـ وات، الإسلام، ج2، ص292.

189 - انظر رسالة الجاحظ في خلق القرآن، ص285 وما بعدها، في: رسائل الجاحظ، ج3.

ـ وقارن أيضا: عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص531.

ـ Peters, God Created Speach, p.397.

190 - وات، الإسلام، ج2، ص292.

ـ النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلامي، ج1، ص257.

191 - فضل الاعتزال، ص 176 وما بعدها.

ـ شرح الأصول الخمسة، ص431 وما بعدها.

192 - النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص262.

ـ وات، الإسلام، ج2، ص291.

193 - شرح الأصول الخمسة، ص232.

ـ الشهرستاني، نهاية الإقدام، ص 358 وما بعدها.

194 - النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص255.

195 - الزمخشري، الكشاف، المجلد الثالث، ص462 وما بعدها.

ـ الصواعق المرسلة، ج1، ص180، عن زهدي جار الله، المعتزلة، ص252.

196 - النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص251.

197 - شرح الأصول الخمسة، ص294 وما بعدها.

ـ النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص252.

198 - النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص252.